العرب تريند

ما سر الحرائق الغامضة للمحاصيل بمزارع الموصل العراقية؟

اندلع الكثير من الحرائق في مئات الدونمات ومساحات واسعة من المحاصيل الزراعية في العراق، وخاصة في مدن وسط وشمال وغرب العراق مسببة خسائر كبيرة للمزارعين هناك، الذين كانوا ينتظرون موسما اعتبروه جيدا، خصوصا بعد كمية الأمطار التي هطلت ووعدت بمحصول وفير هذا العام من الحنطة والشعير.

وشملت هذه الحرائق مدناً خرجت حديثا من سيطرة تنظيم داعش، وأهمها مدينة الموصل التي تشهد منذ شهر تقريبا بشكل شبه يومي حرائق لمزارع الحنطة والشعير، وهو أمر يعتبره مسؤولون في المحافظة عملا تخريبيا يستهدف الأمن الغذائي للمواطنين.

وقال نائب رئيس مجلس محافظة نينوى نور الدين قبلان لـ”العربية.نت” إنه منذ مدة ما تقارب الشهر وبعد أن بدء موسم الحصاد لمحصول الشعير بداية في محافظة نينوى بدأت الحرائق بشكل شبه يومي في الفترة الماضية، وخاصة في العشرة أيام الأخيرة كانت بشكل يومي وفي عدة مناطق مما أدى إلى أن مديريات الدفاع المدني وبإمكانياتها البسيطة لا تستطيع السيطرة على هذه الحرائق المفتعلة.

الحرائق بفعل فاعل
وأكد قبلان لـ”العربية.نت” أنه وبعد الاستفسار وسؤال الكثيرين عن أسباب الحرائق تبين أنها بفعل فاعل والفاعل لا يزال مجهولا وطليقا.

وأضاف قبلان أنه ذهب إلى مركز الدفاع المدني في مدينة تلعفر والتي تشرف على تأمين 2250000 دونم لمحصولي الشعير والحنطة واستمع للمشاكل التي تواجه فرق الدفاع المدني، وكان أهمها هو عرقلة جهود هذه الفرق من قبل بعض المجاميع المسلحة مثل حزب الـ pkk والـypk في مناطق جبل سنجار.

عدسات مكبرة للحرائق
وأضاف قبلان أنه أيضا تم اكتشاف عدسات مكبرة والتي تعكس الأشعة الشمسية والتي بدورها ستسبب الحرائق.

مؤكدا أن هذه الأمور مفتعلة وهي تؤثر على الأمن الغذائي في محافظة نينوى وعموم الدولة العراقية.

وأكد قبلان أن هذه المحاصيل هي ثروة لكل الشعب العراقي وعلى رئيس مجلس الوزراء أن يكون له اهتمام خاص بالموضوع والتفاتة لهذا الموضوع لأن هذه الحرائق أكبر من إمكانيات الدفاع المدني والجيش العراقي، بل نطلب مساعدة الدول المجاورة لجلب طائرات والتي من الممكن أن تساهم في إطفاء هذه الحرائق.

والحرائق هذه مفتعلة ويجب التفكير بها بشكل جدي من قبل الحكومة المركزية في بغداد ونحن كحكومة نينوى المحلية نعمل ما بوسعنا لغرض معالجة هذا الأمر، ولكن كما تعلمون أن هناك أكثر من أربعة ملايين دونم مزروعة في محافظة نينوى لوحدها والجميع يطلق عليها سلة خبز العراق وهي من أكبر المساحات المزروعة في عموم الدولة العراقية.

وأكد قبلان أن موضوع الحرائق له الكثير من الانعكاسات وأهمها أنها تهدد الأمن الغذائي للمدينة والعراق وهناك الكثير من الناس تعول على جني هذه المحاصيل منها توفير السيولة النقدية وعودة بعض النازحين لزراعة أراضيهم من المخيمات وبعض المحافظات الأخرى وبعض الدول المجاورة وكذلك إيجاد فرص عمل.

والقضاء هذه الحرائق وإبقاء هذه المحاصيل سيسهم بشكل كبير في تأمين شعور المواطنين بقوة الدولة التي تحمي مواطنيها.

من جانبه قال رئيس لجنة الاستثمار في محافظة نينوى محمد البياتي إن حرائق المحاصيل الزراعية تؤثر بشكل مباشر على قوت المواطنين وهي خطط خبيثة ومعركة اقتصادية لإفقار أهالي نينوى، وهم حديثا خرجوا من أكبر أزمة عرفها التأريخ وهي سيطرة مجاميع إرهابية على مدينتهم وجعلهم أسرى لدى تنظيم داعش الذي اندحر على يد أبناء العراق.

وأضاف البياتي أن حرائق المزارع الغاية منها تهديد السلم المجتمعي والأمن الغذائي لأهالي نينوى وإعادة أهلها إلى المربع الأول وتخريب العلاقات الاجتماعية بين مكونات نينوى بشكل عام.

من جانبه طالب رئيس لجنة الزراعة في مجلس محافظة نينوى عويد الجحيشي الرئاسات الثلاث باجتماع عاجل لاتخاذ إجراءات سريعة للحد من الحرائق التي طالت مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية في عموم محافظة نينوى وعلى الرغم من الجهود المبذولة من الحكومة المحلية إلا أن سعة المساحات وقلة وسائل الإطفاء تحول دون السيطرة على الحرائق.

وأوضح الجحيشي في بيان له أن هذه الحرائق شملت عدة أقضية من أقضية المحافظة ما يشير إلى وجود أيادٍ خلف هذه الحرائق وأن بعضها حدث بفعل فاعل.

كما أكد الجحيشي على ضرورة تشكيل لجنة خاصة لإحصاء أضرار الفلاحين داعيا وزارة الزراعة إلى تعويضهم بشكل يمكنهم من الاستمرار بالزراعة.

كما طالب رئيس لجنة الزراعة الأهالي التكاتف لمساعدة بعضهم البعض في منع انتشار الحرائق والتعاون مع القوات الأمنية والسلطات المحلية.

المصدر
العربية
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى