هل حمية البطاطس المسلوقة صحية؟
تشغل مسألة إنقاص الوزن بال الكثير من الأشخاص، الأمر الذي دفع الأخصائيين إلى التفكير في الحميات الغذائية التي من شأنها المساعدة على تجاوز هذه المشكلة.
وأغلب المُولعين بفن الطبخ لا يحبون تكرار الوجبات نفسها باستمرار حتى لا ينفروا منها، على الرغم من أنها غنية بالعديد من المكونات المفيدة والصحية.
وكان قد ذاع صيت برنامج تلفزيوني في المملكة المتحدة اسمه “كيف تنجح في إنقاص وزنك؟”، وقد شارك فيه العديد من الأشخاص الذين يسعون للتخلص من الوزن الزائد عن طريق الخضوع للمراقبة وتحت إشراف خبراء التغذية.
وكان بين المشاركين فتاة تدعى كارولين اتبعت حمية فريدة من نوعها تقتصر على تناول البطاطس لمدة أسبوع كامل، وفقا لما ذكرت صحيفة “كونفيدينسيال” الإسبانية.
والهدف من هذه الحمية هو جعل الجسم لا يستقبل إلا البطاطس طوال ستة أيام متتالية، شريطة أن لا تكون مقلية، حيث يتناول الشخص البطاطا المطبوخة أو المسلوقة أو المخبوزة في الفرن أو المهروسة في وجبات الفطور والغداء والعشاء. نتيجة لذلك، تمكّنت كارولين من خسارة ستة كيلوغرامات في غضون أسبوع واحد فقط.
ولكن هذا الأمر يطرح الكثير من التساؤلات عن مدى فاعلية النظام الغذائي القائم فقط على البطاطس المسلوقة، بالإضافة إلى التفكير في إمكانية استعادة كارولين وزنها الطبيعي إذا عادت إلى تناول الوجبات التي اعتادت عليها قبل الحمية.
هناك أمثلة أخرى، فالممثل الأميركي كيفن سميث اتبع حمية البطاطس لمدة أسبوعين متتاليين، ثم عمل على إدراج بعض أنواع الأغذية الأخرى ضمن نظامه الغذائي على غرار الخضار المسلوقة على البخار فقط في مقام أول.
إلى جانب ذلك، تمكن المواطن الأسترالي أندرو فلندرز تايلور من تحطيم رقم قياسي من خلال اتباع حمية البطاطس لمدة سنة كاملة، الأمر الذي جعله ينجح في إنقاص 50 كيلوغراما. وقد أكّد أندرو أنه خلط البطاطس المسلوقة العادية بنوع آخر من البطاطس حلوة المذاق، كما أنه اكتفى بتناول مكملات من الكالسيوم حتى يمد جسمه بالمغذيات التي يحتاج إليها.
وواظب أندرو على ممارسة الرياضة بعد مرور الشهر الأول من الحمية دون القيام بأي أنشطة بدنية مجهدة. وخلال الشهر الثاني، مارس الأسترالي رياضة ركوب الدراجة لمدة ساعة ونصف الساعة بشكل يومي، واستمر في فعل ذلك طيلة سنة، مما مكّنه من فقدان 50 كيلوغراما.
نقص السعرات الحرارية
وتستند حمية البطاطس، بشكل عام، إلى اتباع نظام غذائي يتميز بنسبة سعرات حرارية منخفضة للغاية. فحرق عدد من السعرات الحرارية أكثر من تلك التي نستهلكها مسألة تتكرر في جميع أنواع الأنظمة الغذائية حين يتعلق الأمر بفقدان الوزن الزائد.
وتجدر الإشارة إلى أن حمية البطاطس تلتزم بهذه القاعدة، فعدد السعرات الحرارية التي نستهلكها طيلة الأيام التي لا نأكل فيها سوى البطاطس، منخفض للغاية.
والبطاطس من الأغذية الغنية بالألياف والكربوهيدرات، كما تحتوي على الفيتامينات والمعادن الضرورية للجسم مثل الفيتامين سي والبوتاسيوم.
والاقتصار على البطاطس فقط يمنح الجسم عناصر غذائية، لكنه يجعل الجسم يفتقر إلى بعض العناصر الغذائية المتوفرة في الأغذية الأخرى.
وعلى الرغم من نجاح كارولين في تحقيق هدفها وإنقاص وزنها بفضل هذه الحمية الغذائية التي تتميز بنسبة سعرات حرارية منخفضة، فإنها من الممكن أن تستعيد وزنها السابق وتكتسب المزيد من الكيلوغرامات عند التوقف عن هذه الحمية والعودة إلى نظامها الغذائي القديم.
وأشارت الصحيفة إلى أن اكتساب الوزن الزائد من جديد يعود إلى أن الجسم يعتاد خلال أيام الحمية على إبطاء عملية الأيض. وعندما يعود الشخص إلى اتباع النظام الغذائي السابق، فإن الجسم يجد نفسه غير قادر على حرق جميع السعرات الحرارية الضرورية، لذلك تتراكم الدهون.
وأكدت الصحيفة أن هذه الحمية الفريدة من نوعها لا تتعارض مع فكرة تناول البطاطس بطرق مختلفة، ولكن لا يمكننا تناول البطاطس المقلية أو رقائق البطاطس لأن هذه الأنواع مطبوخة مسبقا وهي مشبّعة بالزيت وليست دائما ذات نوعية جيدة، علاوة على أنها تحتوي على الكثير من الملح والمواد الحافظة التي يجب علينا تجنبها.
نختم بالتشديد على أن الخبراء أكدوا أن حمية البطاطس غير جيدة على المستوى الصحي، والحل الحقيقي هو اتباع حمية غذائية متوازنة وتشمل جميع المجموعات الغذائية من كربوهيدرات ودهون وبروتينات، وتزود الجسم بالألياف الغذائية والمعادن والفيتامينات.