تحديد 4 مواقع لتوليد الطاقة الشمسية باستخدام الذكاء الاصطناعي
كشفت المهندسة عائشة العبدولي مديرة إدارة التنمية الخضراء والشؤون البيئية في وزارة التغير المناخي والبيئة لـ «البيان»، أن مختبر الذكاء الاصطناعي الذي أطلقته الوزارة بالتعاون مع جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا والوكالة الدولية للطاقة المتجددة، أتاح للوزارة تحديد أربعة مواقع الطاقة الشمسية بالاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي وهي «مصدر، وشمس 1، وشمس 2، ومجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية».
وأشارت العبدولي إلى أن المختبر الذي يأتي تماشياً مع استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي، المبادرة الرائدة التي أعلنتها القيادة الحكيمة ضمن أهداف مئوية الإمارات 2071.. يقوم برصد وتحليل مستويات ومصادر ملوثات الهواء في الدولة، وتحديد مستوى جودة المياه، وإنه تم تطوير بوابة إلكترونية تحتوي على خرائط توضح تراكيز ملوثات الهواء من بيانات الأقمار الاصطناعية.
وتضم مجموعة من الصور التي توضح بدقة هذه التراكيز واتجاهها على الدولة في كل ساعة ضمن نطاق كيلومتر مربع، وذلك بهدف مواكبة استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي، والارتقاء بمستوى جودته إلى مستهدفات رؤية 2021.
وأكدت العبدولي أن الخرائط اللحظية للطاقة الشمسية ونظام المحاكاة للطاقة الشمسية يسهمان في التخطيط لتحديد المواقع الأمثل لاستخدام ألواح الطاقة الشمسية لتوليد الطاقة، مما يساهم في رسم خريطة ومنظومة متكاملة لمواقع المنشآت، ومحطات توليد الكهرباء التي تعتمد على الطاقة الشمسية كمصدر للطاقة، لافتة إلى أنه تم تطوير نظام الطاقة الشمسية في نظام المعلومات الجغرافي (GIS) التي تظهر التخطيط لمحطة الطاقة الشمسية في أي موقع في الإمارات العربية المتحدة.
وقالت المهندسة عائشة العبدولي: إن نظام الرصد البيئي المتطور الذي تعتمده الوزارة لا يعمل على تحسين جودة الهواء، ولكنه يوفر المعلومات والبيانات والتحليلات الخاصة بها المطلوبة لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتحسين نسب جودة الهواء في الدولة.
حماية البيئة
وقالت المهندسة عائشة العبدولي: إن المختبر يستهدف حماية البيئة المحلية من خلال رصد وتحليل المعلومات المتاحة بشكل دقيق وتوظيفها في اتخاذ القرارات المناسبة، معتمداً على أحدث التقنيات العالمية المتاحة، والتي باتت تلعب دوراً محورياً في القطاع البيئي، وخاصة في مجالات الرصد وتحليل البيانات والاتصالات وتخزين المعلومات واسترجاعها.
ولذلك فإنه من الطبيعي دمج جميع هذه المهام وتعزيزها باستخدام الأنظمة المستندة إلى المعرفة والذكاء الاصطناعي، منوهة بأن المختبر يتضمن ثلاثة أنظمة رئيسية وهي: خرائط لحظية للطاقة الشمسية في دولة الإمارات، ونظام المحاكاة للطاقة الشمسية، ونظام الرصد البيئي والذي يشمل الرصد اللحظي والتنبؤ، ونظام رصد البيئة البحرية.
وأكدت العبدولي، أن جودة الهواء من القضايا ذات الأولوية في دولة الإمارات، مما لها تأثيرات صحية واقتصادية وبيئية، كما أنها أحد أهداف الأجندة الوطنية والتي تهدف إلى رفع معدل جودة الهواء في الدولة من معدله الحالي إلى 90% بحلول عام 2021.
رصد بيئي
وقالت العبدولي: إن نظام الرصد البيئي والذي يشمل الرصد اللحظي والتنبؤ، يتضمن بيانات تراكيز ملوثات جودة الهواء، بالإضافة إلى بيانات مؤشر جودة الهواء من خلال الأقمار الاصطناعية كما يضم سلسلة من صور الخرائط توضح التراكيز الساعية لملوثات الهواء واتجاهها على الدولة.
ونموذج التنبؤات بتراكيز الملوثات لمدة ثلاثة أيام لستة ملوثات رئيسية وهي: أول أكسيد الكربون، وثاني أكسيد النيتروجين، وثاني أكسيد الكبريت، والأوزون الأرضي، والمواد الجسيمية ذات القطر الأقل من 10ميكرون، ونموذج التنبؤ بتراكيز المواد الجسيمية ذات القطر الأقل من 2.5 ميكرون لمدة خمسة أيام.
مناطق التغطية
ويغطي النظام جميع المناطق الساحلية على مستوى الدولة، ويعد أداة شاملة للرصد والتنبؤ في الوقت الفعلي لجودة المياه البحرية، وستستخدم هذه الأداة بيانات يومية عن القمر الاصطناعي من وكالة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية لظروف جودة المياه في سواحل الإمارات.
بيانات يومية
تم تطوير نظام رصد البيئة البحرية للتنبؤ اللحظي بجودة المياه البحرية في المناطق الساحلية في الدولة، وتستخدم هذه الأداة بيانات يومية من خلال الأقمار الاصطناعية التابعة لوكالة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية للخروج بتقييم يومي لظروف جودة المياه في سواحل الإمارات.
كما يعمل النظام على توسيع القدرة على التنبؤ بحركة التيارات ومراقبة التلوث مثل تتبع تسريبات النفط، وتوفير المعلومات للمساعدة في تحسين مسار الناقلات في منطقة الخليج، مشيرة إلى أن النظام نفسه لا يعمل على التقليل من التلوث، ولكنه يعمل على توسيع قدرتنا على وضع النماذج الخاصة بمراقبة المياه البحرية.
وبالتالي التنبؤ بتيارات المحيطات، ومراقبة التلوث، وتوفير المعلومات، كذلك يعمل على الكشف عن بعض الأحداث الضارة مسبقاً كنمو بعض أنواع الطحالب التي يمكن أن تشكل طبقة سميكة على سطح الماء.
وبالتالي تحجب الأكسجين، فيقوم النظام بتتبع تحركات هذه الأنواع الضارة للحد من أضرارها المحتملة والتخفيف من حدتها، كذلك يمكن للنظام أن يساعدنا على فهم المخاطر المحتملة من عملية تحلية المياه التي تصب كميات كبيرة من المياه المالحة الساخنة في المياه البحرية.
وإن الإضافة المستمرة للمحلول الساخن ستزيد تدريجياً من الإجهاد الحراري والملحي على المياه، وبالتالي هناك حاجة لدراسة الأثر الطويل الأجل لهذه المدخلات على نوعية المياه والحياة داخلها.