الإمارات

شرطة دبي تغلق 6134 موقعاً مشبوهاً خلال 6 أشهر

حذّرت شرطة دبي من حسابات وهمية على شبكات التواصل الاجتماعي، لمبتزين ومحتالين يستدرجون ضحاياهم بأساليب ملتوية، منها شراء آلاف من المتابعين، وإضافة حسابات دوائر حكومية ومسؤولين ومشاهير لإضفاء الصدقية إلى تلك الحسابات حتى لا يشك فيها الضحايا، ثم يستنزفون أموالهم أو يصورونهم ويبتزونهم.

وقال مساعد القائد العام لشرطة دبي لشؤون البحث الجنائي، اللواء خليل إبراهيم المنصوري، لـ«الإمارات اليوم» إن الدوريات الإلكترونية، التابعة لإدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية في الإدارة العامة للتحريات، أغلقت، خلال ستة أشهر، 6134 حساباً وموقعاً استُخدمت في جرائم وأنشطة مشبوهة، بالتعاون مع الجهات المختصة، وعلى رأسها هيئة تنظيم الاتصالات، والشركات المزودة لذلك الحساب.

وتفصيلاً، أفاد المنصوري بأن شرطة دبي تحرص على رصد أي ممارسات مشبوهة، سواء على حسابات التواصل الاجتماعي أو الإنترنت عموماً، من خلال دورياتها الإلكترونية التي تجوب الشبكة على مدار الساعة، لافتاً إلى أن هناك استجابة كبيرة من قبل أفراد الجمهور خلال الفترة الأخيرة، في ما يتعلق برصد الملاحظات أو تقديم الشكاوى والبلاغات إلى المباحث الإلكترونية.

وأضاف أن شرطة دبي حرصت على تنويع وسائل التواصل للتسهيل على أفراد المجتمع، وضمان الحفاظ على قدر كبير من السرية، فخصصت منصة «ecrime» على الرابط www.ecrime.ae، منذ شهر مارس الماضي، وتلقت من خلاله 1933 شكوى خلال نحو ستة أشهر، بالإضافة إلى إمكانية التواصل عبر مركز الاتصال الموحد 901.

وأوضح أنه على الرغم من زيادة الوعي لدى فئات كثيرة بأهمية التواصل مع شرطة دبي، في حال رصد أي نشاط مشبوه أو التعرض لجريمة ما، إلا أن البعض لايزال يتجنب إبلاغ الشرطة إذا تعرضوا لجرائم معينة، وتحديداً الابتزاز، خوفاً على السمعة، ويكون البديل هو الخضوع للمبتز، ما يدخلهم في دائرة من الابتزاز المستمر، مؤكداً أن شرطة دبي تعاملت مع حالات عدة لجرائم مماثلة، واستطاعت مساعدة الضحايا، سواء بحجب الحسابات التي يتعرضون للابتزاز من خلالها، أو بضبط المتهمين وملاحقتهم.

من جهته، قال نائب مدير إدارة مكافحة الجرائم الإلكترونية، المقدم سالم بن سالمين، إن هذا النوع من الجرائم يتطور بشكل مستمر، ومتزامن مع تطور التكنولوجيا، لافتاً إلى أن الظاهرة التي انتشرت في السنوات الأخيرة، وتعرف بـ«ابتزاز عبر سكايب»، وتنفذ عن طريق استدراج الضحايا من الرجال من خلال «فيس بوك» أو «تويتر»، من قبل مبتزين ذكور ينتحلون صفة نساء مثيرات، هذه الظاهرة لاتزال موجودة لكن تغيرت أساليبها، فصار المبتز يلجأ إلى تطبيقات أخرى مثل «إيمو» أو «سناب شات» أو «إنستغرام».

وأوضح أن المبتز أو المحتال يحرص على إضفاء قدر من الصدقية على الحساب الذي يستخدمه، فيشترى آلافاً من المتابعين، ثم يضيف حسابات دوائر حكومية ومسؤولين ومشاهير، ويظهر قدراً من التفاعل معهم، ما يرسخ لدى الضحية قناعة باستحالة أن يكون الحساب وهمياً أو واجهة لنيات خبيثة وجرائم خطرة.

وأشار إلى أن المباحث الإلكترونية سجلت حالات عدة لأشخاص تعرضوا للاحتيال أو الابتزاز بهذه الطريقة، بسبب تفاعلهم مع أصحاب هذه الحسابات، من دون اتخاذ الاحتياطات اللازمة، أو التأكد من صدقية الحساب، ومنها واقعة امرأة تعرضت للاحتيال ودفعت أكثر من 30 ألف درهم لشخص أغراها بالزواج، بعد أن انتحل صفة رجل بالغ الوسامة.

وقال إن الرجل كان يضع صورة شخص يشبه الممثل التركي الذي أدى شخصية مهند فأغراها بالارتباط به، وتحمست من جانبها نظراً إلى تأخرها في الزواج، ثم بدأ يتعذر لها بأشياء مختلفة لاستنزافها مالياً، فمرة يخبرها بأن والدته مريضة ويحتاج إلى المال، ومرة أخرى يريد تصليح هاتفه أو جهاز الكمبيوتر الخاص به، وظلت تدفع له الأموال من دون تفكير إلى أن شكت في نيته، ثم واجهته فاختفى وتأكدت أنها كانت ضحية عواطفها غير المحسوبة.

وأضاف أن المرأة لجأت إلى المباحث الإلكترونية، فتم تسجيل جميع البيانات والمعلومات المتعلقة بالواقعة، وتتبع حساب العاشق الوهمي ثم ضبطه، وأقر بواقعة الاحتيال، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية حياله.

اللواء خليل المنصوري: «الدوريات الإلكترونية تجوب الشبكة على مدار الساعة، لرصد أي ممارسات شبوهة».

المصدر
الإمارات اليوم
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى