العرب تريند

لبنان: هيبة الدولة تهتزّ إثر فشل محاولة القبض على وزير سابق أساء للحريري

بعد يوم عاصف عاش فيه اللبنانيون جواً من التوتر الشديد تراجعت حدته في منطقة الجبل، حيث خلت الطرقات من الاحتجاجات قبل وبعد تشييع مرافق رئيس «حزب التوحيد العربي» الوزير السابق وئام وهاب، محمد أبو ذياب، الذي سقط خلال إطلاق نار لدى وصول قوة كبيرة من شعبة المعلومات لتبليغ وهّاب بالحضور للتحقيق. يجري ذلك وسط تساؤلات عن نوايا خفية للتأزيم وإعادة خلط الأوراق وإرباك عملية تشكيل الحكومة، ووضع العصي في دواليب مساعي رئيس الحكومة سعد الحريري لتأليفها، وخاصة مع اصطفاف «حزب الله» ودعمه لوهاب.

«حزب الله» يؤازر وهّاب… وأرسلان يبارك لجنبلاط «استباحة الجبل»

وإذا كانت قوى 8 آذار استنفرت لدعم وهّاب على حساب هيبة الدولة، وعلى رأس هذه القوى «حزب الله» الذي يزور وفد منه قرية الجاهلية لتقديم العزاء بمقتل بو دياب، فإن رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني الأمير طلال أرسلان الذي كان على خصومة مع رئيس حزب التوحيد، استجاب للنداء الذي وجّهه وهّاب «لنكون صفاً واحداً نحن وإياه مع فيصل الداوود وفادي الأعور والحزب السوري القومي الاجتماعي وكلّ القوى المؤمنة بوحدة وعروبة لبنان»، مضيفاً: «لا تهمّنا الشكليّات ولا يهمّنا من يتنازل لمن فنحن مستعدّون لوضع اليد باليد كلّنا برعاية شيخ عقلنا الشيخ ناصر الدين الغريب».
وانتقد أرسلان الإجراء بحق وهّاب وغرّد عبر حسابه على «تويتر بالقول «مبروك لفرع المعلومات هذه العراضة المعيبة التي حصلت في الجاهلية بالأمس، ومبروك على الذي أصدر الأمر الهميوني… يا للسخرية على هذه المسرحية المقرفة… ومبروك لوليد جنبلاط على استباحة الجبل والقرى تحت شعار تطبيق القانون القائم على الصيف والشتاء تحت سقف واحد».
وكان وهّاب الذي أفيد بأنه لن يحضر إلى التحقيق قبل انتهاء فترة الحداد على مرافقه، قال خلال تشييعه «كنتُ أتمنّى أن نبقى سوياً أو نرحل سوياً ولكن هكذا شاء القدر، وفي يوم رحيلك نقول الجبل وسلامته وسلامة لبنان خطّ أحمر».
وتوجّه لأبو ذياب بالقول: «سيبقى دمك يلاحقهم حتى الممات ووصمة عار على جبين من اتّخذ القرار السياسي ومن نفّذ عملية الاغتيال الغادرة، وهذا أمر لن نتهاون به أبداً»، مضيفاً: «أطلب من الجميع الهدوء وعدم إطلاق أي رصاصة أثناء التشييع وكلّنا تحت سقف هذه الدولة، فهي تحمينا وكلّنا ثقة بالرئيس عون وبالجيش اللبناني البطل». وقال: «كادت أن تحدث بالأمس مجزرة رهيبة ومحمد أبو ذياب فداني مع الجاهلية ولبنان».
اما رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد فأكد انه «إذا أردنا أن نطبّق القانون، علينا ان نطبّقه على الجميع، وأقول ذلك وأنا أعتبر أن ما حصل بالأمس من إرسال قوة مؤللة تحت حجة تبليغ دعوى للحضور إلى المحكمة، هذا أمر فيه تجاوز للقانون وأمر كان يخفي نية اعتقال لإذلال الشخص المطلوب وسوقه خلال أيام العطل ليبقى محتجزاً حتى يبيت ليوم الإثنين والثلاثاء».
وكانت الشرطة قالت في بيان إن أنصار وهاب أطلقوا النار بشكل «عشوائي» فأصابوا أحد مساعدي وهاب ويدعى محمد أبو ذياب، ونفى البيان أن تكون الشرطة قد أطلقت النار. وقال حزب التوحيد الذي يتزعمه وهاب، في بيان، إن أبو ذياب أصيب برصاص «المهاجمين». وكان وهاب قال يوم السبت إن «ما حصل اليوم يعني حرباً أهلية».

المصدر
القدس العربي
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى