موضة

أزياء إسلامية لكن بتصاميم عالمية..

عروض أزياء متواصلة من نيويورك إلى لندن ثم ميلانو وباريس وأخيراً دبي، تحت عنوان “Pret-A-Cover Buyers Lane”، لتقديم آخر تصميمات “الموضة الإسلامية”، هذا السوق الذي تبلغ  قيمته نحو تريليون دولار وراءه سيدة!

رئيسة مجلس الأزياء والتصميم الإسلامي عليا خان، والذي ينظم أسبوع “Pret-A-Cover Buyers Lane” بدبي ، تعتبر أن الهدف من هذه الفعالية أعمق بكثير من مجرد تصميم ملابس وتنسيقها واختيار الأناقة عنواناً للمرأة.

وتضيف لـ “عربي بوست” أن تيار الموضة الإسلامية، الذي يعرف تقدماً كبيراً في السنوات الأخيرة، يعكس ثقافات وخلفيات سياسية اجتماعية تمثل هوية المرأة المسلمة في شتى أنحاء العالم، وليس فقط العربية.

ومن آخر المهتمين به على سبيل المثال الممثلة الأميركية ليندساي لوهان، التي حضرت فعاليات “أسبوع لندن للموضة المحتشمة” في فبراير الماضي لافتة الأنظار إلى هذا القطاع.

بينما تعتبر المصممة أنيسة حاسبوان أول مصممة تستعرض مجموعة أزياء إسلامية على منصة عالمية في أسبوع الموضة بنيويورك.

أنيقة وذكية

تعبير الموضة الإسلامية من خلال تحليل ما يقدمه المصممون المشاركون في هذه العروض، يعني الأزياء التي تغطي جميع أرجاء الجسم دون إظهار تضاريسه، وكذلك تغطية الشعر. أي بما يتناسب والمعايير الإسلامية، ولكن بموديلات وألوان وقصات تواكب صيحات الموضة، وتحرر صاحبتها من التقيد بزي دوناً عن آخر على حد تعبير خان.

وهو توجه تبنته تصاميم بعض كبرى دور الأزياء في السنوات الماضية بعدما لوحظ نموه وارتفاع الطلب عليه، فبدأت تقدم خلال عروضها عدداً محدوداً من التصاميم، تضم غطاء للشعر أو ملابس تغطي الجسد كله بطريقة أو بأخرى.

 

ولكن بعض المصممين، ومن أبرزهم عليا خان، قرروا عدم الاكتفاء بهذا الجزء المحدود من الاهتمام، وبالتالي تلبية حاجات المرأة المسلمة الباحثة عن الزي الإسلامي الذي يجمع بين الاحتشام وضرورة تغطية الشعر في قالب أنيق وعصري يواكب آخر صيحات الموضة، فيمشي بالتوازي مع التوجهات الحديثة لا منفصلاً عنها.

خان وصفت في حديثها لـ”عربي بوست” المرأة الخليجية، والسعودية تحديداً، بأنها في منتهى الأناقة والستايل والذكاء عند اختيار المصممين، وتعتقد أنه لا يتم تقديرها بالشكل الكافي لأن “الناس لا يدركون فعلياً ذوقها الراقي والمثالي”.

تضيف أن دراسة عادات المرأة الخليجية الاستهلاكية وسلوكها في التسوق، تكشف أنها شديدة المتابعة لجديد التصميم والموضة، وهو أمر أساسي في شخصيتها، وهو ما تظن خان أن العالم سيكتشفه ويقرّه بشكل أكبر مع ازدهار قطاع الموضة في المنطقة.

وحتى أنها اعتبرت أن خطط الانفتاح السعودية القائمة، ستعمل على انطلاق فعاليات أكثر للموضة وإبراز المواهب المحلية، كما تعتبر خان أن تحقيق النجاح في هذا القطاع الهام من حياة المرأة يساعد في بناء قدوات تمتلكن كاريزما من خلال طريقة تقديم أنفسهن “التقديم جانب هام من الشخصية لإظهار صورة أوضح للذات الحقيقة”.

 

فعليا خان التي ولدت في باكستان، وترعرعت في كندا وأميركا، انطلقت مسيرتها المهنية منذ أوائل عام 2000، عندما أسست شركة تسويق في لوس أنجلس وانتهت في الخليج.

ففي عام 2011 بدأت دراساتها الإسلامية في معهد القاصد بالأردن، ثم انتقلت إلى الإمارات سنة 2015 لتطلق خطوط أزياء ومعارض في الخليج العربي.

عارضات أزياء خليجيات؟

وجودها في قطاع الموضة ينبع على حد تعبيرها من إيمانها بأنها لغة رقيقة تنطق بالكثير، فالتواجد في هذا الفضاء ينبع من حاجة السوق العربية لشخص يتحدث هذه اللغة ويستكمل جهود نقل رسالتها، وهذا ما تستطيع الموضة أن توصله ويثير بصفة دائمة اهتمام مصممة الأزياء.

تقول ” فالأمر لا يتمحور فقط حول طريقة ظهور الإنسان أو كيف يرتدي الملابس أو ينسقها (وهو أمر رائع طبعاً) ولكن هناك معنى أكثر عمقاً يهمها إبرازه، وهو ما تبحث عنه في عملها ودراساتها”.

مجال اهتمام المجلس، الذي تشرف عليه عليا خان، يتمحور حول الموضة والفن والتصميم وليس عرض الأزياء، وبالتالي فإنه لن يقدم عارضات أزياء من المنطقة، ينافس عارضات الأزياء العالميات، ولكنه بالمقابل سيساهم في انتشار أسماء مصممين من أبناء المنطقة عالمياً بفضل دعم المواهب الشابة لتصل إلى مستوى الدور الكبرى مثل غوتشي وأرماني وغيرها.

وعلى صعيد موازٍ، أكدت خان أن التعامل مع بعض مشاهير المنطقة وزوجات القادة ومساعدتهن في التعاون مع كبار المصممين محلياً وعالمياً، ساعدها على فهم الذوق العام للمنطقة وتلبية حاجياتهن.

إنجازات وأسماء

أسبوع “Pret-A-Cover Buyers Lane” الذي يعقد من 28 مارس/آذار إلى 2 أبريل/نيسان، يشارك فيه أكثر من 30 مصمماً على رأسهم خان، وبرعاية مركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي DIEDC.

 

ولا يتمحور عمل المجلس حول المصممين، الذين يصعب الوصول إليهم أحياناً، بل ينضم إلى جهوده مؤثرات في عالم الموضة الإسلامية(Influencers) وأسماء لمعت في سماء مواقع التواصل الاجتماعي (فاشنيستا)، نجحت في استقطاب اهتمام مئات الآلاف من المهتمات والمهتمين، منهم رانيا قرشي وصفية تسنيم وسمان منير وسهاد فؤاد وغيرهن الكثير.

محجبة لكن على الموضة

مجلس الأزياء والتصميم الإسلامي مهمته هي بناء منصة لقطاع الموضة والأزياء المحتشمة، بما في ذلك الفنون والتكنولوجيا والهندسة المعمارية وكل ما يصب تحت عنوان الإبداع، وهو ما أكدته خان في تصريحاتها التي حملت آمالاً كبيرة.

 

المجلس عبر موقعه الإلكتروني يعتبر أنه الهيئة الوحيدة التي ترعى وتدعم قطاعاً قيمة الاستثمار فيه تقدر بتريليون دولار، مع وعود بدعم نمو هذا القطاع من خلال مبادرات عالمية ومكاتب تنتشر في 10 دول؛ من إندونيسيا إلى ماليزيا وباكستان، مروراً بالخليج وتركيا وإفريقيا وإيطاليا، غرباً إلى كندا وأميركا.

كما يصب في إطار خطة دبي الطامحة لتصبح منصة عالمية للتصاميم والأزياء الإسلامية ضمن استراتيجية موضة 2020، بالتعاون والتنسيق مع أسبوع الموضة في دبي وإطلاق أنشطة من شأنها تعزيز قطاع الأزياء الإسلامية.

المصدر
عربي بوست
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى