مصر

رحلت صاحبته.. قصة سوار يحمي مريضات السرطان

“لا تلمس ذراعي” مبادرة أطلقتها فتاة مصرية مصابة بالسرطان قبل سنوات تهدف لحماية مريضات سرطان الثدي من خلال ارتداء سوار جلدي باللون الوردي.

انطلقت القصة في العام 2016 بمبادرة من سمر سيد، وهي مدربة سباحة كانت قد أصيبت بالسرطان، وحاربته طويلا لكنه تغلب عليها وهزمها وأودى بحياتها، كانت عبارة عن فكرة بسيطة، لحماية مريضات سرطان الثدي، وتعتمد على ارتداء المصابات بالمرض لهذا السوار من أجل حمايتهن وعدم تعرضهن لأي مخاطر.

ما لا يعرفه الكثيرون
وكشفت رحيمة الشريف، صديقة سمر، التي تقوم حالياً بتنفيذ الفكرة وتوزيع الأساور مجاناً كصدقة على روح صديقتها لـ”العربية.نت” أن سمر ابتكرت السوار بعد أن علمت أن السيدات اللائي أصبن بسرطان الثدي وتم نزع الورم منهن وكذلك نزع الغدد اللميفاوية، تفقد ذراعهن المتواجدة في هذا الجانب حساسيتها، فلا يمكن إعطاء حقن فيها، أو قياس حالة الضغط مثلاً، وهي معلومة لا يعرفها الكثيرون بما في ذلك بعض الأطقم الطبية المساعدة كالممرضين، مضيفة أنه إذا أخطأ الممرض أو الممرضة وتم حقن المريض في تلك الذراع فإنها تتورم ولا تعود أبداً لطبيعتها.

“لا تلمس ذراعي”
وأضافت أن صديقتها ابتكرت فكرة وضع سوار باللون الوردي في هذه الذراع، يحمل عنوان “لا تلمس ذراعي” لكي يعلم الجميع أن حاملته مصابة بسرطان الثدي، ويتجنبون التعامل مع يدها بالحقن أو اللمس، فضلا عن مساعدة من تحمله في الشارع ووسائل المواصلات العامة، وتوفير كل سبل الراحة لها، مشيرة إلى أن صديقتها سمر لم يمهلها القدر لتنفيذ فكرتها فتطوعت مع فريق من العاملين معها لتنفيذها وإنتاج السوار وتوزيعه مجانا على روح صديقتها.

إلى ذلك، قالت إنها طلبت شراء ألف قطعة جلود طبيعية فاخرة من الجلود التي يتم تصديرها لإنتاج السوار، ففوجئت بعشرة آلاف قطعة تصل إليها كتبرع، لذا بدأت مع فريق من المتطوعين في إنتاج السوار وتقديمه للراغبين من خلال فروع خاصة، مضيفة “أن المبادرة مازالت تحمل اسم سمر سيد وستظل تحمل اسمها”.

“محبة للخير والحياة”
كما كشفت رحيمة الشريف جانبا من حياة صديقتها الراحلة، قائلة: “إنها كانت محبة للحياة، وتقدم الخير للكثيرين، وكانت تذهب بوجبات الطعام والهدايا والألعاب لأطفال مستشفى السرطان”، مشيرة إلى أنها رغم مرضها وحصولها على العلاج الكيميائي لم تتوقف لحظة عن مساعدة الآخرين، وكانت تبذل كل ما في وسعها من أجل مساعدة محاربات السرطان مثلها.

المصدر
العربية
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى