العرب تريند

مقتل وإصابة أطفال طلب منهم مصوّر اللعب فوق أنقاض مسجد

قالت الشرطة العراقية في مدينة الموصل (شمالي العراق) إن طفلاً في الخامسة من العمر قُتل وأصيبت شقيقته وطفل آخر معهما جراء انفجار جسم متفجر داخل أنقاض مبنى مسجد مهدم وسط المدينة، حين قام صحافي عراقي يزور المدينة لإعداد تقرير صحافي عنها بالطلب من الأطفال أن يصعدوا على أنقاض المبنى، ويلعبوا هناك كي يصوّرهم. وما زالت المئات من الألغام والعبوات الناسفة تهدد حياة سكان مدينة الموصل إذ يعلن بشكل أسبوعي في المدينة عن سقوط ضحايا من المدنيين، جراء انفجارات ثانوية لأجسام متفجرة تطلق عليها الشرطة “مخلفات داعش”.

وذكر مسؤول في الشرطة العراقية في اتصال هاتفي مع “العربي الجديد”، إن طفلاً في الخامسة من العمر قتل وأصيبت شقيقته (6 سنوات) وطفل آخر بجروح خطرة للغاية، جراء صعودهم على أنقاض مسجد النوري التي لم ترفع مع أنقاض منازل مجاورة لها.

وبيّن أن صحافياً يقوم بإعداد تقرير عن المدينة طلب من الأطفال الذين كانوا يجلسون عند عتبة دارهم أن يدخلوا ويتظاهروا باللعب في المكان رغم وجود تحذيرات مسبقة من قبل الشرطة بتجنب الاقتراب من الأنقاض وما تم قصفه بالطائرات، لافتاً إلى أن الضحايا تم نقلهم إلى مستشفى متخصص، وأحدهم بحالة خطرة.

ونقلت وسائل إعلام محلية عراقية عن مصادر أمنية في الموصل قولها إن المصور الصحافي لاذ بالفرار والبحث جارٍ عنه.

نسم وعبد الله وليث هم الأطفال الثلاثة الذين ذهبوا ضحية عدم مبالاة الصحافي المحلي بمخاطر الطلب منهم اللعب في مكان خطر، وهو أنقاض جامع النوري الذي ألقى منه أبو بكر البغدادي خطبته المزعومة في إعلانه “دولة الخلافة” عام 2014.

وذكر عضو مجلس محافظة نينوى (الحكومة المحلية)، حسام الدين العبار، أن السكان بدأوا يشعرون بالانزعاج من الصحافيين، كونهم يتسابقون على أشياء تافهة، ويتركون مئات القصص الإنسانية التي يمكن نقلها للعالم من داخل المدينة.

ويضيف “الكثير من الصحافيين انتهكوا خصوصية السكان، بل وحتى الضحايا وأشلاءهم يجري تصويرها ونشرها من دون مراعاة لحرمتها أو مشاعر ذويهم”، معتبراً أن تصرف الصحافي مرفوض ويفتقر لأبسط معايير المهنية وشرف الصحافة والإنسانية أيضاً، خاصة أن منطقة الساحل الأيمن ما تزال تعتبر واحدة من المناطق الخطرة، وتحتاج إلى رفع المتفجرات منها، ولكن هناك من لا يستمع لأصواتنا، وعلى الحكومة إجراء مسوحات على الساحل الأيمن لتفادي أعمال كهذه قد تقع مستقبلاً”.
وفي السياق ذاته، قال أحد الصحافيين العاملين في نينوى، ويدعى أحمد الجبوري، إن الحرب وما رافقها تسببت بدخول كثير من الأشخاص إلى مهنة الصحافة، وهم لا يعرفون أخلاقياتها وشروطها. ويضيف “كثير من المرات صرنا نخجل من تصرفات بعض المحسوبين على المهنة، ونشعر بأن الحادث المفجع حُسب علينا كصحافيين جميعاً”.

وأكد أن “الوسط الصحافي بعد حادثة مقتل طفل وإصابة ثلاثة آخرين استنكروا قيام المصور بهذا الفعل، والآن لا أحد يعرف مصيره بعد فراره إلى جهة غير معروفة، وتركه الأطفال جثثاً وجرحى، خوفاً من الاعتقال الذي ينتظره”.

المصدر
العربي الجديد
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى