نصف مليون عنصر أمني تركي لحماية الانتخابات المحلية

كشف مدير الأمن العام في تركيا جلال أوزون كايا، اليوم السبت، أن 553 ألف عنصر أمن من مختلف القطاعات والأجهزة، سيعملون على تأمين الانتخابات المحلية التركية التي تجري غدا الأحد، وتكتسب أهمية كبيرة، في واحدة من أكبر عمليات تأمين للانتخابات، حيث تم تخصيص عدد غير مسبوق لها.

وأوضح المسؤول التركي في تصريحات صحافية له خلال جولة لدائرة الأمن في ولاية طرابزون، أن هذه القوى موزعة على قوى الشرطة والجاندرما، وخفر السواحل، نصفهم من موظفي دائرة الأمن فقط، سيعملون جميعا في الميادين على مدار 24 ساعة يوم الانتخابات.

ولفت أوزون كايا إلى أن 300 ألف شرطي سيعملون ليل نهار، فيما رفعت الجاهزية الكاملة لمختلف القوى الأمنية لأعلى المستويات، والعمل بالتنسيق بين مختلف الأجهزة الأمنية، لافتا إلى أن قوى الأمن ستعمل على تأمين الاستقرار كي لا يتضرر أي شخص أثناء ممارسة المواطنين لحقوقهم الديمقراطية.

من جهته، قال مدير الأمن في ولاية طرابزون الشمالية على البحر الأسود أورهان جفيك، إن وزير الداخلية سليمان صويلو اجتمع مع مسؤولي الولايات في وقت سابق، من أجل تأمين احتياجات قوى الأمن يوم الانتخابات، وأعطى التعليمات اللازمة من أجل التحضير والتنسيق وتوفير المستلزمات.

يأتي ذلك في وقت تكثف فيه الأحزاب التركية المتنافسة حملاتها في اليوم الأخير للحملات الانتخابية، حيث تجري الانتخابات صباحا من الساعة الثامنة وحتى الخامسة عصرا، تفتتح فيه صناديق الاقتراع للناخبين، وتجري بين تحالفين، الأول التحالف الجمهوري ويضم حزب العدالة والتنمية الحاكم وحلفاءه حزب الحركة القومية، وأحزابا صغرى أخرى، في مواجهة تحالف الشعب الذي يضم حزب الشعب الجمهوري والحزب الجيد وحزب السعادة وحزب الشعوب الديمقراطي.

وزادت الحملات الانتخابية والإعلانات في اليومين الأخيرين، حيث عمل حزب العدالة والتنمية الحاكم وبشكل غير مسبوق، على تكثيف الدعايات بمختلف الوسائل، خصوصا عبر الوسائط الإلكترونية، من وسائل التواصل الاجتماعي، والرسائل القصيرة، وعملت المعارضة على نفس السياق في التركيز على وسائل التواصل الاجتماعي.

كما تحدث سوريون حاصلون على الجنسية التركية مؤخرا، عن استلامهم رسائل نصية عبر هواتفهم الجوالة، من رئيسة “جمعية صداقة سورية” قدرية اسراء آيغون، تحثهم على المشاركة في الانتخابات بما أنه حق ديمقراطي، وجاء في نص الرسالة “أخي العزيز نهنئك بمناسبة حصولك على الجنسية التركية وأصبحت من مواطنيها ونشعر بالامتنان بوجودك بيننا، وأرجو أن تقوم بمهامك كمواطن وتشترك بالتصويت في انتخابات البلديات والإدارة المحلية التي سيتم إجراؤها الأحد في 31 مارس/آذار 2019، في أمان الله”، واختتمت الرسالة بطلب التواصل مع رئيسة الجمعية قدرية إسراء آيغون، في حال كان هناك أي استفسار.

وبات الحدث الانتخابي الشغل الشاغل لكافة وسائل الإعلام التركية، حيث تتنوع البرامج ما بين تحليلات استطلاعات الرأي من جهة، واستضافة المرشحين من جهة ثانية، واستضافة مسؤولي الأحزاب من جهة ثالثة، في وقت جرب فيه حزب العدالة والتنمية انماطا جديدة، منها اجتماع الرئيس رجب طيب أردوغان مع الشباب، وبث اللقاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي، واجتماعه مع مرشحيه في إسطنبول على شاشة التلفزيون الرسمي، فيما واصلت المعارضة سياستها في الخطابات القومية، مستغلة ورقة اللاجئين السوريين، والتهديد بطردهم من البلاد وقطع الخدمات البلدية عنهم.