منوعات

ميلانيا.. موناليزا العصر الحديث الغامضة

سواء أكانت تهتم أم لا، وسواء أكانت الشخص الأكثر تعرضاً للتنمر في العالم كما تقول، أم زوجة الرجل الأكثر استفزازاً لبعض الناس في العالم، ستظل ميلانيا ترامب السيدة الأميركية الأولى، وعارضة الأزياء السابقة وحاملة اسم الرئيس، مثار الجدل، ومحط نقد ومتابعة الناس والصحافة العالمية.

يبدو أن ميلانيا «غير المهتمة» قد دأبت في الفترة الأخيرة على توجيه رسائل مشفرة وأخرى مقتضبة حملت الكثير من المعاني والتفسيرات، وشغلت الرأي العام والمتابعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي لجهة مضمونها وتوقيتها.

سترة «زارا» العسكرية اللون التي طبعت عليها بصراحة كلمات «أنا لا أهتم، هل تفعل أنت؟»، وارتدتها في زيارة لأحد مراكز الأطفال المهاجرين على الحدود مع المكسيك، ظلت محط تأويلات وتخمينات جالت الدنيا، إلى أن تكرّمت السيدة ترامب وأعلنت أنها رسالة موجهة للصحافة المعارضة التي أمعنت في إزعاجها بالانتقادات. إلا أن التبرير لم يقنع الكثيرين لناحية التوقيت والمناسبة على الأقل. كما أنها أظهرت، بحسب بعضهم، ترتيب الأولويات لديها المخطئ دوماً، وشبهها المنتقدون بأنها تسير على خطى دونالد في هذا الإطار.

تعرضها للتنمر

ليست تلك المرة الأولى التي لا تحسن فيها ميلانيا الاختيار، ولا تنجح بأداء دورها كممثلة لأميركا على الساحة العالمية، ففي زيارة إلى متنزه نيروبي الوطني ارتدت خوذة تمثل رمز الاستعمار البريطاني، فوجهت إليها أسهم الانتقادات التي أشارت إلى أنه حتى لو لم تكن ميلانيا تدرك المعاني المتصلة بالقبعة، فإنها قد أكدت إغفالها وانعدام حساسيتها الثقافية كامرأة بيضاء صاحبة امتيازات. وبدلاً من الاعتذار عما قامت به، فقد وجهت سياط النقمة على الإعلام زاعمة أنها الشخص الأكثر تعرضاً للتنمر في العالم.

ولا عجب من أن تشعر ميلانيا على هذا النحو، وقد وصفها البعض بأنها سجينة حديثة الطراز، تقضي سنوات محكوميتها داخل خلية شديدة الحراسة، حيث كل خطواتها تخضع للمراقبة في أروقة البيت الأبيض. وقد يكون ذلك هو السبب الذي دفع الصحافة للسؤال كثيراً عن حياتها الزوجية مع دونالد، سيما في ضوء الأخبار الساخنة الأخيرة التي أثارتها ستورمي دانييلز حول علاقتها الحميمة بزوجها. إلا أنها ردّت على السؤال عما إذا كانت تحب دونالد باقتضاب قائلة: «أجل، نحن بخير».

وعادت هنا لتؤكد عدم اهتمامها نوعاً ما بالقول: «الأمر لا يشكل محط اهتمامي أو تركيزي. فأنا أم وسيدة أولى ولديّ أشياء أهم أفعلها وأفكر بها». ويتعارض ذلك بالمجمل مع ردّ فعل السيدة الأولى السابقة هيلاري كلينتون التي هاجمت السيدات اللواتي قيل عن تورّطهن بعلاقات مع زوجها الأسبق بيل كلينتون، وأكدت دعمها لزوجها ولكل لحظة من زواجها.

شبيهة موناليزا

وتظل ميلانيا مع ذلك تعتبر شبيهة بموناليزا العصر الحديث الغامضة، على الرغم من العيون المنتشرة حولها، التي أعربت في أحاديث للصحافة مراراً عن عدم ثقتها بالعديد من أصحابها. السرية التي تحيط بنواحي حياة ميلانيا الشخصية تحصنها ربما ضد الشائعات الكثيرة التي تدرك مغزاها، حيث أوضحت في حديثها الصحافي الأخير، خلال جولتها الأولى وحيدة خارج أميركا، قائلة: «أعلم أن الناس يحبون التكهن كما وسائل التواصل الاجتماعي حول زواجنا، وينشرون الأقاويل. لكني أعي تماماً أن تلك الأقاويل تساهم في زيادة مبيع الصحف والمجلات. إننا نعيش في هذا العالم لسوء الحظ».

المصدر
البيان
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى