العرب تريند

نائبة مسلمة تثير ضجّة بعد تقدّمها لتناول القربان داخل كنيسة

غالباً ما نرى في لبنان الذي قال عنه البابا القديس يوحنا بولس الثاني إنه «أكثر من وطن إنه رسالة» وجوهاً سياسية مسلمة في مناسبات مسيحية داخل الكنائس، وبينها رؤساء مجالس نواب ورؤساء حكومات، مثلما نرى وجوهاً مسيحية في مناسبات مسلمة، وخصوصاً في ذكرى عاشوراء التي يخطب فيها أحياناً رجال دين مسيحيون، وذلك تعبيراً عن العيش المشترك واحترام المعتقدات والأديان.

زارت بعد الحادثة دار الفتوى ونطقت بالشهادتين طالبة الغفران من الله

وغالباً ما يزاول وزراء ونواب مسلمون ودروز شعائر مسيحية تقليدية داخل الكنائس كإعطاء السلام، وبعضهم يردّد «الأبانا والسلام» أو حتى صلاة «نؤمن بإله واحد»، لكن حضور عضو كتلة المستقبل عن بيروت النائبة رولا الطبش الجارودي قداس «جمعية رسالة حياة» في انطلياس الى جانب وزير الإعلام ملحم الرياشي، وعدد من النواب لم يمر مرور الكرام، ولاسيما أن نائبة بيروت تقدّمت خلال فترة المناولة من الكاهن لتناول القربان، لكن الكاهن لم يناولها بل اكتفى بوضع كأس القربان على رأسها.
وقد أثارت خطوة نائبة بيروت استغراب ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي الذين استهجنوا هذا التصرّف من نائبة عن الطائفة السنية، معتبرين أن «ما قامت به هو كفر ولا يمثّل إلا نفسها»، مستنكرين «ممارستها طقوساً لا تمت الى الإسلام بصلة».
وبعد هذه الضجة أصدرت الطبش بياناً قالت فيه «أستغرب كيف أن حضوري قداساً للمحبة والسلام كان موضع خلاف أو انتقاد لي، لست أول مسلم يدخل الكنيسة ولن أكون الأخيرة «. وأضافت «أستغرب كيف أن البعض ممن يدّعي العيش المشترك ينتقده حين تسمح له الفرصة ضارباً بعرض الحائط كل أساس لبنان، ويحوّل الوطن إلى ساحة حرب وخنادق. وأستغرب كيف أن احترام حرية المعتقد المصانة بالدستور تتحوّل إلى متاريس لدى البعض من أجل التعبير عن حقده الدفين لغايات معروفة».
وختمت « إن الطقوس واحترام عادات الغير لا تلغي الإيمان الداخلي، ولا تجعل المسلم كافراً، خصوصاً أن مشاركتي في الطقوس (القداس) ليس إيماناً بها بل احترام للمؤمنين بها، وبكل الأحوال لبنان لا يقوم إلا بجناحيه المسلم والمسيحي».
غير أن بيان رولا الطبش لم يخفّف من حدة الهجمة عليها بل ضاعفها، وكتب أحد الناشطين «إجت بدها تكحّلها قامت عمتها»، في حين دافع عنها آخرون وخصوصاً في الجانب المسيحي، لأنهم رأوا ما قامت به تعبيراً عن الوحدة الوطنية وأمثولة في التعايش الحقيقي. وتوجّه النائب هاغوب ترزيان الذي شارك في القداس ايضاً إلى زميلته بالقول «لا تستغربي يا زميلتي، فللأسف البعض يعتبر العلم والأخلاق والثقافة والانفتاح واحترام الآخر عاراً، والجهل فخراً «. وأضاف:» كبّري عقلك فأنت محترمة ومثقفة وتحترمين الأديان».
وإثر تصاعد الضجة عليها، زارت نائبة بيروت أمس دار الفتوى، واستمعت إلى شرح عن الأصول الشرعية الإسلامية من أمين الفتوى في الجمهورية اللبنانية الشيخ أمين الكردي، والمدير الإداري لدار الفتوى الشيخ صلاح الدين فخري، بتوجيه من مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان.
وأكدت الطبش في بيان أنها «ملتزمة الإسلام ونطقت بالشهادتين أمامهما لاعتزازها بدينها الإسلامي وبمرجعيتها دار الفتوى… واعتذرت «من الله عز وجل عن ذلك، وجل من لا يخطئ، والله غفور رحيم بعباده». وتعليقاً على زيارتها دار الفتوى قال الناشط ميشال فلاّح «رجموها ولم يفهموها… شكراً يا زهرة بيروت المؤمنة».
وليست رولا الطبش الوحيدة التي تعرّضت لحملة سياسية، بل إن النائبة نايلة تويني التي انتخبت نائبة عن المقعد الأرثوذوكسي في الاشرفية ثم تزوّجت الصحافي الشيعي مالك مكتبي، تعرّضت لحملة مماثلة اتهمها فيها ناخبوها بالنكوث بالعهد والخروج على طائفتها.

المصدر
القدس العربي
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى