العالم تريند

صراعات ملكية.. من يريد التخلص من الدوقة ميغان ماركل؟

تتشابه قصتها مع حكايات الطفولة، تلك الفتاة البسيطة التي يقع في حبها الأمير، ويحارب الجميع من أجل الزواج بها، فتحسدها الفتيات ويدبرن لها المكائد لإفساد حياتها.

تلك حكاية الممثلة الأميركية ميغان ماركل التي أصبحت دوقة ساسكس البريطانية، وقلبت موازين الأمور في العائلة الملكية البريطانية، لكن من يريد تشويه صورتها؟

واجهت ماركل في الشهور القليلة الماضية حملة ضغط وتشويه واضحة، تجلت مع تعرضها مؤخرا للسباب والمطاردة من قبل مصوري “الباباراتزي” الذين اعتادوا التعدي على خصوصية المشاهير.

إذ إن النجم الأميركي جورج كلوني دعا الصحفيين لاحترام خصوصية ماركل خاصة كونها سيدة حاملا في شهرها السابع، وإلى عدم تكرار التاريخ ودفعها لمصير ديانا، التي تعرضت لمطاردة الصحفيين ليلة وفاتها.

هناك أيضا من ينبش في تاريخ ماركل الفني، خاصة مع إعلان شركة “آرتست رايتس ديستربشن فور نورث أميركا” لتوزيع الأفلام عن طرحها فيلم “دليل الفتيان والفتيات للنزول”، وهو فيلم ضعيف الإنتاج وتم تصويره عام 2011، والترويج بأنه من بطولة ماركل حيث تقوم بدور فتاة حاقدة ومتعددة العلاقات وتتعاطى المخدرات كباقي أبطال الفيلم.

ماركل لم تكن نجمة صف أول في أميركا، لكنها ممثلة جيدة لها نشاطات على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة إنستغرام الذي كان أشبه بمدونة لفتاة مهتمة بالموضة والطعام الصحي وعلوم مسارات الطاقة واليوغا، إلا أنها اضطرت إلى غلق حسابها فور خطبتها من الأمير هاري.

شخص ما أو مجموعة أشخاص نشروا عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورة السيرة الذاتية المتواضعة لماركل قبل سنوات والتي بسببها رفضت شركات الإنتاج السينمائي التعامل معها، مع الإعلان أنها شاركت في بداية مشوارها الفني في برنامج “ديل ديل أور نو”، وهو برنامج مسابقات شهير عرض بأكثر من نسخة في دول عديدة، يعتمد على لعبة الحظ من خلال فتح حقائب تتضمن مبالغ مالية.

ماركل لم تكن سوى فتاة ضمن مجموعة الفتيات اللاتي يرتدين ملابس مثيرة ويحملن حقائب الحظ، إلا أنها لم تحمل يوما سوى الحقائب ذات المبالغ الضئيلة.

لم تنكر ماركل مشاركتها في البرنامج، غير أن طرح صورها بهذا الشكل يبدو للعيان أنه بغرض استعراض التناقض بين حياتها الفنية السابقة وواقعها الملكي الحالي.

السهام ضد ماركل لم تتوقف عند تاريخها الفني فقط، بل شنت صحافة الإثارة حملة عليها، زاعمة أن جميع من تعاملوا معها لاحظوا قسوتها وتعاليها وكثرة أوامرها.

وما عزز ذلك هو استقالة مساعدتها الشخصية سامنثا كوهين التي قدمت خدماتها للملكة إليزابيث والعائلة الملكية لنحو 17 عاما، ومن قبلها استقالت ميلسا توابتي مساعدة ماركل.

المساعدتان لم تفصحا عن أسباب الاستقالة، غير أن الشائعات التي يتداولها موظفو القصر تؤكد سوء معاملة ماركل للجميع.

تصريحات والدها
وفي تصريح صادم للإعلامي البريطاني بيريس مورغان، وصف ماركل بـ”الوصولية المتسلقة”، مؤكدا أنها استخدمته للتعرف على الأمير هاري، وفور ارتباطها به قطعت علاقتها بمورغان.

ربما يتشكك البعض في أهداف مهاجمي ماركل، غير أن الطعنة الكبرى تأتيها دائما من والدها الذي يصر على أن يدلي بأحاديث صحفية بصورة مستمرة، يؤكد من خلالها أن ابنته قاسية وقاطعته دون سبب، بعد أن كانت ترسل له هدايا أعياد الميلاد ملحقة بمبلغ مالي امتنانا لدوره في الإنفاق على تعليمها، وفور خطبتها للأمير هاري توقفت عن ذلك.

ماركل التي لم تدعو والدها لحضور حفل زفافها، بل أعلن القصر الملكي رسميا عن عدم قدرة والدها على حضور مراسم الزفاف لتعرضه لوعكة صحية، تتجاهل رسائل والدها اليومية عبر الإعلام، بعد أن طالب الملكة بالتدخل بينهما لترقيق قلب ابنتها، ناصحا إياها “لا تكوني ملكة القلوب المكسورة”.

هل العائلة الملكية راضية عن ميغان؟
على عكس ما يشاع أن الأمير هاري تحدى التقاليد الملكية على غير إرادة الملكة إليزابيث، وتزوج من فتاة سمراء بسيطة ومطلقة، لكن في الحقيقة ميغان ماركل لاقت ترحيبا من العائلة الملكية، خاصة وأن الأمير هاري هو الحفيد المدلل للملكة إليزابيث، وهو الوحيد القادر على رسم الابتسامة على وجهها.

كما أن نبأ عزمه الزواج كان منتظرا من الجميع بعد أن وقع الأمير في حب 13 فتاة قبل ميغان، بل تحمس والده الأمير تشارلز ليقوم بدور والدها أثناء مراسم الزواج التقليدية.

يتبقى فقط علاقتها بالأمير ويليام وكيت ميدلتون دوقة كمبريدج، والأخيرة تتمتع بشعبية جارفة لدى البريطانيين، فهي الملكة المرتقبة للبلاد، حيث يتوقع البعض أن يتنازل الأمير تشارلز لولده الأكبر ويليام عن الملك مباشرة.

كما أن لها تاريخا لا بأس به في المواقف الإنسانية مع عامة الشعب، فهي توصف دائما بالهدوء والنبل، وهي الأكثر تشبها بالملكة إليزابيث من حيث الالتزام الصارم بالقواعد الملكية، في حين تشير التكهنات لرغبة ميغان ماركل في التمرد المستمر ومحاولة كسب قلوب الجماهير بالعفوية الأميركية.

ثمة خلاف نشب بين الدوقتين لم تعرف أسبابه، لكن تناولته جميع وسائل الإعلام البريطانية، وبدا واضحا فى ذكرى تكريم جهود ضحايا الحروب السابقة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، والذي بدت فيه الملكة إليزابيث غاضبة، بينما ابتعدت ماركل لأقصى المنصة واستمر الوجوم على وجه ميدلتون.

تزامنت شائعات الخلاف مع إعلان قصر كينسينغتون عن عزم الأمير هاري وزوجته الانتقال إلى بيت آخر بعيد عن شقيقه، في الوقت الذي سرت فيه شائعات حول تجاهل الأمير ويليام لإيماءات ماركل أثناء احتفالات أعياد الميلاد والتي رصدتها الكاميرات وبنت عليها كثيرا من الشائعات.

لا يمكن التغافل عن المقارنة المستمرة بين الدوقتين كيت وميغان، غير أن الأولى تعرف أن كل خطوة تخطوها ستدفعها نحو العرش الملكي، بينما تدرك ميغان جيدا أن ترتيب زوجها في الحصول على لقب ملك يتراجع كلما أنجب شقيقه الأكبر.

فترتيب الأمير ويليام هو الثاني بعد والده الذي أعلنت الملكة إليزابيث عن عزمها التنازل له عن العرش خلال سنوات قليلة، بينما ترتيب الأمير هاري السادس، وهو ما يعني أن حلم الوصول إلى مكانة الملك بعيد المنال.

لذا فإن فرصة كسب القلوب وخطف الأضواء ما زالت سارية إلى حين اعتلاء الأمير ويليام وزوجته العرش، فإما أن تتحول بعدها ميغان ماركل إلى دوقة ضمن العشرات أبناء العائلة الملكية، وإما أن تنجح بتمردها في اعتلاء عرش محبة الشعب البريطاني لتصبح أميرة القلوب الثانية بعد الأميرة الراحلة ديانا.

المصدر
الجزيرة
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى