السعودية

لحظات الألم والأمل برحلة حياة ضحية السرطان نوال الغامدي

بعد خمس سنوات وهي تحارب آلام العلاج الكيمياوي، الذي ألزمها السرير الأبيض، إثر مرضها بالسرطان في الغدد اللمفاوية والذي غيّر ملامحها الجميلة، رحلت سفيرة الطفولة الجميلة والمحاربة لمرض السرطان، حاملة معها الابتسامة والأمل، التي انطفأت بعد أن غيبها الموت.

وبعد أن انطفأ النور في منزل محاربة مرض السرطان الطفلة “نوال الغامدي” وخيم الحزن، تحدثت والدتها إلى “العربية.نت” بقولها: “خلف ابتسامات ابنتي نوال وكلماتها المليئة بالأمل، معاناة حقيقية معي، وقصة مؤلمة مليئة بالقسوة عاشتها وهي يتيمة الأب، منذ أن كانت في الصف الثالث الابتدائي، وما إن وصلت إلى الصف الخامس الابتدائي، إلا وظهرت عليها آثار مرض غريب، فبدأت تعاني من آلام وهبوط وارتفاع في درجة الحرارة، وتارة غثيان وألم في الرأس وتورم في الرقبة، ومرات تصاب بحالة إغماء، وعندما تم نقلها إلى المستشفى، تم اكتشاف مرض سرطان في الغدد اللمفاوية.. من هنا بدأت رحلة العناء”.

نوال وهي رضيعة
وتابعت والدة الطفلة نوال حديثها، واصفة رحلتها بالعذاب والمليئة بمحطات الألم، وخاصة خلال فترات العلاج بالكيمياوي، الذي كان ينهش جسدها الصغير، تقول: “عاشت نوال مع الناس ولم يعزلها مرضها عن المجتمع، بل أقبلت عليه تزرع الأمل والابتسامة، وتبتلع مواجعها لتبث الفرح في قلوب الناس، واشتهرت بابتسامتها المشرقة، بينما تخفي في قلبها وجعاً كبيراً”.

وواصلت حديثها الذي خالطته دموع الأم وبكاء الفقد، تقول: “نوال هي أصغر أبنائي، ولها 3 إخوة من الذكور، وقد عاشت في المستشفى فترات طويلة أكثر من مدة بقائها في البيت، وهي تعيش في كل يوم قسوة مرض لم يرحم ضعفها وقلة حيلتها، فهي دائمة الصبر والحمد والشكر لله عز وجل على كل ما أصابها من الألم”.

وكشفت والدة نوال عن تبرعها لابنتها “نوال” بنخاع شوكي، ولكن العملية وبعد فترة لم تنجح ولم يتحمل جسدها، لتظل نوال تعيش على أمل الشفاء”.

واستطردت الحديث: لقد بكيت نوال قبل أن تمت.. بكيتها وأنا أراها تتألم وتعاني أمام عيني، وليس لي حيلة في إزالة الألم عنها، كنت حينها أقرأ عليها القرآن وأرقيها وأحصنها، وكنت أدعو لها بالخير، وأدعو الله إن كانت الحياة خيراً لها أن يحييها، وكنت أعرف أنها مودعة”.

وأضافت: “عشت معها معاناتها خمس سنوات، وآخر حياتها وقبل 6 أشهر وأنا ملازمة معها في المستشفى، للتداوي من هذا المرض الذي حرمها من طفولتها، وفي آخر أسبوع أخذت 3 جرعات، ووقت الزراعة أخذت 17 جرعة كيمياوي في شهر شوال الماضي، لتتحسن قليلاً، وبعد أسبوعين عانت من جرثومة، ودخلت في إشكاليات زيادة سوائل في الجسم وماء على الرئة، وتأثرت الكلى والقلب، وآخر أيامها عاشت على التنفس الصناعي، وفي آخر 4 أيام أكد لنا الأطباء أنها في مرحلة حرجة، وتوفيت أمس الفجر وتم إبلاغ خالها في الدمام”.

وعن آخر موقف جمعها بابنتها “نوال” عندما كانت تقول “اشتقت لإخواني وجمعتنا مع بعض”، وكانت تردد “اللهم استودعتك نفسي” وهي تكرر الحمد لله.

وذكرت: “ابنتي حملت ابتسامة الأمل للناس وكانت تكابر الألم والتعب لتقابل زوارها من الإعلاميين والمشاهير والكتاب الذين جاؤوا لزيارتها وكانت تستقبل الجميع رغم حالتها الصحية السيئة”.

وختمت حديثها قائلة: “الله يصبرني على فراقها وأنا أدعو لها بالرحمة، فقد عاشت كحمامة سلام تنقل الحب في كل مكان”.

بينما قال “عبد العزيز الغامدي” ابن شقيق نوال: “هي رمز لمحاربة السرطان، لقد ظلت متماسكة وقت معاناتها بجرعات الكيمياوي، لتتجاوز تلك الآلام بقربها من الناس، وواجهت المرض بشجاعة وبسالة وإقدام، فانتقلت من تخصصي الرياض إلى جدة، لتستكمل رحلتها في العلاج”.

وأضاف: “كل الشكر والتقدير لكل من وقف مع نوال، والشكر الكبير للفنان فايز المالكي، الذي قدم المساعدة والدعم لنوال والتعريف بمعاناتها، لقد كانت ابتسامتها في كل مكان، رغم ابتلاع مواجعها، وكل مرة تحس بالألم، اتجهت إلى الله لتلهج بالدعاء، ثم إلى المجتمع لتطلب منه الدعاء والمساندة والتبرع بالدم، وكانت تترك رسائلها المليئة بالأمل في كل مكان، وظلت على تواصل مع المجتمع ووضعته معها في كامل القصة”.

المصدر
العربية
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى