موضة

جذبت اهتمام أشهر المصممين.. الأزياء المحتشمة تقتحم العالمية

مع وجود أكثر من 1.6 مليار مسلم يعيشون في مختلف الدول؛ كان طبيعياً أن تؤثر تقاليد المسلمين على العالم، لتصل إلى عروض الأزياء.

الحجاب والملابس المحتشمة تميّز المرأة المسلمة، وتعبر عن وجودهن الذي أصبح مؤثراً في العالم؛ حيث أخذن يتبوأن مناصب قيادية وحكومية مهمة ومؤثرة على مستويات دولية؛ أحد الأسباب التي لفتت دور الأزياء العالمية إلى زيهن.

دور الأزياء لا تخطو في اتجاه لا يحقق لها مكاسب؛ فهي أُسست لغايات تجارية بطبيعة الحال؛ لذلك أدركت أن ربحاً كبيراً ستجنيه من خلال تصاميم للمحجبات.

هذا ما توضحه مجلة “Fortune Magazine “، التي أكدت في تقرير سابق لها حول الأسواق ودور الأزياء العالمية التي تعمل على إنتاج أزياء للمحجبات، بعنوان “النساء المسلمات سوق موضة غير مستغلة”، أنّه لا يجب إهمال هذا الجانب من الإنتاج والتسويق لملابس المحجبات.

مع دخول سنة 2019 سيصبح إنفاق المسلمين على ملابس المحجبات الجاهزة، والأحذية، والحقائب، نحو نصف مليار دولار أمريكي، تقول وكالة “رويترز” في أحد تقاريرها السابقة.

وأكدت إن إنفاق المسلمين بلغ قرابة 266 مليار دولار على الملابس والأحذية في 2013، وقرابة 230 مليار دولار على شراء الملابس في سنة 2014، أيّ بنسبة 11% من الإجمالي العالمي للشراء في العالم.

ومنذ 2013 يجري إحياء فعاليات اليوم العالمي للحجاب في أكثر من 140 بلداً؛ وذلك في الأول من فبراير، بهدف لفت الانتباه إلى التحديات التي تواجهها المسلمات؛ وللدعوة إلى احترام عقيدتهن واختيارهن.

الخروج إلى العالمية بالنسبة لأزياء المحجبات انطلق من تركيا وإندونيسيا في سنوات سابقة، حيث كانت إسطنبول وجاكارتا سباقتان في تنظيم عروض الأزياء.

وعلى خلاف الأزياء التقليدية للمسلمات في العديد من البلدان الإسلامية، المتمثلة بألوان داكنة يغلب عليها السواد، كانت أزياء تركيا وإندونيسيا تحمل لمسات أكثر إشراقاً، معتمدة على الألوان والتصاميم المتناسقة بقطعة واحدة أو قطعتين أو أكثر مع غطاء الرأس.

لاحقاً نجحت مصممات أزياء مسلمات في تصاميم جديدة قدمت في دول غربية؛ لتجذب انتباه أكبر دور الأزياء العالمية.

سبتمبر 2016 شهد حضور الحجاب لأول مرة في التاريخ، وذلك في عروض الأزياء العالمية من خلال عرض قدمته المصممة الإندونيسية آنييسا هاسيبوان، ضمن فعاليات أسبوع الموضة بمدينة نيويورك الأمريكية، وذلك بالتوازي مع جدل محتدم في أنحاء عدة من العالم يتعلق خاصة بالزي الإسلامي بين موافق ومعترض.

بعد هذا التاريخ أخذت كبريات دور الأزياء العالمية تهتم بأزياء شمولية، تستقطب من خلالها أكبر عدد من الاختلافات الثقافية، فأصبحت في بعض عروضها تقدم أزياء واسعة فضفاضة محتشمة مع أغطية رأس بتصاميم حديثة.

في إطار أسبوع باريس لموضة خريف وشتاء 2018، ترافقت 5 إطلالات مع أغطية للرأس جاءت أشبه بالحجاب، من ضمن 35 إطلالة قدمتها “Lanvin”.

ودار Lanvin لم تكن الوحيدة التي قدمت في مجموعتها أزياء تناسب المحجبات ضمن فعاليات أسابيع الموضة العالمية؛ فقد سبقتها في الموسم الماضي مجموعات (Marc Jacobs)، و(Gucci)، و(Versace)، و(Dior) في تقديم عدة أزياء ترافقت مع أغطية للرأس جمعت بين الأناقة والاحتشام.

أراد أوليفييه لابيدوس، المدير الإبداعي في دار Lanvin، أن تمتد تصاميمه إلى جميع تفاصيل الإطلالة؛ فعمد إلى تحويل غطاء الرأس لجزء من الزي يتماهى معه من حيث اللون، وقد نسقه مع كنزة صوفية حيناً وسترة جلدية حيناً آخر.

السروال كان القطعة التي تكرّر ظهورها بكثافة في هذه المجموعة، أما الأثواب فجاءت بمجملها طويلة، وتميزت بخاماتها المنسدلة وقصاتها البعيدة نسبياً عن الجسم.

أما أسبوع الموضة في نيويورك، لموسم ربيع وصيف 2018، الذي عُرض مؤخراً، فقد برزت فيه أغطية الرأس بشكل كبير، كان منها ما يغطي كامل الرأس، وأخرى تغطي بعضه.

كان من بين الأزياء بدلات رياضية تتصل بها أغطية الرأس؛ وهي ملابس مثالية للمحجبات وهن يمارسن الرياضة.

وبعض العروض قدمت أغطية رأس تغطي الصدر أيضاً، وبرزت أوشحة بألوان جاذبة.

في صيف 2018 وقّعت عارضة الأزياء ذات الأصول الصومالية، شهيرة يوسف، على عقد مع شركة “ستورم موديلز”، وأول شيء فعلته هو الجلوس مع وكيلها وكتابة قائمة بالقواعد التي يجب أن تكون على علم المصممين والمصورين قبل التصوير.

شروط شهيرة يوسف تمثلت بأن تكون الأزياء تغطي ذراعيها وصدرها وشعرها، ويجب ألا يتوقع منها أن ترتدي ملابس ضيقة للغاية، أو أي شيء يجعلها تشعر بعدم الارتياح.

وقالت للصحافة: “أنا مستعدة تماماً ألا يحبني البعض، ولكن الأمر ممكن تماماً لأنني امرأة أرتدي الحجاب، لكنني ثابتة وصارمة، ولا أستسلم للأصوات السلبية”.

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى