صحة وجمال

تعرفوا على “الموت النفسي”… أسبابه ومراحله وأين حدث

يعتبر الموت أمرًا طبيعيًا، نصادفه يوميًا في كل مكان، ويفارق الناس العالم بطرق مختلفة، منها الحوادث، المرض، أو الانتحار، إلا أن دراسة جديدة نشرت في مجلة journal Medical Hypotheses، كشفت أننا قد نموت ببساطة، وخلال بضعة أيام، إذا تخلينا عن الحياة.
وقد يبدو الأمر وكأنه مجرد تصور شعري أو فلسفي، إلا أن الدكتور جون ليتش، من جامعة بورتسموث، أكد أنه حالة طبية حقيقية أطلق عليها اسم “الموت النفسي”، إذ وجد خلال أبحاثه أن الناس قد يموتون خلال أقل من 3 أيام بعد حدث مؤلم مروا به، إذا اعتقدوا أنهم لن يستطيعوا التغلب عليه.

الموت النفسي حدث في الحرب الكورية

وبدت فكرة الموت النفسي واضحة في الحرب الكورية في أوائل خمسينيات القرن الماضي، عندما كان العديد من السجناء يتوقفون عن الكلام، يفقدون الرغبة بالطعام ثم يهلكون في غضون أيام، ويعتقد الدكتور ليتش أن الإضراب عن الحياة قد يؤثر على النشاط الدماغي، الذي يحفز الجسد على العناية بنفسه من أجل الاستمرار، وفقًا للدراسة.

5 مراحل للموت النفسي

كما كشف الدكتور ليتش في بحثه عن المراحل الـ5 التي تتطور من خلالها حالة التخلي عن الحياة، وشرح أنها تبدأ بالانسحاب الاجتماعي ثم تتطور إلى اللامبالاة الشديدة التي تشمل فقدان المريض اهتمامه حتى في العناية بنفسه، حيث أكد الكيميائي الإيطالي بريمو ليفي، الذي نجا من النازيين، أن رغبته حتى بالاستحمام اختفت بعد أسبوع واحد من السجن.

يلي ذلك فقدان الإرادة الذي يشمل عدم القدرة على اتخاذ المبادرة أو القرارات، وقد يستمر الناس في هذه المرحلة بالعناية بأطفالهم أو بأشخاص آخرين، إلا أنهم يفقدون الدافع تمامًا لسلوك موجه نحو هدف، وتعتبر هذه المرحلة، بحسب وصف أحد السجانين، الخطوة الأولى نحو القبر.

ويمر المرضى في المرحلة الرابعة بفقدان القدرة على الحركة أو ما يعرف بحالة akinesia نفسية المنشأ، والتي تؤدي بهم إلى التبول على أنفسهم والغرق في نفاياتهم، حتى الوصول إلى المرحلة الخامسة، وهي “الموت النفسي”، وفيها يفقدون تمامًا إرادة الحياة.

الموت النفسي حقيقة فيزيولوجية

علق الدكتور ليتش على فكرة “الموت النفسي” قائلًا: “إنه ليس انتحارًا، وهو مختلف عن الاكتئاب، إلا أنه حالة حقيقية للغاية ترتبط بصدمة نفسية حادة”، وأضاف: “قد يكون السبب في الاستسلام صدمة حادة تؤدي إلى تغيير في نشاط الفص الجبهي للدماغ، وهو المسؤول عن حفاظ الإنسان على السلوك الموجه نحو هدف”.

كيف ننجو من الموت النفسي

وأكد الدكتور ليتش أن الدافع أمر ضروري للتعامل مع الحياة، ويؤدي غيابه إلى اللامبالاة الشديدة، كما أوضح أن التغلب على الموت النفسي، غير ممكن إلا باستعادة المريض القليل من سيطرته على إرادته، بمساعدة مقربين يداوون جراحه النفسية، ويثيرون فيه اهتمامًا جديدًا بالحياة.

المصدر
العربي الجديد
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى