مصر

أم الطفل المصري المقتول تروي تفاصيل الفاجعة

تكشّفت تفاصيل جديدة عن جريمة مقتل طفل مصري على يد زميله في مدينة الجمالية بمحافظة الدقهلية شمال مصر، وهي الجريمة التي أفجعت المصريين.

وروت سعدية عبد السلام النجار، والدة الطفل القتيل يوسف حمادة جبريل تفاصيل الجريمة البشعة وكواليسها لـ”العربية.نت”، قائلة إن الجريمة وقعت يوم الخميس الماضي، حين خرج ابنها يوسف البالغ من العمر 12 عاما من المنزل لصلاة العشاء بالمسجد المجاور، وعقب عودته للمنزل عاود الخروج مرة أخرى مع صديق له، وكان ذلك في تمام الساعة الثامنة والنصف، واختفى بعدها، مضيفة أن الأسرة بحثت عنه في كل مكان دون جدوى، وعلى الفور تم إبلاغ الشرطة.

وأضافت أنه تم العثور على جثة ابنها بعد 48 ساعة ملقاة في القش خلف مضرب أرز، وبها طعنات في الرقبة من الخلف والأمام، وطعنات نافذة في البطن، كما تعرضت للنهش من الكلاب، مشيرة إلى أن ابنها تم ذبحه بقسوة وتعرض للتمثيل بجثته.

وكشفت الأم المكلومة أن الطفل القاتل، ويدعى عبد الرحمن محمود محمد صالح ولقبه “تايسون” ليس صديق ابنها. وقد اعترف خلال التحقيقات أنه استدرج الطفل يوسف عن طريق صديق مشترك بينهما اسمه ياسر خالد، واصطحبه بدراجة نارية لموقع الجريمة محاولاً الاعتداء عليه، وعندما قاومه انهال عليه طعناً بسكاكين كانت بحوزته فسدد له طعنات في البطن والرقبة.

وأضافت أن القاتل اعترف أنه فور ارتكابه لجريمته أخفى السكاكين وملابسه الملوثة بالدماء في بالوعة مجاري قريبة من منزلهم بمنطقة عزبة الهيشة، مشيرة إلى أن القاتل اعترف بأنه يحمل السكاكين معه دائما للدفاع عن نفسه مقلدا “فنانا شهيرا”.

وكشفت الأم مفاجأة أخرى وهي أن هذا الطفل حاول قتل ابنها قبل عام ونصف، وتحديدا في يونيو/تموز من العام 2017، حيث استدرجه أيضا لنفس موقع الجريمة، وحاول الاعتداء عليه لكن صديق آخر له أنقذه من بين يديه، وتم تحرير محضر ضده في قسم الشرطة، وتعهد أهله بعدم ارتكابه لمثل هذا الأمر مرة أخرى، لكنه جدد المحاولة ونجح فيها هذه المرة.

وأشارت الأم إلى أن والدة الطفل القاتل تقضي فترة عقوبة لها في أحد السجون، بينما يدرس شقيقه الأكبر في كلية الشريعة والقانون بأسيوط، أما والده فأصيب بجلطة فور علمه بجريمة ابنه فدخل على أثرها المستشفى للعلاج، مؤكدة أن عم الطفل طالب أجهزة الأمن بإعدامه و”إنقاذ الأسرة منه”. وقد أغلقت الشرطة منزل أسرته بالشمع الأحمر، وخصصت حراسة عليه تجنبا لأي محاولات انتقامية من الجيران والأهالي.

جثة الطفل
وأكدت الأم أن التحقيقات كشفت أن الطفل القاتل سبق أن حرّرت ضده محاضر من آخرين، يتهمونه فيها بمحاولة الاعتداء على أبنائهم جنسيا، كما سبق أن أصيب بحادث خلال محاولته التعدي على طفل آخر، مضيفة أنه كان يعمل في ورشة خاصة بإصلاح السيارات في منطقته وتعددت شكاوى سكان المنطقة منه.

وقالت الأم البالغة من العمر 54 عاما والتي تعمل في مجلس مدينة الجمالية، إن “يوسف كان حنونا ووديعا وملتزما ومتفوقا في دراسته”، مشيرة إلى أن لديها 3 أبناء آخرين.

من جانبها، روت خالة الطفل لـ”العربية.نت” أن شقيقتها أبلغتها باختفاء ابنها، وسألتها عما إذا كان قد زارها في منزلها أم لا، وأجابتها بالنفي، وبعد يومين اتصلت بها ابنة شقيقتها، وأبلغتها بالعثور على جثة يوسف، وكانت المفاجأة أنه تم العثور على الجثة في موقع مجاور لمنزلها.

دماء الطفل في موقع الجريمة
وأضافت أنه فور علمها بالخبر سارعت لموقع الحادث، ووجدت والد يوسف يرقد باكيا بجوار جثة ابنه، وشقيقه في حالة انهيار، مؤكدةً أن أهالي المنطقة حاولوا الانتقام من أسرة الطفل القاتل وتدخلت الشرطة لإنقاذهم.

وكانت وزارة الداخلية المصرية قد كشفت غموض واقعة العثور على جثة الطفل يوسف حمادة جبريل، المقيم بحي الزهور دائرة مركز شرطة الجمالية بالدقهلية، ملقاة خلف مضرب الأرز ببندر الجمالية، وبها طعن بالرقبة، وآخر نافذ بالبطن.

وأضافت أنه تم تشكيل فريق بحث جنائي توصلت جهوده إلى تحديد وضبط الجاني ويدعى “عبد الرحمن م. ع” (16 عاما)، وهو طالب بالثانوي الصناعي، ومقيم ببندر الجمالية.

وكشفت الوزارة أنه بمواجهة الجاني اعترف وأقر أنه اصطحب المجني عليه بدراجته إلى مكان الجثة، وحدثت مشادة بينهما، تعدى خلالها المتهم على المجني عليه بسكين، فأحدث به إصابات أودت بحياته، مضيفة أنه أرشد الشرطة لمكان السلاح المستخدم، حيث عثر عليه بأحد المجاري المائية، كما عثر على ملابسه الملوثة بالدماء.

وذكرت الوزارة أن طفلا آخر وهو طالب بالمرحلة الإعدادية يبلغ من العمر 12 عاما، أكد أنه شاهد المتهم والمجني عليه حال توجههما ليلاً لمكان الجثة، ثم شاهد المتهم بعد ذلك حال عودته بمفرده.

المصدر
العربية
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى