العرب تريند

البصرة تحذّر من شرب مياه شط العرب الملوثة

كشفت وثيقة صادرة من مكتب النائب الإداري لمحافظ البصرة، الدكتور ضرغام الأجودي، الأحد، عن أسباب تسمم مياه #البصرة، بعد أن وصل أعداد المصابين من أهالي المحافظة، بحسب مفوضية حقوق الإنسان في البصرة، إلى نحو 100,000 حالة تسمم.

وفي هذا الإطار، دعا نائب محافظ البصرة، الحكومة المركزية لتخصيص موازنات عاجلة لإجراء البحوث للكشف عن مصادر التلوث بعنصر “الكاديميوم” لمعالجته فوراً، محذراً من استخدام مياه شط العرب في مجال الشرب أو تربية الأسماك، وداعياً إلى توفير مصادر بديلة لمياه الشرب.

كما اقترح نائب محافظ البصرة، ببناء ناظم على القسم الشمالي من شط العرب وفصله عن القسم الجنوبي الذي اعتبره مصدراً للتلوث.

ووفقاً للوثيقة التي حصلت “العربية.نت” على نسخة منها، فإن فريقا متخصصا من جامعة النهرين بإشراف رئيس الجامعة، وعضوية باحثين من مركز الطاقات المتجددة وكلية الهندسة وكلية العلوم في جامعة النهرين، بالإضافة إلى دائرة معالجة وإتلاف المخلفات الخطرة ومختبرات تخصصية، عمل على بحوث تحليلية منذ أواخر أيلول/سبتمبر الماضي.

وذكرت الوثيقة أن العينات المأخوذة من المياه السطحية والمياه العميقة وقيعان نهر #شط_العرب والمبازل تؤكد ارتفاع نسبة تلوث شط العرب وتزايد الخطورة في المناطق المشتركة مع إيران.

كما أوضحت الوثيقة وجود ملوثات عديدة، مثل البكتريا وبقايا الأسمدة والمبيدات الحشرية والمخلفات الكيمياوية الصناعية منها والنفطية، إضافة إلى ارتفاع مستوى النترات والكبريتات والإشعاع أكثر من المستوى الطبيعي، مشيرة إلى أن الملوث الأخطر هو عنصر الكاديميوم الذي يميل لونه إلى البياض.

والعنصر الكيميائي ” #كاديميوم” يمكن أن يذوب في الأحماض ولا يذوب في القلويات، ومن مشاكله الصحية التي تنتج عن استنشاقه أو التعامل معه هي تسببه بالفشل الكلوي وارتفاع ضغط الدم وهشاشة العظام، كما يسبب أعراضاً قوية في الأمعاء، وتتسبب زيادة التعرض له في السرطان، فضلا عن تقليل فعالية إنزيمات معينة.

ووفقاً لتقرير مكتب النائب الإداري لمحافظ البصرة، فإن أعراض التسمم التي عانى منها أهالي البصرة كانت مطابقة تماماً بالتسمم الحاد بهذا العنصر الكيميائي “كادميوم”، الذي بلغت نسبته 53 مرة أكثر من الحد المسموح به، كما كانت نسبة مادة الرصاص أضعاف النسب المقبولة عالمياً، إضافة إلى تضاعف نسبة مادة النترات والكبريتيات في شط العرب.

وشهدت البصرة خلال الأسابيع الماضية، تظاهرات شعبية بلغت ذروتها بإحراق مباني المؤسسات الحكومية ومقرات الأحزاب والقنصلية الإيرانية في المحافظة، احتجاجاً على تردي الواقع الخدمي والصحي، وعدم توفر فرص العمل في المحافظة بالإضافة إلى الفساد الإداري والمالي، الذي تسبب بعدم النمو الاقتصادي للمحافظة التي تشكل مصدر نحو 90% من موارد العراق.

وفي ذات السياق، كشف الخبير البيئي، الدكتور شكري الحسن، عن نتائج العينات من مياه الإسالة في المناطق السكنية لمركز محافظة البصرة، مؤكداً أن معظم مناطق البصرة ما زالت تستلم مياها غير صالحة للاستخدام، وبعيدة عن المعايير الصحية بفارق كبير.

وأضاف الحسن أنه على الرغم من حلول فصل الشتاء والأثر الكبير للأمطار الغزيرة والفيضانات مؤخراً، فإن مستويات الملوحة والتلوث في شط العرب مرتفعة، على غير العادة في مثل هذا الوقت من كل عام.

وشدد على احتمالية تجدد الكارثة في الصيف المقبل على نحو أكثر حدة، ما لم يصار إلى معالجات عاجلة.

المصدر
العربية
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى