الكويت

سوق سوداء للحج في الكويت… قفزة بأسعار تذاكر الطيران وتكلفة الإقامة

في الوقت الذي بدأت فيه شركات السياحة استقبال الراغبين في أداء فريضة الحج، فوجئ المواطنون والوافدون في الكويت بقفزة في أسعار هذا العام تجاوزت 40% عن العام الماضي، إذ وصل متوسط تكلفة الفرد إلى 8 آلاف دولار شاملة الإقامة والانتقال والطعام.

وظهرت هذا الموسم سوق سوداء لحملات الحج لأول مرة في الكويت، مستغلة ارتفاع تذاكر الطيران ومحدودية العدد المخصص للحجاج، حيث اندفعت الحملات نحو المضاربة بالأسعار ومخالفة الضوابط.

ويعد متوسط تكلفة الحج الواحد في الكويت الأعلى خليجيا، بناء على بيانات صادرة من شركة مشاعر الكويتية للحج والعمرة التي أظهرت أن متوسط الحج في دول الخليج (ماعدا الكويت) يصل إلى 5 آلاف دولار، شامل الطيران والإقامة والطعام.

وأرجعت وزارة الأوقاف الكويتية ارتفاع أسعار حملات الحج هذا العام إلى زيادة تكلفة الخدمات الأساسية، كالإقامة والتنقلات والطعام في السعودية وغلاء تذاكر الطيران خلال موسم الحج، مبينة أن الإجراءات التي تتخذها تصب في مصلحة الحجاج، مما أدى إلى نقلة نوعية في أداء حملات الحج الكويتية، حيث تبوأت أعلى المستويات عالميا من حيث الخدمات وتوفير سبل الراحة.

ويصل عدد حملات الحج المرخصة في الكويت إلى 75 حملة، لكن الفعلي منها الذي يسير حملات منتظمة قد لا يتعدى 40 حملة فقط، إذ اختار أصحاب الرخص الأخرى تأجيرها مقابل مبالغ خيالية تصل إلى 165 ألف دولار للحملة الواحدة.

وأكد عاملون في القطاع السياحي أن غياب الرقابة فاقم الأسعار هذا العام، إذ تم التلاعب في أسعار الحملات، ما خلف سوقا سوداء يصعب السيطرة عليها، في حين أكد أصحاب حملات أن ارتفاع التكلفة ومحدودية الأعداد وراء زيادة الأسعار.

ويقول صاحب حملة حج كويتية مشاري الراشد لـ”العربي الجديد” إن أسعار تذاكر سفر الطيران هذا العام لعبت دورا كبيرا في زيادة أسعار الحج، حيث تجاوزت ضعف العام الماضي، وهو ما يعد أمرا صعبا على حجاج بيت الله هذا العام.

ويضيف الراشد أنه كلما قل عدد الحجاج المصرح لهم للحملة زادت الأسعار، فالسكن لا يمكن توفيره فقط لـ 90 حاجا على سبيل المثال، بل إن صاحب العمارة في مكة يؤجر للحملة السكن بحيث يكون لديها 300 حاج أو أكثر، ولذلك يتم تقسيم تكلفة السكن على عدد 85 حاجا بدلا من 300 مما يرفع التكلفة.

ويتابع الراشد أن الأمر نفسه يتكرر في وسائل النقل السعودية التي رفعت أسعارها، وكذلك غلاء الطعام في مكة والمدينة بالإضافة إلى أسعار تذكرة الطيران التي كانت في السابق لا تزيد على 500 دولار، والآن وصلت إلى 1450 دولارا.

من ناحية أخرى، يقول مدير عام شركة أشكناني للسياحة والسفر رضوان الزعبي لـ”العربي الجديد” إن الشكل العام لحملات الحج في الكويت هذا العام تغير تماما حيث شهدت الأسعار ارتفاعا ملحوظا ما دفع العديد من العملاء إلى البحث عن أسواق جديدة لقضاء فريضة الحج، خاصة بعد ظهور سوق سوداء للحج تتحكم في أسعار السفر، في ظل غياب الرقابة على الحملات والأسعار التي يتم الإعلان عنها عن طريق “السوشيال ميديا” وليس وسائل الإعلام المعتمدة.

ويضيف الزعبي أن هناك ضرورة لتدخل الجهات الرقابية في الحد من هذا الظاهرة التي تعتبر دخيلة على سوق السفر والسياحة الكويتية، مشيراً إلى أن الأسعار ارتفعت هذا العام بنحو 40% عن العام الماضي.

وناشد الرئيس التنفيذي لحملة الرواد للحج، أحمد الشمري، خلال حديثه لـ”العربي الجديد” الجهات الرقابية بفتح هذا الملف وإيجاد الحلول له، معتبراً أن اتخاذه خطوة لمعالجة هذه القضية سيكون له أثر بالغ على المجتمع الكويتي بشكل عام.

وفي ما يخص لجوء كويتيين إلى الالتحاق بالحملات الخليجية التي تعد أرخص من حملات كويتية، يقول المواطن عبد الوهاب المرزوق الذي توجه إلى دولة خليجية لهذا الأمر: “عجزت عن استكمال مبلغ الحملة في الكويت والأسعار مرتفعة جدا ولا تطاق، فيما تكون أسعار الحملات بدول الخليج الأخرى أرخص ومتوسطها يصل إلى 1500 دولار.

ويضيف المرزوق خلال حديثه لـ”العربي الجديد” أن ظاهرة السوق السوداء للحج تعد أمرا جديدا على الكويت، مبيناً أنه على الرغم من أن خدمات الحج الخاصة ببعض الحملات الخليجية أقل من المقدمة في الكويت، لكنها في النهاية تؤدي الغرض وتحقق الهدف المنشود منها وهو تأدية المناسك الخاصة بالحج.

ويقول أحمد العوضي (عامل وافد) كان يقف أمام إحدى الحملات ويحدوه أمل في أن يؤدي فريضة الحج هذا العام: صعقت عندما عرفت أن رسوم أداء الحج تساوي راتب 6 أشهر كاملة، مما أتقاضاه من وظيفتي. وقال العوضي لـ”العربي الجديد”: إن تكلفة الحج تفوق إمكانياتي، الأمر الذي دفعني إلى تأجيل أداء المناسك لأجل غير مسمى.

المصدر
العربي الجديد
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى