السعودية

رسالة موجعة من صاحبة السيارة المحروقة في مكة للجناة

عبرت المواطنة السعودية سلمى الشريف صاحبة السيارة التي أحرقت في قرية صمد بالجموم بمكة الكرمة، عن صدمتها من جرأة شباب الحي، وتجرؤهم على حرق سيارتها بهذه الطريقة.

وقالت لـ”العربية.نت” إنه “مهما كانت وجهة نظر الإنسان تجاه قضية ما، لا يجب عليه أن يعبر عن وجهة نظره بإيذاء الآخرين، فهذه التصرفات لن تثنيني عن قيادة السيارة ومواصلة عملي، وحاليا أقوم بعمل إجراءات رخصة القيادة”.

وأضافت “عانيت في جمع مبلغ شراء السيارة، فقمت مع صديقاتي بعمل جمعية، وجمعت مبلغ 13 ألف ريال، واشتريت بها السيارة من وافد باكستاني الجنسية في القرية”.

وتابعت: “كنت أتدرب على قيادة السيارة مع والدي داخل القرية، وهدفي في القيادة أن أحل معاناتي في التنقل لعملي، كوني أدفع 1500 ريال شهرياً للسائق، وظروف عملي تجبرني على الذهاب يومياً من الساعة 11 ظهراً، والعودة الساعة الثانية فجراً ، كوني أرافق عددا من بنات القرية اللاتي يبحثن عن لقمة العيش”.

وشددت على أنها أرادت أن توفر على نفسها مشقة ومعاناة التوجه للعمل، والمشوار الصعب والمتعب، إضافة إلى توفير جزء من الراتب، لكن شباب الحي استكثروا علي إنهاء هذه المعاناة بتصرفهم وإساءتهم لي، وكانوا يستمرون بمضايقتي بالتصوير والكلام، وكلما اشتكيتهم إلى أسرهم من الجيران، كانوا يردون بأنهم غير قادرين على ضبط أبنائهم، ولم أتوقع أن يتطور الأمر ليصبح جنائياً، فقد تضررت سيارتي وسيارة والدي التي كانت موجودة في ذات المكان، إلى تلفيات جراء الحريق.

وأشارت إلى أن أهل القرية يعرفون أنها تضطر في بعض الأوقات لإيصال والدها المسن وأمها إلى المركز الصحي المجاور، من أجل الحصول على العلاج اللازم، حيث لديها أخ واحد يدرس خارج السعودية، وهي متزوجة ولديها طفلتان في المنزل تقوم والدتها برعايتهما في غيابها، وأن زوجها موافق على قيادتها للسيارة، وعلاقاتي مع الجيران طيبة.

وعن ليلة الحريق أوضحت أنها عادت من العمل كعادتها في تمام الواحدة والنصف ليلاً، وكان هناك شباب متجمعون بجوار السيارة، أمام المنزل وهم نفس الشباب الذين كانوا يضايقونها، ولكنها لم تتوقع أن يقوموا بحرق سيارتها، لأنهم يرفضون قيادة المرأة للسيارة.

وتابعت: “إن والدي هو من قام بإبلاغي بالحريق بعد طرق أحد أبناء الحارة باب منزلنا، ليخبرنا باشتعال السيارة، بعد أن تلفت السيارة وتفحمت تماماً، ولم يتم إيقاظنا إلا بعد تفحم السيارة، فقام والدي بالاتصال بالدفاع المدني والدوريات الأمنية التي وصلت إلى مكان الجريمة في وقت قصير، وعملت على إخماد النار ورفع البصمات من السيارة، وعمد الجناة على إطفاء كهرباء الشارع للتخفي في الظلام”.

وقالت: “لقد تبرع لي رجل الأعمال السعودي ونائب رئيس المجلس البلدي في مكة المكرمة فهد الروقي وهي تنتظر انتهاء إجراءات التسليم، مبينة أن نوع السيارة نيسان سوني 2011، وتم منحي سيارة من نفس النوع حديثة كتعويض لي، وأنا أقدم شكري لكل من وقف معي في هذه الأزمة ولمن تبرع لي بالسيارة البديلة”.

وكان قد انتشر مقطع فيديو حادثة اشتعال سيارة متوقفة خلال ساعات الليل، بينما تعلق امرأة على الفيديو بتعريف نفسها أنها صاحبة السيارة، وتدعى سلمى الشريف، ومن سكان قرية الصمد في محافظة الجموم غرب #مكة_المكرمة، وبدا صوت الشريف في الفيديو أقرب للبكاء، وهي تناشد الجهات الأمنية المختصة بملاحقة المسؤولين عن حرق سيارتها.

إلى ذلك، أعلنت إمارة منطقة مكة المكرمة في بيان أصدرته عن القبض على مرتكبيْ حادثة حرق سيارة سلمى في قرية الصمد بالجموم، احتجاجًا منهما على قيادتها.

وبينت الإمارة أن من قام بهذه الحادثة هما شابان من المحافظة، إذ قام أحدهما بشراء البنزين، مستعينًا بآخر للقيام بعملية الحرق، كما أصدرت شرطة المنطقة بيانا بإلقاء القبض على الأشخاص المتسببين في حرق مركبة سلمى، وأشار البيان إلى أن فرق التحقيق باشرت وتابعت حادثة حرق المركبة بمحافظة الجموم، وتم التوصل للمتورطين في الحادثة.

المصدر
العربية
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى