نفوق الأسماك يضرب من جديد بالعراق.. ويصل “القادسية”
كشف أهالي محافظة القادسية جنوب العراق “للعربية.نت”، عن نفوق عشرات الآلاف من الأسماك في المحافظة.
وقال أحد أصحاب أحواض تربية الأسماك في المحافظة، إنه يشاهد ومنذ نحو أسبوع، بصورة يومية نفوق المئات من الأسماك، مبيناً أن الجهات الحكومية المحلية لم تتابع الأمر بهذا الشأن إلى الآن.
وكانت منظمة الصحة العالمية أصدرت تقريراً بداية الشهر الجاري حول أسباب نفوق الأسماك التي شهدتها محافظة بابل، عازية ذلك لانتشار الأمونيا وسموم أخرى في نهر الفرات، فيما رجّح مختصون بأن التسمم كان بفعل فاعل.
يذكر أن نهر الفرات الذي يغذي أحواض السمك في محافظة القادسية، يمر قبلها بمحافظة بابل، والذي قد يكون أحد أسباب نفوق الأسماك في هذه المحافظة.
تسمم وليس مرضا
وفي هذا الإطار قال الخبير البيئي الدكتور شكري الحسن “للعربية.نت”، لطالما كانت لدي شكوك من أن ما حصل يعزى إلى تعرض الأسماك لتسمم وليس إلى أسباب مرضية.
وأضاف الحسن، أن الحجم الهائل للنفوق الذي تعرضت لها الأسماك تم بوقت سريع ومفاجئ وفي أماكن متفرقة، مبيناً بأن البعض حاول أن ينسب الأمر إلى عوامل “بيئية ومرضيّة” ولكن فحوصات منظمة الصحة العالمية قطعت الجدل بهذا الشأن.
وتابع الحسن، إني لا أستبعد أبداً وقوع التسمم بفعل فاعل، ولكنني لا أستطيع الجزم بذلك، موضحاً أن المسألة بحاجة إلى تحقيق واسع ودقيق من قبل جهات حكومية، مشيراً إلى أن وجود مقدار عالٍ من الأمونيا قد يعزى إلى وجود تفسخ شديد في قاع النهر، لكن وجود الملوّثات السامّة تشير إلى تأثير عوامل أخرى مازالت مجهولة لغاية الساعة.
إهمال حكومي
واتهم الحسن الحكومات المتعاقبة بإهمال قضية البيئة في العراق، الذي بدأ يؤتي أكله الآن، مبيناً أننا بدأنا ندفع ثمن تجاهلنا لسلامة البيئة واستخفافنا بها، محذراً من أن العقد القادم سيكون عقد التحديات البيئية في العراق.
وكانت وزارة الزراعة العراقية، أكدت في بيان لها، تقرير منظمة الصحة العالمية مشيرين إلى اتخاذ إجراءات للحد من ذلك.
مخلفات المعامل والأسمدة
في غضون ذلك، قال رئيس جمعية البيئة العراقية صباح هلال “للعربية.نت”، إن موضوع نفوق الأسماك ليس بجديد بالعالم والعراق، أما أسباب هذا النفوق الذي ظهر بادئ الأمر في قضاء المسيب التابع لمحافظة بابل، وجود محطة كهرباء المسيب الحرارية ومحطة المعالجة غير كفؤة ومخلفاتها المختلفة ترمى إلى نهر الفرات إضافة إلى معمل “سمنت السدة”.
وتابع هلال أن تصريف مخلفات الصرف الصحي والصناعي من المنازل والصناعات الحرفية ساهم في ارتفاع نسبة المواد العضوية وغير العضوية داخل النهر، إضافة إلى وجود الطحالب السامة التي تفرز المواد المسببة لقلة الأكسجين المذاب.
دور السياسيين
وأشار هلال إلى ضلوع بعض السياسيين بتضعيف الرقابة الصحية والبيئية، ومنها الزراعية فاستخدام غير الصحيح للمبيدات والأعلاف وإلقاء المواد الكيمياوية في نهر الفرات زاد من نفوق الأسماك.
ودعا هلال، مجلس الوزراء إلى لعب دور أكبر للرقابة البيئية ودعمها وتفعيل القانون البيئي المعطل، وفرض عقوبات رادعة لكل الأنشطة التي تسبب انتشار الملوثات المختلفة وفرض عقوبات إدارية ومالية.
وكان العراق شهد في الأسابيع الماضية نفوق الآلاف من الأسماك في نهر الفرات المار من محافظة بابل، مما سبب أضراراً مادية كبيرة لأصحاب الأحواض ومربي الأسماك بقيمة تقدر بحوالي ملياري دينار، أي ما يعادل 2 مليون دولار.