رياضة تريند

هذه هي قصة الخلاف التاريخي بين الغريمين بوكا وريفير

تنتظر جماهير كرة القدم ومحبوها بفارغ الصبر قدوم يوم السبت المقبل، حتى يتسمروا أمام شاشات التلفاز أو ممن مكنتهم الظروف حضور كلاسيكو القرن في مدرجات ملعب “المونيمونتال”، الذي ستقام فيه المباراة النارية بين الناديين الأرجنتينيين ريفر بليت وجاره اللدود بوكا جونيورز في إياب نهائي بطولة كأس “ليبيرتادوريس”.

ولكن ما الذي جعل مباراة بين ناديين أرجنتينين تحوز على الاهتمام العالمي، الذي فاق العديد من لقاءات الكلاسيكو، التي تحدث في دوريات أوروبية وعالمية كبرى؟

تعود قصة المباراة بين ريفر بليت وجاره اللدود بوكا جونيورز إلى نحو قرن من الزمان، والتي يطلق عليها في الأرجنتين كلاسيكو الأغنياء والفقراء، بعدما قام مهاجرون إيطاليون وإسبان بتأسيس الريفر عام 1901، وبعدها بأربع سنوات قاموا بإطلاق البوكا عام 1905 في أحد أحياء العاصمة بوينس آيرس الفقيرة.

وتسبب قيام مؤسسي ريفر بليت بنقل مقر النادي إلى منطقة الأثرياء في العاصمة الأرجنتينية بدفع مشجعي بوكا جونيورز إلى اتهام خصمهم اللدود بالنرجسية، ليبدأ الصراع التاريخي، والتنافس الكروي بينهما، الذي وصل إلى حد العُنف والقتل.

انطلقت الحرب بين جماهير الناديين في عام 1913، عندما فاز ريفر بليت على بوكا جونيوز، بهدف مقابل لا شيء، لتندلع مواجهات بين المشجعين نجم عنها إحراق كثير من المحلات والمطاعم والحانات، وأعلام الريفر.

أما في عام 1931، فشهد الكلاسيكو الذي جمع بين الجارين اللدودين، حدثاً فريداً، بعدما نجح البوكا في خطف التعادل، من ضربة جزاء احتسبها له حكم المباراة، ليحتج لاعبو الليفر، ما اضطر الحكم إلى طردهم، لكن الأمر لم ينته عند هذا الحد، فقد رفضوا مغادرة الملعب.

وامتنع اللاعبون المحتجون عن مغادرة الملعب، ليتضامن معهم زملاؤهم في الفريق، ويعتصموا في ملعب المباراة لأيام عدة، وتنتقل حالة الغضب إلى جماهير ريفر بليت، التي وقفت خلف لاعبيها، ليتحقق ما كانوا يتمنونه، نتيجة إلغاء قرار الحكم، وهدف التعادل لبوكا جونيورز.

وتطورت المواجهات العنيفة بين جماهير الفريقين، لتصل إلى القتل، إذ فقد 71 مشجعاً حياتهم في عام 1968، بسبب التدافع الكبير الذي حصل عند البوابة رقم 12 في ملعب ريفر بليت، ما اعتبر حينها كارثة إنسانية كبرى، هزت ملاعب كرة القدم، وخيم الحزن على محبيها.

وقامت إدارة نادي ريفر بليت الأرجنتيني بالتخلص من رقم البوابة 12، بشكل نهائي، إذ لا يوجد الآن الرقم المشؤوم في ملعبها، الذي تكرهه جماهير النادي، لأنه يذكرها بالحادث المأساوي الذي يمثل نقطة سوداء في تاريخ كرة القدم الحديث.

وستعود جماهير ريفر بليت مرة أخرى إلى ملعب “المونيمونتال” الذي يتسع لقرابة 65 ألف مشجع، لمشاهدة الكلاسيكو، الذي سيجمع فريقهم ضد جارهم وخصمهم اللدود بوكا جونيورز، في مباراة إياب نهائي بطولة “ليبيرتادوريس”، في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي، فهل ستعود الصراعات والحروب بين الجماهير مرة أخرى؟

المصدر
العربي الجديد
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى