إسرائيل تقرع طبول الحرب.. وإيران تستعد في سوريا
يبدو أن إسرائيل بدأت بقرع طبول الحرب، لا سيما بعد تصريحات رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو الاثنين، والذي تحدث عن موقع سري نقلت إليه طهران برنامجها للأسلحة النووية، عارضاً صورةً التقطتها الأقمار الصناعية لمواقع جنوب العاصمة الإيرانية طهران.
وقد جاءت تصريحات نتنياهو على وقع مخاوف من مواجهة عسكرية إسرائيلية إيرانية في سوريا، وبعد ساعات من القصف الصاروخي الذي تعرضت له معسكرات لقوات النظام وإيران في مناطق عدة من سوريا، وأسفر عن سقوط عشرات القتلى معظمهم إيرانيون، بحسب ما كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، علماً أن إيران نفت مقتل عسكريين إيرانيين.
في المقابل، نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، الاثنين عن مصادر مطلعة، قولها إن ما يقارب 200 صاروخ دمر في الهجوم الذي ضرب ريف حماه”، وإن 16 شخصاً قتلوا بينهم 11 إيرانياً.
إلى ذلك، رجحت تلك المصادر أن ترد إيران على تلك الضربات، قائلة إنه “من المتوقّع أن تقوم إيران بالردّ على إسرائيل، بعد الانتخابات النيابية 2018 في لبنان، والمقرّر إجراؤها في 6 مايو.
قرار الحرب بين رئيس الوزراء ووزير الدفاع
وتأتي كل تلك المعطيات، في وقت أقرّ الكنيست الإسرائيلي الاثنين قانونا يسمح لرئيس الوزراء ووزير الدفاع أن يتخذا سوياً قرار شنّ عملية عسكرية أو حتى خوض الحرب، من دون أن يحتاجا الى موافقة بقية الوزراء على مثل هكذا قرار، في خطوة تأتي وسط تزايد التوترات بين إسرائيل وعدد من جيرانها.
والقانون الذي أقرّ بأغلبية 62 صوتا مقابل 41 ينصّ على أن قرار شن عملية عسكرية أو خوض الحرب يقع على عاتق الحكومة الأمنية المصغّرة وليس الحكومة جمعاء.
ولكن القانون يتضمن فقرة تنصّ على أنه في “حالات قصوى” يمكن لرئيس الوزراء ووزير الدفاع أن يختزلا الحكومة الأمنية المصغرة بشخصيهما في ما خص قرار شن عملية عسكرية أو خوض الحرب وبالتالي يمكنهما أن يتخذا معا مثل هذا القرار من دون الحاجة الى موافقة أي شخص ثالث.
ومشروع القانون الذي تقدمت به وزيرة العدل آيليت شاكيد يمثل تعديلا لقانون أساسي كان ينص على أن قرار شن عملية عسكرية أو خوض حرب لا بد وأن يصدر عن مجلس الوزراء بحضور غالبية أعضائه.
يذكر أن حكومة نتنياهو تضم حاليا 22 وزيرا بينهم 11 يشكّلون الحكومة الأمنية المصغّرة.
وعلّلت وزيرة العدل التعديل الذي اقترحته أمام الكنيست بأنه “في الظرف الأمني الراهن يجب جعل عمل مجلس الوزراء والحكومة الأمنية المصغرة أكثر فعالية”.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي افيغدور ليبرمان هدد الخميس بضرب أي محاولة إيرانية “لتموضع عسكري” في سوريا، وذلك بعد هجوم في التاسع من نيسان/إبريل في هذا البلد نسبته دمشق إلى إسرائيل.
وبدأت حدة التوتر ترتفع بين إيران وإسرائيل، في فبراير الماضي عندما أعلنت إسرائيل أن طائرة مسيرة إيرانية اخترقت مجالها الجوي ما أدى إلى أول مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران على الأراضي السورية.
وفي التاسع من نيسان/إبريل اتهمت دمشق الطيران الإسرائيلي بالإغارة على قاعدة التيفور الجوية وسط سوريا، ما أدى الى مقتل 14 عنصرا من القوات الموالية للنظام بينهم إيرانيون.
وليل الأحد الاثنين قتل 26 مسلحاً موالياً للنظام السوري غالبيتهم من المقاتلين الإيرانيين، جراء ضربات صاروخية استهدفت قواعد عسكرية تابعة لقوات النظام في ريفي حماة وحلب ورجح المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تكون إسرائيل مسؤولة عن إطلاقها.