مصر

اعتقلته ألمانيا بتهمة قتل ابنته..غموض وألغاز

اعتقلت السلطات الألمانية شابا مصريا يبلغ من العمر 32 عاما، بتهمة قتل ابنته على إثر خلافات بينه وبين زوجته الألمانية.

وطالبت أسرة الشاب ومحاميه، السلطات المصرية بالتدخل لإنقاذه، مؤكدة أن ابنها يحب طفلته ولا يمكن أبدا أن يفكر في قتلها.

التفاصيل التي اطلعت عليها “العربية.نت” من جيران أسرة الشاب ومحاميه، يكتنفها بعض الغموض والألغاز التي طالبت الأسرة بحلها للوصول إلى الحقيقة الكاملة.

في قرية” البعيرات” على ضفاف النيل غرب الأقصر جنوب مصر، بدأت قصة أحمد فؤاد مسعود الذي يبلغ من العمر 32 عاما، حيث ارتبط بقصة حب مع فتاة ألمانية من أصل بولندي تدعى كاترينا تكبره بنحو 12 عاما، وتوجا قصة حبهما بالزواج، وبعدها سافر الزوجان للإقامة والعمل في ألمانيا.

الطفلة الضحية سارة
عمل أحمد في عدة وظائف بمدينة #دوسلدورف، الواقعة في ولاية شمال الراين بألمانيا، عمل تارة بمصنع للسيارات، وتارة بالبلدية، واستقر به المطاف في شركة لتدوير القمامة والمخلفات، وخلال تلك الفترة أنجب طفلته الوحيدة #سارة التي تبلغ من العمر 7 سنوات ويحبها بجنون.

ارتبطت الطفلة كثيرا بوالدها وأسرته وطلبت الإقامة في مصر، وتحمس والدها لذلك، لكن قوبل الأمر برفض تام من الزوجة الألمانية.

دبت الخلافات بين الزوجين بسبب رغبة الزوج في الانتقال والإقامة في مصر، ورفضه الحصول على الجنسية الألمانية التي تتطلب منه التنازل عن جنسيته المصرية، خاصة أنه يتولى الإنفاق على أسرته، المكونة من والده ووالدته وشقيقه و3 شقيقات.

هددت الزوجة أحمد بالترحيل من ألمانيا وانتزاع الطفلة منه، وتفاقمت الخلافات بينهما، ووصلت لأقسام الشرطة، وقبل يومين تقدمت الزوجة ببلاغ رسمي، تتهم زوجها بقتل ابنتها، وفور أن داهمت الشرطة المنزل اكتشفت مقتل الطفلة وعلى الفور اعتقلت الأب.

يقول محمد سيد أحد جيران الشاب في القرية وصديقه لـ”العربية.نت” إن هناك غموضا في التفاصيل، فوفق شهادات الجيران وأصدقاء أحمد المقيمين هناك في دوسلدورف، فإن الشرطة عندما ذهبت للمنزل، وجدت الأب يحمل طفلته، ويهم بالخروج من المنزل للذهاب بها للمستشفى محاولا إنقاذها قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة أمام الجميع، فيما قالت الزوجة في التحقيقات إن زوجها اتصل بها هاتفيا وهددها بقتل ابنته.

وأضاف أن أحمد يحب ابنته كثيرا، ودائما ما كان يأتي بها لمصر لتتعرف على أسرته، ويصطحبها للتنزه، ولذلك فإن الأسرة وكافة أصدقاء أحمد لا يصدقون رواية الزوجة بقتله لابنته.

وأوضح أن أحمد تعرف على زوجته خلال قيامها برحلة في الأقصر قبل 10 سنوات، وتزوجا وسافرا إلى ألمانيا، بعد أن درس اللغة الألمانية في معهد جوته بالقاهرة، وهناك في ألمانيا حصل على دورات تدريبية قبل توظيفه في أحد مصانع السيارات.

وأضاف صديق الشاب أن أحمد كان يعيش حياة مستقرة وهادئة، حتى علم بعد ذلك بنشوب خلافات حادة بينه وبين زوجته، وبخبر القبض عليه بتهمة قتل ابنته.

ناصر الجيلاني، محامي الشاب تحدث لـ”العربية.نت”، وقال إنه تولى تربية أحمد منذ صغره، وساعده على إكمال دراسته، حتى حصل على دبلوم المدارس الزراعية، مضيفا أن آخر اتصال هاتفي بينه وبين أحمد، كان قبل أسبوع، حيث طلب منه الشاب المساعدة القانونية في نقل إقامة ابنته إلى مصر.

وأضاف المحامي أنه طلب من أحمد التريث، خاصة أن ابنته بعدما اعتادت على ظروف الحياة والإقامة في ألمانيا يصعب عليها التأقلم مع الأوضاع في مصر، مشيرا إلى أنه علم بعد ذلك أن أحمد ألقي القبض عليه بتهمة قتل ابنته وهو أمر يصعب تصديقه.

وأوضح المحامي أنه تواصل مع أصدقاء أحمد من المصريين في ألمانيا، وبعضهم من أبناء القرية، وأكدوا له أن أحمد لم يدل بأقواله حتى الآن. ولا يزال صامتا من هول الصدمة، فيما أدلت الزوجة بأقوالها واتهمت الزوج بقتل ابنته، مشيرا إلى أنه طلب من محام ألماني تولي القضية، وإبلاغه بالتطورات أولا بأول.

وناشد المحامي وزارتي الخارجية والهجرة في مصر بالتدخل لمساعدة أحمد، وتكليف فريق من المحامين لمقابلته، وسماع روايته بشأن الحادث.

وقال إن أصدقاء أحمد أكدوا وجود مكالمات هاتفية مسجلة لزوجته، تتضمن تهديدات منها بقتله، وجعله يسير كالمجنون في شوارع ألمانيا، فضلا عن تهديدات أخرى بحرمانه من ابنته.

وأشار إلى أن أقوال الشهود أكدت أن الشرطة حينما داهمت المنزل وجدت أحمد يحمل طفلته على يديه محاولا إنقاذها، مضيفا أن التقرير الطبي سيكشف سبب وفاة الطفلة.

عائلة أحمد تعيش في صمت مطبق وذهول تام، فهم غير مصدقين لما حدث لابنهم وعائلهم الوحيد الذي يتولى الإنفاق عليهم، كل ما يفعلونه هو البكاء، ومد أيديهم تضرعا إلى الله أن يكشف براءة ابنهم، ويعيده إليهم سالما، بعد أن جرفه الحب بعيدا عنهم، وأودى به إلى غياهب السجن بتهمة قتل ابنته الوحيدة.

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى