المغرب العربي

منع الاعتكاف بالمساجد يثير الجدل في المغرب

منعت السلطات الأمنية المغربية الاعتكاف في عدد من المساجد، خلال الليالي العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، وهو ما اعتبره إسلاميون من جماعة “العدل والإحسان” انتهاكاً لحقهم في العبادة، بينما اعتبرت السلطات أن هؤلاء الراغبين في الاعتكاف لم يحترموا الشروط المطلوبة.

وأفاد مواطنون بأن السلطات الأمنية تدخلت لمنع اعتكاف عدد من المصلين في بعض المساجد بمدن شرق البلاد، منها وجدة وبركان وزايو، باعتبار أنهم لم يحصلوا على إذن وترخيص مسبق من مندوبيات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية قبل الشروع في الاعتكاف.

وأشارت جماعة “العدل والإحسان” إلى أنه تم منع الاعتكاف في 12 مسجداً في 6 مدن شرق المملكة، واصفة هذا المنع كونه “خطوة خطيرة تمس الأمن الروحي للمغاربة، من خلال الإصرار على منع الاعتكاف وإغلاق المساجد في ليالي رمضان”.

بدورها، أعلنت الوزارة الوصية بأن الاعتكاف يتطلب تقديم طلب خطي مسبقاً من طرف مجموعة من المصلين، وتقديم بطاقات تعريفهم الوطنية وتحديد المساجد التي يرغبون بالاعتكاف فيها.

وفي السياق، أوضح مصدر مسؤول من وزارة الأوقاف لـ”العربي الجديد”، أن “الاعتكاف داخل المساجد ليس ممنوعاً كما يروج البعض لذلك، بل يخضع إلى شروط معينة يتعين تحقيقها حتى يتم تقبل السلطات المعنية بهذه السنّة النبويّة”، مبرزاً أن “الاعتكاف يستوجب تدابير تنظيمية فقط، وليس هناك تعمّد للمنع”.

وفي حين أعرب مواطنون عن رفضهم لأسلوب المنع كونه يمس بعبادة دينية، رأى آخرون أنه من حق السلطات الأمنية أن تعرف هوية طالبي الاعتكاف حتى يتم ضبط فضاء المسجد، ولا يتحول إلى مآرب أخرى غير العبادة.

واعتبر الخبير في الشأن الديني بالمغرب، إدريس الكنبوري، أن قضية منع الاعتكاف في المساجد تتكرر في كل عام بمناسبة شهر رمضان، حيث تحاول جماعة العدل والإحسان الاعتكاف داخل المساجد وتحويل الأمر إلى حدث سياسي والتذكير بالحظر المفروض عليها.

وأوضح الكنبوري لـ”العربي الجديد” أن “السلطة في المغرب تعتبر ذلك عملاً سياسياً لا تعبدياً، لأن فصيلاً معيناً هو من يتخذ المبادرة، لا المواطنون العاديون، إذ نلاحظ أن المساجد في رمضان تكون غاصة بالمصلين الذين يقرأون القرآن جماعة لكن ذلك لا يثير حفيظة السلطة”.

كما لفت إلى أن هذا النوع من الاعتكاف يتم توظيفه سياسياً، وتعتبره نوعاً من الاحتلال غير المشروع للمساجد التي هي محايدة في عرف القانون وتابعة للدولة من ناحية التأطير الديني.

وأضاف أن “هناك حساسية كبيرة تجاه المساجد في المغرب، بسبب التخوف من تحويلها إلى منابر ضد السلطة، لذلك تسارع هذه الأخيرة إلى منع أي فصيل سياسي معين من احتكارها لفترات محدودة، حتى وإن كان ذلك بدعوى العبادة أو الاعتكاف في رمضان”.

المصدر
العربي الجديد
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى