العرب تريند

«رمضان» بـ«نكهة سياسية» جديدة في الأردن بعد رفع عدد ركع التراويح إلى 20

يتواصل الجدل في الأردن وبسخرية مرة للأسبوع الثاني على التوالي، حول القرار الغريب لوزارة الأوقاف والقاضي بـ«رفع» عدد ركعات صلاة التراويح خلال شهر رمضان المبارك المقبل وبصورة غير مسبوقة.
وزير الأوقاف الدكتور عبد الناصر أبو البصل كان قد أثار عاصفة من الجدل عندما قرر أن تصبح ركع صلاة التراويح 20 ركعة بدلاً من ثمانٍ، كما كانت في الماضي. حصل ذلك قبل مشاركة دائرة الافتاء رسمياً وإصدارها فتوى تدعم قرار وإجراء الوزير أبو البصل.
الجزئية المتعلقة بكلمة «رفع» هي التي أثارت ضجة واسعة النطاق بين الأردنيين بسبب حساسيتها، حيث كانت الحكومة الحالية قد رفعت أسعار كل شيء في البلاد من الخدمات والمنتجات.
القصة بدأت مع تعميم غير مبرر للوزير أبو البصل أرسله لأئمة المساجد وجهاز الوعظ الوقفي. وتضمن التعميم مطالبة مساجد المملكة برمتها بالالتزام بصلاة 20 ركعة خلال شهر رمضان المقبل.
الوزير في تعميمه لم يشرح السبب، بل تحدث عن ضرورة التأكيد على أن هذه العبادة الجليلة ينبغي لها التبكير إلى المساجد وعدم تضييع صلاة العشاء في الجماعة الأولى.
ووصف الوزير أبو البصل الخطوة بأنها تأتي عملاً بإحياء سنة الخلفاء الراشدين في العبادات وتفعيلاً لدور أداء سنة التراويح في المساجد وسنة قيام الليل، داعياً الأئمة إلى التخفيف على المصلين خلال الشهر الفضيل في القراءة في صلاة التراويح.
وبدت المعادلة التي يقترحها أبو البصل غريبة حين زاد عدد الركع وطالب بالتخفيف من قراءة سور القرآن الكريم. وسرعان ما واجه القرار اعتراضات بالجملة وتساؤلات مفتوحة وتعليقات ذات دلالات سياسية وساخرة، خصوصا عبر وسائط التواصل الاجتماعي.
وسأل نشطاء أردنيون على فيسبوك عما إذا كان السبب وراء زيادة عدد ركعات صلاة التراويح هو «غياب» النسخة الموسمية من مسلسل «باب الحارة» الشهير.
ووجهت نصيحة للوزير أبو البصل تقترح استبدال كلمة «رفع» بكلمة»زيادة» بسبب رفع الحكومة للتو أسعار المحروقات والخبز والكهرباء. واقترح معلقون على وزير الاوقاف الجديد أصلا أن يحاول تقديم أي خدمة من أي نوع للحكومة بسبب عدم وجود دور لوزارته في الشان الاقتصادي وذلك عبر «إشغال « الأردنيين بالصلاة لعدد ركعات أكبر.
وعلمت «القدس العربي» أن مكتب الوزير أبوالبصل تلقى عشرات المذكرات والاجتهادات الفقهية التي تعترض على قراره الإجرائي، خصوصا في الجزء المتعلق بإلغاء الدروس الوعظية في المساجد أيضا بعد صلاة التراويح او غيرها، واقتراح التخفيف من تلاوة القرآن.
لكن الإجراء لم يتغير بعد وإن كان أبو البصل قد سارع للتصريح بأن الخطوة ستدرس وتخضع للتقييم والتمحيص مع مدراء الأوقاف في اجتماعات مقبلة، علما أن القرارات تتخذ بالعادة بعد الاجتماعات وليس قبلها.
ولاحقاً مساء أمس الأحد دخلت دائرة الإفتاء في المملكة على الخط ودعمت إجراء الوزير ابو البصل، وقالت في بيان لها إن صلاة التراويح سنة، واتفقت مذاهب أهل السنة على أنها عشرون ركعة، بل ذهب المالكية إلى أنها ست وثلاثون ركعة، وبناء على ذلك من صلى ثماني ركعات فقد أدى بعض هذه السنة، وله الثواب على ما صلى.
وأضافت الدائرة في فتوى نشرتها الأحد «من المعلوم أن صلاة التراويح هي صلاة قيام الليل في رمضان، والتي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)، وقد نقل أئمة المذاهب السنية كيفيتها عن السلف الصالح إلى عهد الصحابة الكرام رضي الله عنهم».
وتابعت الدائرة: «هذا ما عليه العمل في الحرمين الشريفين والمدن الإسلامية العريقة، فمن استطاع أن يأتي بها كاملة فقد أتى بالسنة كاملة، ومن لم يستطع فقد أتى ببعضها، وله أجر ما صلى، لكن ليس له أن يمنع ولا أن ينهى غيره عن إتمامها؛ لأن النهي إنما يكون عن فعل المنكر، والصلاة خير أعمال المؤمنين».

المصدر
القدس العربي
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى