تعرف على مشروب سوداني لا يكتمل عيد الأضحى بدونه!
لعيد الأضحى المبارك طقوس تختلف من بلد لآخر، حتى لو أن تناول اللحوم كان هو الشيء السائد والمشترك، وفي السودان فإن تناول المشروب المعروف باسم “الشربوت”، يعتبر من العادات الراسخة لدى الغالبية.
وعادة يتم شراب الشربوت بعد أكل اللحوم في الإفطار، حيث يساعد على الهضم والاسترخاء، وذلك لطبيعة تكوينه.
وقد توارث السودانيون هذا المشروب منذ القدم، ويقال إنه جاء من شمال السودان، حيث كان يشربه قدماء النوبة في المناطق حول النيل منذ آلاف السنين، ومن ثم شاع في باقي البلاد.
كيف يصنع؟
يصنع هذا المشروب من ثمار البلح، بحيث يضاف له بعض البهارات مثل الهيل والقرفة والزنجبيل والحلبة.
ويترك الخليط لفترة من الزمن لا تتعدى اليوم الواحد ليخرج بعدها بمذاقه المميز، وذلك بعد أن يكون قد وضع في النار حتى ينضج البلح تماماً.
وبعض الأسر تترك الشربوت يختمر ليومين أو أكثر، ما يرفع درجة التخمير، والبعض يضيف له الخميرة أو التفاح أو عصير العنب الطازج والزبيب، ليساعد على التخمير أو تنويع المذاق.
وإذا كان السودانيون قد تميزوا في شهر رمضان بمشروب “الحلومر”، فإن الشربوت يعتبر ميزة سودانية خالصة في أيام الأضحى.
الشربوت الحديث
تقوم بعض الأسر بتناول الشربوت الذي صنعته مع الجيران، كنوع من العادات الاجتماعية، التي درج عليها الناس في تبادل ما يقومون بتجهيزه من وجبات وأطعمة ومشروبات، وهي عادة ترتبط بأغلب مواسم الأعياد.
ومع الحياة الحديثة فقد تنوعت طرق صناعة الشربوت وأصبح يصنع من مواد مختلفة، كالجوافة وغيرها ليعطي المفعول نفسه، لكن كبار السن يظلون يفضلون الطريقة التقليدية والمذاق المعروف لهم.
كذلك فالآن يوجد الشربوت الجاهز “الديلفري” الذي يمكن شراؤه بحيث يختصر على الأسرة عملية الصناعة والتجهيز بالبيت، لاسيما مع ارتفاع تكاليف المواد المطلوبة لذلك.
ويقوم بعض النساء بصناعة الشربوت بكميات كبيرة وبيعه لكسب الرزق، والاستفادة من هذا الموسم. كما نشأت مصانع حديثة أيضا لهذا الغرض، بحيث يباع المشروب بعد التعبئة والتغليف.
وفي كل الأحوال فإن صناعة الشربوت وتحضيرة قبل حلول فجر العيد بـ 48 ساعة على الأقل، يتطلب خبرة وسيدة تعرف ماذا تفعل بالضبط، وإلا اختلت النسب والمقادير ما يقود إلى فشل المشروب في أن يكون وفق المطلوب.
تغريدات وهاشتاغ
ومع حلول العيد فالشربوت وصل إلى التغريدات في تويتر، حيث عدد من الشباب السودانيين قد أطلقوا هاشتاغ #الشربوت، ما يعني أن الجيل الجديد هو الآخر متعلق بتقاليد الآباء والأجداد.
وكتب عمر آدم في تغريدة: “لا تشرب الشربوت كالشوربة أو تحتسيه كالقهوة قرطعو قرطيع يا صديقي”، أي اشربه بسرعة وعلى عجل.
وكتب آخر: “لم أعد أنتظر شيئا سوى الشربوت”.
وكتب مصطفى بشير في تغريدة يدعو فيها الناس لضيافته “أتشرف بدعوتكم احتساء كباية من شربوتنا”.