مصر

مصر تحتفل.. هذه تفاصيل رحلة المسيح وأمه مريم

احتفلت مصر، السبت، بذكرى مرور العائلة المقدسة، حيث أقيمت احتفالية كبيرة شاركت فيها الكنيسة المصرية ووزارات الآثار والسياحة والتنمية المحلية والداخلية بكنيسة أبي سرجة الأثرية بمجمع الأديان في القاهرة القديمة.

وقال الدكتور جمال مصطفى، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بوزارة الآثار، إن مصر تحتفل في الأول من يونيو/حزيران من كل عام بذكرى دخول العائلة المقدسة إلى مصر، وهو يوافق يوم 24 من الشهر القبطي بشنس المشتق من خنسو معبود طيبة، مؤكدا أن وجود العائلة المقدسة في الأراضي المصرية، استمر أكثر من 3 سنوات ونصف، مرت خلالها على نحو 23 نقطة في جميع أنحاء مصر.

وأضاف أن وزارة الآثار تولي اهتماماً بملف توثيق رحلة العائلة المقدسة لمصر، وتسجيلها على قائمة التراث العالمي، حيث قامت بعمل مشروعات تطوير وترميم لكافة المواقع الأثرية الواقعة ضمن مسار الرحلة بدءا من أديرة وادي النطرون وحتى دير المحرق بأسيوط.

وقال شعيب عبد الفتاح الخبير في التراث لـ” العربية.نت” إن العائلة المقدسة عند دخولها أرض مصر لم تسلك أيا من تلك الطرق الثلاثة القديمة، التي اعتاد المسافرون العبور منها في طريقهم من فلسطين إلى مصر، مضيفا أن العائلة سلكت طريقا آخر غير المعروف لدى جنود ورجال هيرودس، هربا من ملاحقة الأخير.

ومرت العائلة المقدسة، كما يقول الباحث والخبير في التاريخ، عبر 3 مواقع في شمال سيناء، و18 موقعاً في وادي النيل والدلتا، ثم وادي النطرون في الصحراء الغربية، وجبل الطير في الصحراء الشرقية، وعبرت المجرى الرئيسي لنهر النيل 4 مرات.

وأوضح أن العائلة المقدسة مرت من منطقة رفح في شمال سيناء، ثم مدينة العريش، ومنطقة الفرما بعدها دخلت الدلتا ومرت بمنطقة تل بسطا بجوار مدينة الزقازيق ودخلتها العائلة المقدسة في 24 بشنس، وأثناء وجودهم بتل بسطا مر عليهم شخص يدعى قلوم دعاهم الى منزله حيث أكرم ضيافتهم، وسرعان ما صدرت الأوامر من جانب الحاكم بمطاردة العائلة المقدسة، التي فرت متوجهة إلى منطقة المحمة، ثم مدينة بلبيس واستظلت عند شجرة عرفت باسم شجرة مريم.

تركت العائلة المقدسة بلبيس واتجهت شمالا الى بلدة منية جناح التي تعرف الآن باسم منية سمنود ومنها عبروا بطريق البحر الى سمنود، ثم واصلوا السير غربا إلى منطقة البرلس ونزلوا في قرية تدعى شجرة التين ولم يرحب بهم أهلها، ثم واصلوا المسير الى قرية المطلع وبعدها إلى قرية سخا، ثم الفرع الغربي لنيل مصر، حتى وصلوا الى وادى النطرون.

واتجهت العائلة المقدسة بعد ذلك إلى القاهرة، وتوجهوا إلى منطقتي المطربة وعين شمس، ثم إلى الفسطاط، وسكنوا في المغارة التي توجد فيها الآن كنيسة أبي سرجة الأثرية المعروفة حالياً باسم سرجيوس وواخس.

وأوضح الباحث التاريخي شعيب عبد الفتاح أن العائلة المقدسة وصلت من منطقة الفسطاط إلى منطقة المعادي، وبقيت فيها لفترة، ثم وصلت إلى المكان المعروف بمدينة منف وهي ميت رهينة بالقرب من البدرشين محافظة الجيزة، ومنها إلى جنوب الصعيد عن طريق النيل ثم إلى دير الجرنوس بالقرب من مغاغة، مضيفا أن العائلة واصلت الرحلة إلى منطقة البهنسا، ثم سارت ناحية الجنوب حتى بلدة سمالوط ومنها عبرت النيل ناحية الشرق إلى جبل الطير حيث يقع دير العذراء مريم.

ويقول إن الرحلة تواصلت من جبل الطير حيث عبرت العائلة المقدسة النيل من الناحية الشرقية إلى الناحية الغربية متجهة إلى بلدة الأشمونيين ومنها إلى قرية ديروط ثم القوصية ثم قرية مير، ومنها إلى جبل قسام المعروف بدير المحرق وهو من أهم المحطات التي استقرت فيها العائلة المقدسة.

وذكر أن العائلة المقدسة واصلت الرحلة من جبل قسقام “دير المحرق” إلى أن وصلت إلى جبل أسيوط حيث يوجد دير درنكة، وبه توجد مغارة قديمة في الجبل أقامت العائلة المقدسة بداخلها، مؤكدا أن دير درنكة هو آخر المحطات التي لجأت إليها العائلة المقدسة خلال رحلتها في مصر.

وفي طريق عودتها من مصر إلى فلسطين، سلكت العائلة المقدسة نفس الطريق السابق، حيث نزلت على الشاطئ الغربي عند كنيسة العذراء في المعادي ثم مصر القديمة والمطرية وعين شمس والمحمة ثم مدينة لينتوبوليس قرب شبين القناطر ومنها إلى بلبيس وبسطا وفاقوس والفرما والعريش ثم إلى غزة وأخيرا الناصرة.

المصدر
العربية
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى