المغرب العربي

رفض دولي لـ “مغامرات” حفتر في طرابلس

قال وزير الخارجية الإيطالي إنزو ميلانيزي السبت، إنه يتعين على خليفة حفتر الاستماع إلى تحذيرات المجتمع الدولي ووقف الزحف نحو طرابلس وإلا فإن المجتمع الدولي سيرى ما يمكن عمله.

وقال ميلانيزي للصحافيين بعد اجتماع لوزراء خارجية مجموعة الدول السبع في غرب فرنسا، “أوضحنا موقفنا تماما. نأمل بشدة أن يتم أخذ هذا في الحسبان وإذا لم يحدث ذلك فسوف نرى ما يمكن عمله”.

ومن جهته قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إن وزراء خارجية دول مجموعة السبع اتفقوا على الضغط على المسؤولين عن صراع عنيف على السلطة في ليبيا خاصة القائد العسكري خليفة حفتر لتفادي التصعيد العسكري.

وأضاف للصحافيين “اتفقنا على أنه ينبغي علينا استخدام كل الاحتمالات المتاحة لنا لممارسة الضغوط على المسؤولين في ليبيا خاصة الجنرال حفتر حتى نتفادى أي تصعيد عسكري إضافي. اتفقنا جميعا”.

وقال ماس بعد اجتماع وزاري، إن كل دولة ستستخدم القنوات الخاصة بها مضيفا أن إيطاليا وفرنسا لهما اتصالات مباشرة مع ليبيا.

وتابع “الوضع يثير القلق بشدة ولا يمكننا قبول أي تصعيد عسكري إضافي”.

وحذرت مجموعة السبع السبت، الفصائل المتحاربة في ليبيا من استغلال المنشآت النفطية لتحقيق مكاسب سياسية، في ظل تصعيد في النزاع على السلطة هناك.

وقال بيان المجموعة، “نذكر بأن منشآت وإنتاج وإيرادات النفط في ليبيا مملوكة للشعب الليبي وينبغي ألا يستغلها أي طرف لتحقيق مكاسب سياسية”.

وفي حين تضاربت التصريحات بين طرفي النزاع في ليبيا حول السيطرة على مطار طرابلس، فمن جهتها أكدت شعبة الإعلام الحربي التابعة لخليفة سيطرة قواتها على المطار، الأمر الذي نفته قوة حماية طرابلس، مؤكدة تراجع قوات حفتر لمدينة غريان.

ويشير استمرار الاشتباكات في منطقة قصر بن غشير، حيث يقع المطار وعدم وجود أي صور تؤكد سيطرة طرف ما عليه، إلى عدم حسم مسألة السيطرة على المطار الخارج عن الخدمة منذ تدميره في حرب 2014.

ورغم الهدوء الظاهر على العاصمة الليبية طرابلس، إلا أن أطرافها الجنوبية، ما زالت تشهد معارك تدور رحاها في منطقتي “قصر بن غشير” و”وادي الربيع” بحسب رواية شهود عيان من المنطقة.

وتدور الاشتباكات بين قوات تابعة لحكومة الوفاق، وأخرى تدعم حفتر، قدِم بعضها من شرق البلاد، والأخرى عبارة عن قوات من الغرب، أعلنت انضمامها لقوات حفتر، كما حدث مع قوات اللواء التاسع في منطقة ترهونة التي أعلنت انضمامها لقوات حفتر الجمعة، وتأكد دخولها لمنطقة الاشتباك في قصر بن غشير ووادي الربيع “بحسب تصريحات عسكرية نقلتها اليوم قناة ليبيا الأحرار”، التي أشارت أيضاً لقيام سلاح الطيران التابع للوفاق بقصف مواقع لقوت حفتر في المنطقة، الأمر الذي رفض تأكيده أو نفيه الناطق الرسمي باسم القوات التابعة للوفاق “محمد قنونو”.

ويُسمع في العاصمة منذ ظهر اليوم صوت طائرة على ارتفاع عال، يُعتقد أنها بدون طيار تقوم برصد مناطق الاشتباك، في حين سُمِع أيضاً صوت طائرة حربية نفاثة يعتقد أنها تتبع لسلاح حكومة الوفاق الجوي.

من جهتها، أعلنت غرفة عمليات القوات الجوية الرئيسية التابعة لحفتر كامل المنطقة الغربية الليبية، منطقة عمليات عسكرية يمنع الطيران فيها لأي طائرة حربية، أو طائرة تصوير من أي جهة كانت.

وتوعدت الغرفة، في بيان لها اليوم، بالتعامل مع أي طائرة حربية في المنطقة كهدف معاد، وبضرب المطار الذي خرجت منه على الفور.

وفي منطقة الكريمية أكّد شهود عيان سيطرة قوات حفتر على المنطقة “دون قتال”، وأكد شهود العيان استمرار وجود تلك القوات في كل المفترقات بالمنطقة، مرجحين انشقاق أحد القيادات المسلحة التابعة للوفاق في المنطقة، وانضمامها لقوات حفتر، كما حدث في منطقة قصر بن غشير ووادي الربيع، وكذلك في منطقة جسر الـ 27 غرب طرابلس قبل يومين، قبل أن تعيد قوات الوفاق السيطرة عليه وأسر 128 فرداً من قوات حفتر.

وفي محاولة لقطع طرق الإمداد العسكري واللوجستي عن قوات حفتر، أعلنت قوات من مصراتة سيطرتها على بوابة “ودّان” في منطقة الجفرة ، “مقر قيادة عملية تحرير طرابلس التي أعلنها خليفة حفتر ويرأسها اللواء “عبد السلام الحاسي” رئيس غرفة عمليات الكرامة.

وفي ذات السياق، أفادت تقارير بسيطرة قوة حماية الجنوب “المعادية لحفتر” على بوابة مفترق طرق سوكنة – الشويرف التابعة لحفتر في جنوب البلاد وتمكنها من تدمير بعض الآليات وأسر عدد من الأفراد، في محاولة لقطع خطوط الإمداد.

على صعيد آخر ، أكد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة “غسان سلامة” إصرار البعثة على تنظيم المؤتمر الوطني الليبي الجامع في موعده المقرر إقامته منتصف نيسان/ ابريل الحالي في مدينة غدامس الليبية.
وقال سلامة ، في مؤتمر صحافي عقده في مقر رئاسة الوزراء الليبية بطرابلس : “نحن مصرون على تنظيم المؤتمر الجامع في موعده، إلا إذا أرغمتنا الظروف عن إقامته”، مؤكداً عملهم على إنجاز حل سياسي للأزمة الليبية.

المصدر
القدس العربي
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى