فنون

مصر.. محامي الفنان الراحل حسن كامي يستولي على ممتلكاته

أزمة كبرى تفجرت وبعنف عقب وفاة الفنان المصري، حسن كامي، حيث أعلن محاميه الخاص استيلاءه على ممتلكات الفنان وثروته ومكتبته عن طريق البيع، مؤكداً أن كامي باع له كل ممتلكاته قبل وفاته.

وقال عمرو رمضان، محامي الفنان الراحل، في حديث لـ”العربية.نت”، إن هناك مستندات هي الفيصل بين الجميع، مشيراً إلى أن عائلة الفنان الراحل لا تعلم عنه شيئاً ولم تكن هناك علاقة تجمعهم به.

كما أوضح رمضان أن من أثار الخلاف كان بعيداً عن الفنان الراحل ولا يعلم بممتلكاته، متسائلاً: “لماذا الحديث عن مكتبة حسن كامي بالتحديد، خاصة وأن هناك شركة سياحة كان يمتلكها وقام ببيعها أيضاً؟”.

كذلك كشف عن كون كامي باعه الفيلا قبل 3 سنوات، وقام بسداد ثمنها على أقساط، وحين طلب منه الفنان أن يقوم بنقل ملكيتها له بناءً على التوكيل الذي حرره له، رفض رمضان ذلك، وطلب من الفنان الراحل أن يتوجه بنفسه ويقوم بهذه الخطوة، حيث حرر محضر إثبات حالة بشخصه، وحصل على المنقولات الشخصية من الفيلا، خاصة أنه قام ببيعها بما تحتويه من أثاث.

وأضاف المحامي أن المكتبة تم بيعها إليه قبل أشهر وبالتحديد في نيسان/أبريل من العام الحالي، وكان الراحل يتولى مهمة إدارتها فقط.

أما ما يخص الاتهامات الموجهة بحقه، فقد أكد أن النيابة العامة هي سلطة الاتهام الوحيدة، وبالتالي فهو لا يهتم بما يتردد في وسائل الإعلام، خاصة أن كل الأمور مثبتة بشكل قانوني، لافتاً إلى أنه هو الخاص بالفنان الراحل تواجدا إلى جواره في مراسم الدفن، فيما حضر الأقارب إلى العزاء فقط كباقي الضيوف.

وحول مصير المكتبة وما قيل عن تشكيل لجنة لجرد ما بها من كتب، قال رمضان إنه لو صدر قرار رسمي بذلك فلن يمانع، خاصة أنه من يتواجد بالمكتبة في الوقت الحالي، مشدداً على أنه لن يقوم ببيعها رغم أنها لا تحقق أي عائد مادي، مشيراً إلى أنه يقوم بالإنفاق عليها أكثر من تحقيق الاستفادة المادية، إلا أنها تمثل له حالة خاصة لا يمكن التفريط فيها.

النزاع الدائر بين المحامي والورثة حول ممتلكات كامي لم يكن بعيداً عن أعين الدولة، التي تدخلت على الفور لحماية المكتبة، وتراث فنان وصفته وزارة الثقافة بأيقونة الأوبرا المصرية.

تدخل الدولة والحكومة جاء لحماية المكتبة العريقة وما بها من كنوز تراثية ومخطوطات نادرة.

وكشف محمد منير، المتحدث باسم وزارة الثقافة المصرية لـ”العربية.نت” أن الوزارة شكلت لجنة برئاسة الدكتور هشام عزمي رئيس دار الكتب والوثائق المصرية لمراجعة الوضع القانوني للمكتبة، وبيان ما تحتويه من كتب تراثية وكنوز ومخطوطات نادرة، وأي متعلقات تراها اللجنة تراثية أو نادرة.

وأضاف أنه إذا رأت اللجنة أن المكتبة تضم مخطوطات نادرة وكتبا تراثية فوفقا لقانون حماية المخطوطات سيتم على الفور ضمها للدولة دون جدال، لأنها تعتبر حقا وملكا للدولة، وليست محلا للبيع أو التصرف فيها من جانب الورثة، مشيرا إلى أن القانون قام بتعريف المخطوطات النادرة بأنها كل ما كتب بخط اليد قبل دخول عصر الطباعة.

وأشار المسؤول المصري إلى أن الوزارة لديها ثقة في أسرة الفنان الراحل وفي أنها ستوافق على ضم المكتبة للدولة لحمايتها والحفاظ عليها، مؤكدا أنه سيتم تعويضهم سواء ماديا أو معنويا وبالشكل المناسب لهم ولدور الفنان الراحل، الذي كان قيمة وقامة مصرية بارزة في مجال الأوبرا والفن والثقافة.

وفي سياق متصل، خاطبت وزارة الثقافة المصرية النيابة العامة باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة للحفاظ على المقتنيات الفنية التراثية الموجودة بالمكتبة، وعدم تمكين أي من الورثة أو غيرهم من التصرف فيها إلا بعد انتهاء اللجنة المشكلة وفقـا للمادة الثالثة من القانون 8 لسنة 2009 وتعديلاته من فحص وجرد محتويات المكتبة.

وذكرت الوزارة في بيان صحافي أنه تم تكليف الإدارة المركزية للشؤون القانونية بالوزارة بإنذار كل من الورثة والحائز للمكتبة بمنع التصرف في محتوياتها إلا بعد انتهاء أعمال اللجنة.

قصة المكتبة
قصة مكتبة حسن كامي تعود إلى نهاية القرن التاسع عشر، حيث أسسها سويسري يهودي يدعى فيلدمان، أطلق عليها اسم المستشرق، حيث كان يضم للمكتبة كافة الكتب التراثية والتاريخية، وأصبحت المكتبة قبلة للمستشرقين والباحثين في التاريخ.

نجح السويسري صاحب المكتبة في جمع كل الكتب التي تحتاجها جامعات أوروبا وجميع المستشرقين الذين ارتبط بعلاقات قوية ووثيقة بهم.

بعد حرب العام 1956 غادر فيلدمان مصر وباع المكتبة لمواطن مصري يدعى شارل بحري، وخلال الخمسينيات والستينيات تردد الفنان الراحل وكان في مطلع شبابه على المكتبة، وكان صاحبها يرفض بيع الكتب أو إعارتها، وأصبحت المكتبة هدفا للفنان الراحل، فقد انتوى شراءها مهما كلفه الثمن، وشجعته على ذلك زوجته الراحلة التي كانت مغرمة وعاشقة للكتب والثقافة والتاريخ.

بعد أعوام من المفاوضات نجح الفنان الراحل في شراء المكتبة في نهاية الستينيات، وأهداها لزوجته نجوى، وظلت تعتني بها حتى وفاتها عام 2012.

في حوار سابق له مع صحيفة أجنبية، روى كامي كيف أقنع صاحب المكتبة بشرائها منه، مضيفا قلت لصاحب المكتبة: “مهمتي في الحياة هي خدمة الفن باسم بلدي، وسوف تعتني زوجتي بالمكتبة، وهو ما كان له وقع السحر على صاحبها وقرر بيعها له، ليهديها في النهاية لزوجته الراحلة”.

وتضم مكتبة المستشرق أكثر من 40 ألف كتاب ومخطوطات وطبعات كتب نادرة، وخرائط، ولوحات فنية أصلية وطوابع، إضافة إلى نسخة مخطوطة لكتاب وصف مصر، وأغلب ما كتبه المستشرقون في علم المصريات ولوحات كبار الفنانين العالميين عن مصر وشوارعها وآثارها ونوادر الكتب والوثائق والخرائط.

وتضم المكتبة والأطالس النادرة الخاصة بمكتبة هاشيت الفرنسية، ونسخة من مجموعة كتاب بروس عن نهر النيل والمكون من خمسة أجزاء، كُتبت في القرن الـ 18 وتحتوي على معلومات كبيرة ومهمة عن نهر النيل.

يذكر أن الفنان حسن كامي قد توفي صباح الجمعة الماضي عن عمر ناهز 82 عاماً.

وولد كامي في 2 نوفمبر 1936، وحصل على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة، ثم توجه لدراسة الغناء الأوبرالي في كونسرفاتوار القاهرة، في أكاديمية الفنون المصرية، وأنهى دراساته العليا في إيطاليا.

كانت بدايته الفنية في العام 1963 في دار الأوبرا بالقاهرة، وأدى دور البطولة في أوبرا عايدة على مسرح الأوبرا بالاتحاد السوفيتي السابق، وأدى دور البطولة على عدة مسارح للأوبرا، ساهمت في حصوله على جوائز عالمية كبيرة.

شارك الفنان الراحل بترشيح من الفنان والمطرب محمد نوح في عدة مسرحيات منها “دلع الهوانم” و”انقلاب”، كما شارك في عدة أفلام ومسلسلات درامية، وكان يتميز بأدوار الباشا والرجل الأرستقراطي.

المصدر
العربية
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى