لماذا فشلت 4 منتخبات عربية في مونديال روسيا 2018؟
بعد الخروج المبكر للفرق العربية الأربعة مصر، والسعودية، والمغرب، وتونس، من الدور الأول لفعاليات كأس العالم 2018 بروسيا، وتحقيق فريقي نيجيريا والسنغال الإفريقيين نتائج جيدة قد تقودهما للدور الثاني؛ يثار التساؤل حول أسباب فشل المنتخبات العربية وخروجها بعد هزائم قاسية ونجاح الفرق الإفريقية.
وخسرت مصر مبارياتها الثلاث بالمجموعة الأولى أمام أوروجواي وروسيا والسعودية على الترتيب 1-0، و3-1،و2-1، لتخذل المصريين وتصبح أول الفرق خارج المسابقة.
فيما خسرت السعودية من روسيا 5-0، ومن أوروجواي 1-0، وفازت بالمباراة الثالثة على مصر، وتخرج هي الأخرى من الدور الأول.
أما المغرب، صاحب كتيبة المحترفين فقد واجه حظا عاثرا وخسر من إيران 1-0، ومن البرتغال بنفس النتيجة، فيما تعادل مع إسبانيا بهدفين لكل فريق، ليودع البطولة باكرا.
وخسرت تونس من إنجلترا بهدفين مقابل هدف، ومن بلجيكا بخمسة أهداف مقابل هدفين، فيما تبقى لها لقاء مع بنما الخميس، لن يمنحها الفوز به حق التأهل للدور التالي.
وعلى الجانب الآخر، بدا النجاح الإفريقي واضحا مقابل الفشل العربي، حيث فازت السنغال على بولندا بهدفين مقابل هدف، وتعادلت مع اليابان بهدفين لكل فريق، وتلعب الخميس، آخر مبارياتها بالمجموعة أمام كولومبيا، وسط آمال بصعودها للدور الثاني.
وحقق المنتخب النيجيرى فوزه الأول على أيسلندا بنتيجة 2 – 0، وخسر أمام كرواتيا 2-0، ويلتقي الأرجنتين الجريحة مساء الثلاثاء، وبجعبته 3 نقاط وسط آمال بالصعود للدور الثاني.
ثقافة الاحتراف والواقع السياسي
ويرى الناقد والمحلل الرياضي أحمد سعد، أن هناك فرقا بين اللاعب الإفريقي والعربي؛ فذو البشرة السمراء ثقافته في الاحتراف أعلى وطموحه أكبر، مشيرا لنجاحهم بالدوريات الأوروبية المختلفة وتواجدهم الكبير على عكس اللاعبين العرب الذين لا يمثلون أكثر من 1 بالمئة من المحترفين بالدوريات العالمية الكبرى.
سعد، أضاف لـ”عربي21″، أنه “لا نستطيع القول بأن هناك تفوقا للاعب الإفريقي على العربي بشكل مطلق، خاصة أن الفرق الإفريقية لم تسبق العربية كثيرا ولم تحقق إنجازات كبيرة بكأس العالم”.
وأضاف أن “أكبر ما حققته تلك المنتخبات كان بمونديال إيطاليا 1990، عندما وصلت الكاميرون لدور الثمانية، ثم بمونديال 2002 بكوريا واليابان، بوصول السنغال لنفس الدور، أما أكبر إنجاز عربي فكان وصول المغرب للدور 16، عام 1986 بالمكسيك، والسعودية عام 1994 بأمريكا، والجزائر بمونديال البرازيل 2014”.
وقال سعد: “وبالتالي فإن الإنجازات الإفريقية عالميا محدودة مثل الإنجازات العربية، وليس هناك تفوقا واضحا إلا في حالة الاستقرار والإعداد الجيد للمنتخبات الإفريقية”، مشيرا لعجز الدول العربية عن إعداد منتخباتها بشكل جيد وتفهمها لقيمة الحدث العالمي، مؤكدا أنها إحدى أسباب ظهورها بهذا السوء.
وأكد أن المنتخبات العربية تعاني من التدخل السياسي الفج بشؤونها، وخاصة مصر، مضيفا أنه “ليس بخاف على أحد التدخلات السياسية بشؤون الكرة المصرية ومنها منع الجمهور من حضور المباريات التي تعد أحد أسباب تراجع مستوى الكرة”.
ويرى المحلل المصري، أن تلك النتائج العربية تنعكس على واقع شعوبها السياسي، وقال إنه “لا خلاف على نية الأنظمة العربية لاستغلال انتصار المنتخبات العربية لتحقيق مكاسب سياسية، ولكن هذا الأداء السيئ سينعكس سلبا على الأنظمة ويلفت نظر الشعوب للسلبيات والعيوب والمشكلات التي ظهرت لمنتخباتها خلال البطولة”.
الفساد الإداري
من جانبها ترى الصحفية المتخصصة في الشأن الرياضي، أسماء عمر، أن “المنتخبات العربية المشاركة بالمونديال تعاني من مشاكل كثيرة، وكل منتخب وفقا لظروفه”، موضحة أن “مصر مثلا لديها أزمة تنظيم وإدارة من البداية بقرار الإبقاء على المدير الفني للمنتخب هيكتور كوبر بكاس العالم، مرورا بباقي الأخطاء في تنظيم معسكر المنتخب”.
عمر، أضافت، أن “فريقا مثل تونس أيضا يعاني فنيا من أزمات دفاعية حادة، بينما المغرب هو المنتخب العربي الوحيد الذي تعرض للظلم سواء بالقرعة ووقوعه بمجموعة قوية أو في نتائجه بعدما خُطف بهدف قاتل أمام إيران وظُلم أمام البرتغال”، مشيرة إلى أن “ما دعم موقف المغرب هو صغر سن لاعبيه والتعامل باحترافية أكثر من غيره من المنتخبات”.
وقالت: “لكن المنتخب السعودي الممثل الأسيوي للعرب كان منطقيا خروجه، وفي النهاية الكرة الأفريقية تبقى أقوى من الأسيوية”، مؤكدة أن “تفوق المنتخبات الأفريقية نتج عن تعاملهم باحتراف ولديهم قاعدة كبيرة من اللاعبين بالدوريات الكبرى كما أنهم أجادوا التنظيم حتى باختيار الزي الرسمي وخاصة النيجيري الذي حاز على أفضل أزياء المنتخبات”.
وأضافت: “للأسف لدينا قاعدة ملعونة تسمى التمثيل المشرف والتصفيق للخاسر وهذا ما قلل طموح المنتخبات العربية التي تكتفي بأداء مباراة بشكل جيد”، مؤكدة أن أداء الفرق العربية الأربعة عكس واقع الشعوب العربية المزري، قائلة: “بالتأكيد الرياضة تعبر عن الوضع السيئ لمعاناة الدول”.
وأوضحت: “ومصر بالتحديد؛ لولا الفساد الإداري باتحاد كرة القدم ما كنا وصلنا للخروج المهين بهذا الشكل، أزمات متتالية لم يتعامل معها بالشكل المطلوب وكان المنتخب الوحيد الذي عاش كل يوم في أزمة منذ انطلاق معسكره”.
الإعداد وعدد المحترفين
ويرى الصحفي والمحلل الرياضي إدريس رمضان، أن السبب في خروج الفرق العربية يعود إلى عدم الإعداد الجيد قبل منافسات كأس العالم، مضيفا أن السبب الثاني يرجع إلى قلة عدد المحترفين من العرب في الدوريات العالمية الكبرى.
إدريس، دلل في حديثه لـ”عربي21″، على صحة رأيه بتألق المنتخبات الأفريقية غير العربية في المونديال مشيرا إلى أنها صاحبة أكبر عدد من اللاعبين في تلك الدوريات وقدم لاعبوها أداء أكثر من ممتاز حتى الآن.