الإمارات

مطار دبي.. نموذج ملهم عالمياً

يمثل مطار دبي الدولي إحدى قصص النجاح الأكثر استثنائية في صناعة الطيران حول العالم، حيث بات نموذجاً ملهماً لتجارب دولية بعد مواصلة مسيرته في التطور والتقدم عاماً تلو الآخر مسجلاً العديد من الإنجازات والأرقام القياسية التي وضعته في صدارة المطارات من حيث أعداد المسافرين الدوليين.

وبحسب رصد أعده «البيان الاقتصادي»، يتعامل المطار، الذي يعد مركزاً رئيسياً لشركات الطيران المحلية والدولية والتي تستخدم دبي كمحطة حيوية لنقل الركاب بين قارات العالم الست، مع 250 ألف مسافر كمتوسط يومي منذ بداية العام الحالي بإجمالي أكثر من 1.7 مليون مسافر أسبوعياً، متربعاً بذلك على قائمة أكبر مطارات العالم إشغالاً من حيث المسافرين الدوليين.

واستقبل المطار 36.9 مليون مسافر خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري، حسب آخر التقارير الصادرة عن مؤسسة «مطارات دبي»، فيما بقي متوسط أعداد المسافرين الدوليين مرتفعاً عند 7.4 ملايين مسافر شهرياً، ما بين شهري يناير ومايو 2018 في مؤشر إيجابي على تحقيق المستهدف خلال هذا العام.

ويصل متوسط عدد الرحلات، التي يتعامل معها مطار دبي الدولي شهرياً أكثر من 32 ألف رحلة لشركات الطيران المختلفة، وفي ظل التطور السريع الذي يشهده المطار إلى جانب تبني أحدث الأنظمة المتطورة، يتعامل المطار مع أكثر من ألف رحلة يومياً.

توسع

وتعتبر الأرقام التي تحققها مطارات دبي من حيث عدد المسافرين وحجم الحركة الجوية خير شاهد على النمو المتواصل بدعم من توسع الناقلات العاملة في المطار لا سيما «طيران الإمارات»، و«فلاي دبي» اللذين يلعبان دوراً حاسماً في ترسيخ أهمية دبي على خريطة النقل الجوي العالمية، فضلاً عن البنية التحتية المتطورة والموقع الجغرافي الاستراتيجي.

وحلَّ المطار في المرتبة الأولى عالمياً، كأكثر مطارات العالم إشغالاً من حيث المسافرين الدوليين لعام 2017، وللسنة الرابعة على التوالي، مع استخدامه من قبل 88.2 مليون مسافر، فيما تشير توقعات مطارات دبي إلى التعامل مع أكثر من 90.3 مليون مسافر بنهاية العام الحالي.

بينما حلَّ في المركز الثالث عالمياً، كأكبر المطارات من حيث إجمالي أعداد المسافرين (المحليين والدوليين) خلال العام الماضي، وذلك وفقاً للبيانات الرسمية المعلنة. واحتفظ مطار أتلانتا هارتسفيلد جاكسون الدولي بمركزه الأول كأكبر مطار في العالم بنحو 103.9 ملايين مسافر في 2017، وجاء مطار بكين الدولي، في المركز الثاني بعدد المسافرين بنحو 95.78 مليون مسافر.

الأسرع نمواً

ويعتبر مطار دبي، الأسرع نمواً خلال 2017، وذلك في قائمة أكبر المطارات الرئيسية الثلاثة في العالم، ويتجه المطار نحو المركز الأول عالمياً في إجمالي أعداد المسافرين خلال السنوات القليلة المقبلة، بعد أن حافظ على مكانته كأكبر المطارات الدولية ازدحاماً، بعدد المسافرين الدوليين، متخطياً مطار لندن هيثرو الدولي.

ويؤكد النمو في أعداد المسافرين الذي يحققه مطار دبي سنوياً أنه في الطريق للوصول إلى أكثر من 100 مليون مسافر بحلول 2020.

واستمراراً للإنجازات تنتظر دبي اكتمال مطار آل مكتوم الدولي الذي سيصبح أكبر مطار في العالم عند اكتماله، والذي تم إنشاؤه جنوب الإمارة بالقرب من مناطق «دبي الجديدة» سريعة النمو، وهو يتميز بوقوعه ضمن مدينة متكاملة للطيران، وقد افتتح المطار أمام عمليات شحن البضائع في يونيو 2010 ثم افتتح لرحلات الركاب في أكتوبر 2013.

وبمجرد اكتماله، ستتجاوز طاقته الاستيعابية 160 مليون مسافر سنوياً. كما سيعمل المطار كمركز متعدد الوسائط للخدمات اللوجستية مع تمتعه بطاقة مناولة تبلغ 12 مليون طن من الشحنات.

ومن المتوقع ارتفاع إجمالي أعداد المسافرين عبر مطاري دبي وآل مكتوم الدوليين، إلى 143 مليون مسافر في 2020.

ويسهم قطاع الطيران حالياً بين 25 – 26% في الناتج المحلي الإجمالي لدبي، الأمر الذي يؤكد أهمية القطاع في عملية التنويع الاقتصادي ودوره المحوري في تدعيم القطاعات الاقتصادية الأخرى مثل السياحة والتجارة.

وحسب توقعات خطة مطارات دبي الاستراتيجية 2017- 2025 من المستهدف أن ترتفع حصة قطاع الطيران إلى 195 مليار درهم، أي ما يوازي 37.5% من إجمالي الناتج المحلي لإمارة دبي، وتوفير نحو 745 ألف فرصة عمل خلال العام 2020.

قصة نجاح امتدت 6 عقود تستحق أن تروى

سطَّر مطار دبي قصة نجاح فريدة تستحق أن تروى، بدأت فصولها الأولى قبل نحو ستة عقود تحديداً في عام 1959، عندما أمر المغفور له، بإذن الله، الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، البدء بأعمال تصميم مطار مدني وبنائه وتجهيزه.

وتضمنت المرحلة الأولى من المشروع بناء مدرج من الرمل المكثف مع إمكانية الالتفاف عند طرفيه، كما تم بناء مهبط للمناورات وممر أرضي للطائرات، وفي غضون ذلك تم بناء محطة للإطفاء ومبنى للركاب.

عمل دؤوب

وخلال 12 شهراً من العمل الدؤوب ولد أول مطار صغير في الإمارة في 30 ديسمبر 1960 بطاقة استيعابية تصل إلى نحو 200 مسافر فقط كان المطار في بداياته، يعمل ست ساعات بين الساعة السابعة صباحاً والواحدة من بعد الظهر، ثم تم لاحقاً تمديد المدة اليومية ليفتح المطار أبوابه من الساعة السابعة صباحاً وحتى الساعة السابعة مساءً بحسب التوقيت المحلي؛ ثم وصل إلى 18 ساعة في اليوم.

وبعد بضعة سنوات، أصبح العمل في المطار على مدار الساعة.

وقد كرَّس الشيخ راشد كل طاقته لتطوير خدمات المطار، حيث سمح المخطط العام بإمكانات توسيع مستقبلية عديدة، من خلال اتخاذ قرارات جريئة أهمها، اعتماد سياسة الأجواء المفتوحة، التي جعلت شركات الطيران تتسابق للقدوم إلى دبي.

وبعد تسع سنوات من افتتاح أول مطار في المدينة كان لا بد من افتتاح مطار جديد يلبي طموحاتها بأن تصبح أول مركز للنقل الجوي على مستوى المنطقة، في ظل سياسة الأجواء المفتوحة التي تعتمدها الإمارات ككل، والتي كان لها الدور الأكبر في وصول الدولة إلى ما وصلت إليه من أهمية في قطاع الطيران على الساحة الدولية.

وبدأ العمل في المبنى الجديد للمطار وسط ترقب دبي بأكملها هذه اللحظة المهمة في تاريخها، فالمطار الذي تم افتتاحه في مايو من عام 1971 بتكلفة 4 ملايين جنيه استرليني في حينه، كان يعد الأكبر من نوعه في المنطقة.

وقد اعتقد الكثيرون في تلك الفترة أن المطار أكبر من حاجة المدينة، ولكن الشيخ راشد كان يدرك أيضاً، أنه سيصبح صغيراً مع الوقت، وهذا ما حدث بالفعل، حيث تمت توسعة المطار أكثر من مرة حتى أصبح من الضرورة بمكان إنشاء مبانٍ جديدة لمواكبة الزيادة القياسية في نشاط المطار.

صالات ركاب

وفي نهاية أكتوبر 1980 تم بناء 4 صالات للركاب تسع كل منها 400 مسافر /‏‏ ساعة، وتتميز بأحدث الأجهزة الأمنية ومعدات تفحّص الأمتعة بالأشعة السينية أو كشف المعادن، فضلاً عن مركز طبي جديد في الطابق الأرضي مع إمكانية وصول مباشر لسيارات الإسعاف.أطلقت دائرة الطيران المدني بدبي في العام 1997 برنامج توسعة ضخم تم إنجازه بافتتاح مبنى الشيخ راشد عام 2000.

ومن ثم بدأت المرحلة الثانية من التوسعة خلال 2002، وتشمل إضافة مبنى ثالث ومبنيين رئيسيين للمسافرين جديدين، وبالتالي إضفاء المزيد من المهابة على المطار، وتم إنجاز هذه المرحلة بافتتاح مبنى رقم 3 الخاص برحلات طيران الإمارات في أكتوبر 2008.

ثوانٍ معدودات لإنهاء إجراءات السفر

نجح مطار دبي الدولي في جعل رحلات المسافرين خلال مباني المطار أكثر سلاسة من خلال تقليص أوقات الانتظار، وذلك عبر نشر تكنولوجيا متطورة للغاية لتتبع وإدارة أماكن انتظار المسافرين، علاوة على تمكين استخدام بطاقة هوية الإمارات عند البوابات الذكية بالنسبة للمقيمين في الإمارات.

وشهد المطار العام الماضي أيضاً إطلاق خدمة «واي فاي»، وهي أسرع شبكة «واي فاي» مجانية على مستوى مطارات العالم.

وينصبّ تركيز مطارات دبي في العام الحالي على برنامج «دي إكس بي بلاس» الذي يهدف إلى توسيع القدرة الاستيعابية السنوية للمطار إلى 118 مليون مسافر من خلال تحسينات على العمليات واستخدام أرقى التقنيات والحلول الذكية.

وفي الوقت الذي يعتبر فيه مطار دبي، الأكثر ازدحاماً في العالم يعتبر أول مطارات العالم من حيث سرعة إنجاز معاملات السفر في إدارات الجوازات، فمدة الوقوف قد لا تتجاوز ثواني معدودات.

حيث يكمن السر في تفعيل البوابات الإلكترونية التي كانت في السابق حكراً على من يسجل بها، أما اليوم وبعد ربطها أوتوماتيكياً بالهوية الوطنية أصبح بإمكان الجميع تجربة المرور داخل أو خارج المطار.

وتعد الرحلة عبر مطارات دبي أكثر سلاسة وأكثر راحة للمسافرين، وتقليل أوقات الاصطفاف أمام المنافذ يُعد من أفضل الطرق لتحقيق هذا الهدف في مطار دبي الذي يعتبر أكثر مطارات العالم حركة بالمسافرين الدوليين. وتصل فترة الحصول على ختم الدخول والخروج في مطارات أميركا بالمتوسط 37 دقيقة وفي إنجلترا 30 دقيقة، أما في باقي دول أوروبا فهي 28 دقيقة.

وتطول هذه المدة وقت ذروة السفر، إذ تصل في بعض الأحيان إلى ساعتين و3 ساعات، بينما في مطار دبي، يستغرق الأمر 9 ــ 15 ثانية فقط للمسافر الواحد، اعتماداً على نظام «أمن بيومتري» لقراءة بصمة العين والوجه هو الأسرع والأفضل من نوعه من الناحية الأمنية، لجهة تحديد هويات القادمين والمغادرين عبر دبي بكفاءة وسرعة عالية.

وتتمثل التكنولوجيا، التي خفضت زمن الانتظار وزمن إنجاز المعاملات، في بوابات مطار دبي الذكية، وبطاقة هوية الإمارات للمرور عبر بوابات الجوازات المؤتمتة منذ إطلاقها أول مرة في العام قبل الماضي.

وتتوفر هذه الخدمة المجانية تماماً، والتي لا تتطلب تسجيلاً مسبقاً، في 127 بوابة ذكية، تنتشر في مطار دبي أسهمت في تعزيز تجربة المسافرين وتقليل وقت الوقوف أمام منافذ الجوازات.

تدشين

أعلنت مطارات دبي، والإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب في دبي، وشركة «إماراتك»، في فبراير الماضي عن إنجاز وتدشين البوابات الذكية في «المبنى 1» في مطار دبي الدولي، تزامناً مع بدء شهر «الإمارات للابتكار»، استجابة لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بهدف تعزيز ثقافة الابتكار والاحتفاء بالمبدعين.

المصدر
البيان
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى