قطر

مونديال قطر 2022 لن يتأثر بالأزمة الخليجية – جريدة الشرق

أكدت سعادة السيدة لولوة الخاطر، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أن تنظيم مونديال كأس العالم 2022 في قطر مؤكد، وليس مرتبطاً بالمرة بالأزمة الخليجية؛ فهو ملف مختلف سابق له وسيستمر بصرف النظر إذا ظل الحصار أو انتهى. وأضافت في الجزء الثاني من حوارها مع مراسل الأناضول في الدوحة أن “تنظيم كأس العالم في قطر عام 2022 مؤكد ولن يتأثر بهذه الأزمة، كما أن قطر تجاوزت مسألة الحصار (من الرباعي العربي) وهي تتعامل بشكل طبيعي في كافة ملفاتها.”

وتابعت الخاطر : “نحن أحيينا ذكرى مرور سنة على الحصار قبل أسابيع، فمن الناحية السياسية، هناك نوع من التجاوز لمرحلة الحصار؛ نحن نتكلم اليوم عن صنع سياسات على مدى استراتيجي وشراكات استراتيجية مع عدد من الدول.” وأكدت أنه “في الحقيقة بعيداً عن حيثيات وتفاصيل الحصار؛ فالسياسات تبنى على المدى الطويل دون أن يغرق المسؤولون في قضايا الحصار لأن هذه مسألة قد تستمر وقد تنتهي.” وأشارت الخاطر إلى أن “قطر أبرمت عددا من الاتفاقيات الدولية والتي تعزز تواجدها في مجال الأمن الالكتروني ومجالات تشجيع الاستثمار.”

  • الوساطة الكويتية

وفيما يتعلق بالجهود الكويتية من أجل الوساطة بين قطر ودول الحصار، قالت الخاطر إن ” الكرة الآن في ملعب دول الحصار؛ ولا نستطيع الحديث عن تغيير جذري أو حقيقي في مسألة الوساطة.” وأضافت “نتمنى أن يكون هناك تقدم، لكن لا نستطيع الحديث عن شيء ملموس حقيقةً ؛ فهناك نوع من المحاولة للتواصل عن طريق الوسطاء، لكن لا نستطيع الحديث عن تغيير جذري أو حقيقي. إننا نثمن في دولة قطر الدور الذي تلعبه دولة الكويت الشقيقة لحل الأزمة ونتمنى من دول الحصار التجاوب مع هذه الوساطة.”

  • منع القطريين من الحج

وفيما يتعلق بقضية حج القطريين، قالت الخاطر إن “هذا الملف من الملفات المؤسفة على جميع المستويات بما فيها المستوى الشخصي؛ فبلا شك أن كل قطري يشعر بنوع من الغبن، في النهاية هذا حق الإنسان كونه مسلما.” وأوضحت أن “هناك إجراءات تمييزية وعراقيل لا تزال موجودة، أضرب مثالاً بسيطاً لو قسنا المسألة على مسألة العمرة، فلقد سجلت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان عدداً من الحالات في الأشهر الماضية لمواطنين قطريين حاولوا أداء شعائر العمرة ولم يسمح لهم إما أوقفوا، أو قيل لهم في الكويت إن السلطات السعودية لن تسمح لهم بالدخول، أو أوقفوا في مطار جدة وأعُيدوا .” وقالت الخاطر إن “العراقيل التي يجب على السعودية التعامل معها بشكل جدي تتضمن خطاب الكراهية الذي يقوده بعض الإعلاميين في المملكة والذي قد يشكل خطرا على القطريين في حال دخولهم للأراضي السعودية، بالإضافة إلى عدم وجود تمثيل دبلوماسي لدولة قطر للتعامل مع شؤون الحجاج والمعتمرين القطريين.”

  • فض النزاعات

أكدت الخاطر أن “دور قطر الدائم في فض النازعات ما زال قائما؛ رغم أن هناك محاولة لتصوير المسألة وكأن قطر انسحبت تماماً من مجال الوساطات ومن المشهد الإقليمي والدولي وهذا غير حقيقي، فعلى سبيل المثال، ساهمت الوساطة القطرية في وقف إطلاق النار في أفغانستان الشهر الماضي، بالإضافة إلى أن اجتماعات متعلقة بدارفور عقدت في الدوحة منذ أسابيع قليلة.” وأوضحت: “ما زال هذا الدور نشطا وموجودا، ولكن بحسب الحاجة، وهذا دور لا نستطيع أن نفرضه على أحد.. إذا طلب منا فـسنشارك.”

  • العمل الإنساني

ولفتت الخاطر إلى الجهود التي تقوم بها دولة قطر في المجال الإنساني والإغاثي، موضحة أن “هناك مساعدات حكومية مباشرة أو من خلال الجمعيات وهو إجمالا جهد كبير وجهد تنموي في عدد من الدول”. واستطردت موضحة: “على سبيل المثال، أعلنت دولة قطر عن قروض واستثمارات بمليار دولار لإعادة إعمار العراق، وقدمت 30 مليون دولار للمتضررين من إعصار هارفي في الولايات المتحدة، وتنسق دولة قطر مع وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية بشكل مستمر في عدد من المشاريع التنموية بغض النظر عن عرق أو دين أو انتماء المستفيدين من هذه المشاريع”.

وأشارت الخاطر إلى أن “هناك محاولة لشيطنة هذا العمل الخيري الذي تقوم به قطر؛ وهذه محاولة مؤسفة.” وأوضحت أن “المتضرر في النهاية من هذه الحملات ليست دولة قطر؛ بل المتضرر هم أولئك الذين يستفيدون واستفادوا من هذه المساعدات.” وتابعت: “أضرب مثالاً بسيطاً في اليمن؛ عندما توقفت المساعدات بسبب الحصار.. من الذي خسر في هذه الحالة؟ الحقيقة أن الشعب اليمني هو من يتضرر ويعاني بشكل يومي، ومع ذلك فإن قطر، وفي إطار المظلة الدولية، أعلنت عن دعم مالي منذ فترة بقيمة 20 مليون دولار لليمن. وطبعاً، لو كان المجال مفتوحاً، لأنجزت مزيدا من الجهود والمشروعات بشكل أكبر (في اليمن)، لكن بقية المشروعات متوقفة بسبب تعنت دول الحصار.”

ورداً على الادعاءات الموجهة للعمل الخيري القطري، قالت الخاطر: “الجهود الخيرية التي تقوم بها قطر هي في اتجاه داعم لتنمية المجتمعات وإعادة تأهيلها، ولدينا تجربة من خلال مؤسسة “صلتك” التي ساعدت عددا من العائدين من الجماعات الإرهابية في إفريقيا، حيث تمت إعادة تأهيلهم والآن هم مواطنون صالحون”. وأكدت الخاطر أن “دولة قطر تسعى لأعلى معايير العمل الخيري بما يتماشى مع متطلبات المجتمع الدولي، لذلك ستجد مراجعات دائمة للتشريعات والتنظيمات المتعلقة بالعمل الخيري.” وأشارت في هذا السياق إلى فوز قطر الخيرية بعدد من الجوائز في المحافل الدولية التي تحتفي بعملها الإنساني.

  • القضية الفلسطينية وغزة

جددت الخاطر دعم قطر للقضية الفلسطينية وأكدت أن القضية الفلسطينية هي قضية محورية؛ “فلن تجد خطاباً لمسؤول قطري ولن تجد خطاباً لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، إلا وذكر فلسطين في القلب من ذلك الخطاب.” وأشارت في الوقت نفسه إلى ” أن الموقف التركي معني بالقضية الفلسطينية فهي على رأس أجندتها، ودعم القضية الفلسطينية هو أولوية أولى” لكل من قطر وتركيا.

وشددت على أن “الشعب الفلسطيني في غزة يقع عليه ظلم وضرر كبير جداً ولا يقبل به أحد”، مذكرة بأن “الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة كان أول قائد عربي يكسر الحصار هو وسمو الشيخة موزا ويدخلان إلى غزة.” وأكدت على استمرار المشاريع القطرية داخل غزة وأنها “مازالت قائمة، فقد قدمت دولة قطر مؤخرا 50 مليون دولار لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين (الأونروا) دعما منها لصمود الشعب الفلسطيني ولقضيته العادلة”.

علاقات إستراتيجية

وفي معرض حديثها عن العلاقات القطرية التركية، قالت الخاطر: “السنة القادمة سيكون قد مر 40 عاما على العلاقات الدبلوماسية بين قطر وتركيا”، ووصفت هذه العلاقات بأنها “إستراتيجية ومهمة وعلى عدد من المستويات: السياسي والدبلوماسي و الاقتصادي والعسكري وكذلك الثقافي”. “والحقيقة أن العرب جميعهم انفتحوا على تركيا بشكل عام وهي جزء من العمق الإسلامي”، وأكدت على المشتركات التي تجمع بين البلدين على رأسها “القضية الفلسطينية؛ والموقف الثابت من مطالب الشعوب العربية.” وقالت إن تركيا “عامل استقرار مهم في المنطقة وعامل يعيد التوازن كذلك لمنطقتنا.”

وحول دور تركيا في الأزمة الخليجية، قالت الخاطر: “من أوائل الدول التي تواصلت مع قطر منذ بداية الأزمة كانت تركيا، وقدمت الدعم الاقتصادي لقطر؛ وكان هذا شيئا أساسيا فقدمت البدائل فيما يتعلق بنقل البضائع بشكل سريع ودون طرح أسئلة.”ولفتت إلى أنه “عندما تم التصويت في البرلمان التركي على إرسال القوات التركية إلى دولة قطر بموجب الاتفاقية المبرمة، تم التصويت بالموافقة بأغلبية تمثل مختلف الأطياف في النسيج السياسي التركي، ما يعكس الطبيعة الاستراتيجية للشراكة بين البلدين”. وأشارت إلى أن “تركيا كانت على تواصل دائم مع الكويت بخصوص حل الأزمة ودعمها في الوساطة؛ وحاولت تركيا من خلال علاقاتها ومن خلال التنسيق مع الجانب الكويتي التواصل تحديداً مع السعودية.” وأضافت “كنا نتمنى لو أن هذه الجهود أثمرت منذ البداية، لكنا جنبنا أنفسنا وجنبنا منطقتنا برمتها كثيراً من الإشكالات التي وقعنا فيها.” واختتمت الخاطر الحوار بالقول: “الدور التركي هو دور نشط منذ اليوم الأول، وهو موقف مقدر على المستوى السياسي، ومقدر على المستوى الشعبي؛ اليوم لو تسأل أي مواطن قطري كيف ينظر لتركيا؟ وكيف يقدر موقفها؟، فسيجيب بأنه يقدرها والعكس صحيح، عندما نزور تركيا، نرى من الأشخاص العاديين مدى الترحيب بالقطريين ومدى الاهتمام بقطر”.

المصدر
الشرق
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى