السعودية

تعرف على قصة ثمرة “بنت الرعد” التي يعشقها السعوديون

ثمرة لا تزرع، وتنبت في الصحراء بعد موسم هطول الأمطار، أطلق عليها القدماء في كتب التراث “بنت الرعد” في حين تعارف عليها السعوديون بـ”الفقع”، تلك الثمرة التي تلقى رواجاً واسعاً في الأسواق السعودية، نظير عشقهم لهذه الثمرة التي لا تنبت إلا في وقت قصير، وتباع بأسعار غالية، حيث يتفننون في طبخها مع أصناف الكبسات السعودية.

هذا وتستعد محافظة حفر الباطن شمال السعودية، إلى تدشين سوق مختص في بيع “الفقع” وسط السوق القديم، كأول سوق في السعودية من هذا النوع، ليقام بداخله العديد من الفعاليات والبرامج التي سيرعاها الأمير منصور بن محمد بن سعد آل سعود محافظ حفر الباطن.

أمين حفر الباطن المهندس محمد بن عبد المحسن الحسيني أكد لـ “العربية.نت” بأن المحافظة تشتهر بسوق الفقع منذ القدم، نظير وفرة الكمأ في صحاريها، فهو السوق الأول على مستوى السعودية ودول الخليج، لما تتميز به محافظة حفر الباطن بموقعها وتربتها.

وأضاف: “تأتي فكرة المهرجان بعد أمطار الخير التي شهدتها البلاد عامة ومحافظة حفر الباطن خاصة، ولكثرة زوار المحافظة من جميع مدن السعودية ودول الخليج واستغلال هذا التفاعل ووفرة الكمأ في السوق، بما يعود للمحافظة وأهلها بالنفع، حيث قامت الأمانة بوضع محلات بيع مجاناً على الباعة والدلالين، وتجهيز قسم خاص لمراقبة الأسواق وصحة البيئة”.

وأبان الحسيني، بأن من أهداف المهرجان، توعية المواطنين بضرورة الالتزام بأنظمة الدولة، وتحذيرات وزارة الداخلية بعدم الاقتراب من المناطق الحدودية، ويشهد مهرجان الكمأ قسما خاصا للإدارات الحكومية والجهات الخيرية، وركنا خاصا للكمأة والتعريف به وبأنواعه وأماكن ظهوره.

يذكر أن الكمأ أو الفقع (في الجزيرة العربية) أو نبات الرعد أو بنت الرعد أو العبلاج (في السودان) والترفاس (في ليبيا وتونس و الجزائر والمغرب) هو اسم لعائلة من الفطريات تسمى الترفزية، وهو فطر بري موسمي ينمو في الصحراء بعد سقوط الأمطار بعمق من 5 إلى 15 سنتيمترا تحت الأرض، ويستخدم كطعام، وعادة ما يتراوح وزن الكمأة من 30 إلى 300 غرام.

ويعتبر من ألذ وأثمن أنواع الفطريات الصحراوية، وينمو الكمأة على شكل درنة البطاطا في الصحاري، فهو ينمو بالقرب من نوع من النباتات الصحراوية، قريبا من جذور الأشجار الضخمة كشجر البلوط، وشكله كروي لحمي رخو منتظم، وسطحه أملس أو درني ويختلف لونه من الأبيض إلى الأسود، ويكون في أحجام تتفاوت وتختلف وقد يصغر بعضُها حتى يكونَ في حجم حبَّة البندق، أو يكبُر ليصلَ حجم البرتقالة.

ومن أنواعه عدة أنواع من الكمأة مثل الزبيدي ولونه يميل إلى البياض وحجمه كبير قد يصل إلى حجم البرتقالة الكبيرة، والخلاسي ولونه أحمر وهو أصغر من الزبيدي، وهو في بعض المناطق ألذ وأغلى في القيمة من الزبيدي، والجبي ولونه أسود محمر وهو صغير جدا، والهوبر ولونه أسود وداخله أبيض وهذا النوع يظهر قبل ظهور الكمأة الأصلية.

وكون الكمأ نوع من أنواع الفطر فهو نبات طفيلي لا يحتوي على الكلوروفيل، فلا يقوم بعملية البناء الضوئي، حيث يقوم البرق بفك الروابط الهيدروجينية لهذه البقايا، مما يساعد الكمأ على النمو، كما أن أفضل وقت للبحث عنه هو عند الفجر أو حين تكشف أشعة الشمس الخفيفة، وعند العثور عليه يجب حفظه في مكان مظلم وبارد والأفضل وضعه في سلة وعدم وضعه في كيس بلاستيكي لتجنب فساده وتغير مذاقه.

كما تبين من تحليل الكمأة احتواؤها على البروتين بنسبة 9% ومواد نشوية بنسبة 13% ودهن بنسبة 1% ، وتحتوي على معادن مشابهة لتلك التي يحتويها جسم الإنسان مثل الفوسفور والصوديوم والكالسيوم والبوتاسيوم. كما تحتوي على فيتامين “ب1، ب2” وهي غنية بفيتامين أ.

كما تحتوي على كمية من النيتروجين بجانب الكربون والأكسجين والهيدروجين، وهذا ما يجعل تركيبها شبيهًا بتركيب اللحم. وطعم المطبوخ منها مثل طعم كلى الضأن. تحتوي أحماض أمينية الضرورية لبناء خلايا جسم الإنسان.

المصدر
العربية
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى