منوعات

مبيد “راوند أب” أمام القضاء بتهمة…

بعد أقل من شهر من إعلان شركة باير الألمانية شراء الشركة المنتجة لمبيد الأعشاب الضارة غليفوسات -الذي يباع تحت الاسم التجاري “راوند أب”- فتح القضاء الأميركي الباب أمام قبول الدعاوى ضد الشركة بتهمة التسبب بالسرطان.

وتواجه شركة مونسانتو -المنتج الأول عالميا لمبيد الحشائش غليفوسات (Glyphosate)- مئات الدعاوى القضائية في الولايات المتحدة بعد أن أعطى القضاء الأميركي الضوء الأخضر لقبول الدعاوى.

وقال القاضي فينس شهابريا أمس في سان فرانسيسكو “على الرغم من أن الأدلة ضعيفة فإن الخبراء يمكنهم أن يحاجوا بها أمام المحكمة”.

وقد توصل شهابريا إلى قراره بفتح الباب أمام رفع الدعاوى بعد أسابيع من الدراسة وسنوات من النزاع القضائي. وقد يصل عدد الدعاوى المرفوعة على الشركة إلى المئات.

ويتهم أكثر من أربعمئة مزارع وفلاح الشركةَ بأنها تعلم منذ مدة طويلة بأن المبيد يسبب سرطان الغدد الليمفاوية اللاهودجكن، ولكنها لم تحذر المستخدمين.

ومونسانتو تأسست مطلع القرن العشرين بالولايات المتحدة. ويبلغ عدد العاملين فيها حوالي 23300 ألف عامل، وعائداتها السنوية حوالي 15 مليار دولار.

وفي يونيو/حزيران الماضي، ذكرت وسائل إعلام أن عملاق صناعة الأدوية والكيماويات الألماني “باير” استحوذ على مونسانتو بصفقة بلغت 63 مليار دولار.

جدل وتحذيرات
ويمتاز المبيد بثمنه الرخيص وبفعاليته في القضاء على الأعشاب الضارة دون الإضرار بالمحاصيل الزراعية. ونظراً للاستخدام الواسع للمبيد فإن أضراره يمكن أن تصل إلى الإنسان عن طريق مياه الشرب والمواد الغذائية أو العمل بالزراعة.

وهناك جدل وخلاف كبير حول خطورته على الصحة، حيث أجريت الكثير من الدراسات التي تشير نتائجها إلى أنه يمكن أن يسبب أمراضاً للإنسان من بينها السرطان. وهذا ما دفع منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة في نشرتها الصادرة في مارس/آذار 2015 إلى تصنيف غليفوسات ضمن المبيدات المسببة للسرطان. وذلك استناداً لدراسات أجرتها وكالة دراسات السرطان التابعة للمنظمة حسب ما نشرته مجلة دير شبيغل الألمانية على موقعها الإلكتروني.

وفي ألمانيا، تعتزم وزيرة الزراعة يوليا كلوكنر تقييد استخدام المبيد. وقد بينت نتيجة دراسة -نشرتها مؤسسة هاينريش بول المقربة من حزب الخضر- أن أغلب الألمان لديهم كمية كبيرة من هذه المادة في جسمهم، حيث اكتشف أن في بول 75% من الذين أجريت عليهم الدراسة والتحاليل المخبرية 0.5 ميكروغرام من مادة غليفوسات في ليتر من البول، حسب ما نشرته صحيفة “شتوتغارتر تسايتونغ” على موقعها الإلكتروني.

لكن -وحسب ما ينقله الموقع الإلكتروني عن المعهد الألماني لتقييم المخاطر- فإن ذلك لا يشكل خطراً على الصحة، إذ أن غليفوسات الموجودة بالبول على الأغلب يتخلص منها الجسم سريعا مع البول. وينقل الموقع عن مونيكا كرويغر المديرة السابقة لمعهد أبحاث البكتيريا والفطريات بجامعة لايبزيغ أن هناك حاجة للمزيد من الدراسات والأبحاث لتأكيد ما توصلت إليه الدراسة السابقة ومخاطر غليفوسات وتسببه بمرض السرطان.

المصدر
الجزيرة
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى