قطر

فيلم “واجب” يفتتح عروض “الآباء بعيون السينما” في الدوحة

افتتحت مؤسسة الدوحة للأفلام سلسلة عروض “الآباء بعيون السينما”، بعرض الفيلم الروائي الفلسطيني “واجب” للمخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر، وتشمل العروض تشكيلة من الأفلام المختارة من جميع أنحاء العالم، تحتفي بروح الأبوة من خلال عدسة السينما التي ترصد حكايات وقصصاً لا تُنسى.

وحضر العرض الذي شهده مسرح متحف الفن الإسلامي مساء الخميس، جمهور واسع من رواد السينما ومثقفين وإعلاميين وأكاديميين. ويسرد “واجب” قصةً تدور أحداثها في إطارٍ لا يخلو من الفكاهة على مدار يومٍ واحد، محورها رجلان يطوفان المنازل في رحلةٍ ترسم معالم علاقة جديدةٍ، وتُعيد إلى السطح أثقال الماضي.

ويروي “واجب” قصة “شادي” الذي يؤدي دوره الفنان صالح البكري، الشاب الابن المُغترب الذي يعيش في إيطاليا، ويعود إلى مدينته في الناصرة بطلبٍ من أبيه (الفنان محمد البكري) لكي يساعده في توصيل دعوات زفاف أخته الصغرى، على الرغم من أنّه رحل عن هذا المكان بإرادته منذ مدة طويلة ولا يكنّ لهذه البلدة شوقاً كبيراً.

إلا أن هذا لا يمنع أبا شادي من أن يحاول أن يجد سبيلاً إلى قلب ابنه وهما يجوبان بلدة الناصرة معاً في السيارة، وتدور بينهما حوارات وتباين بالمواقف من زاوية رؤية الفلسطيني المغترب بعيداً عن وطنه من جهة ورؤية الفلسطيني الذي يتمسك بأرضه ووطنه رافضاً الرحيل من جهة أخرى.

ورداً على سؤال عن المقصود بعنوان الفيلم “واجب”، تقول المخرجة وكاتبة سيناريو الفيلم، ماري جاسر، لـ”العربي الجديد”: “واجب يتكرر في الفيلم أكثر من مرة، توزيع دعوات الفرح ومشاركة شادي لأبيه في توزيعها، واجب، حتى شادي يعود من إيطاليا وهو ضد الأشياء التقليدية، ويؤدي واجبه كابن لأبي شادي، وعندما يلجأ أبو شادي إلى الكذب الأبيض لدى زيارته لبعض العائلات التي يقدم لها بطاقة دعوة الفرح أيضاً، فواجب، وأنا شعرت أن الواجب مثل الرقص بين الناس”.

وحول الصعوبات التي واجهتها خلال تصوير العمل في الناصرة، توضح المخرجة: “صورت في معظم الأراضي الفلسطينية خلال أعمالي السينمائية، غير أن الناصرة كانت شيئاً خاصاً، وكان التصوير أسهل من القدس وبقية الأماكن التي صورت فيها، كنا نصور ونحن طاقم فلسطيني، ولم تكن هناك مشاكل بشكل عام، وعندما أراد أبو شادي إيصال بطاقة دعوة الفرح إلى روني في المستوطنة، طردنا البوليس مرتين مجرد أن سمعنا نتحدث بالعربية”.

وكشفت آن ماري جاسر أن الفيلم مستوحى من قصة واقعية، مشيرة إلى أن أحداث الفيلم جرت معها شخصياً، وفي القصة الحقيقية كانت جالسة بالمقعد الخلفي في السيارة وشاهدت عن كثب ما حدث، ثم قررت إخراج فيلم يروي هذه الحالة الفلسطينية، تحديداً في الناصرة.

ويرى بطل الفيلم الفنان الفلسطيني محمد بكري، في تصريح لـ”العربي الجديد”، أن مدينة الناصرة الفلسطينية التي تدور أحداث الفيلم داخلها، هي بطلة من أبطال “واجب”، فللناصرة خصوصيتها، إذ تحتضن رموزاً مثل كنيسة السيدة مريم وكنيسة البشارة وعين العذرا، كما أن أحداث الفيلم تدور ضمن أجواء عيد الميلاد.

بدوره، قال الرئيس التنفيذي لشركة ميتافورا للإنتاج الفني أنس أزرق، خلال الجلسة النقاشية التي أعقبت العرض، إن فيلم “واجب” من المساهمات الإنتاجية لـ”ميتافورا” ضمن خطة الشركة لدعم السينما الروائية الفلسطينية، ببعدها الإنساني، مؤكداً على استمرار الشركة بدعم إنتاج عدد من الأفلام كل عام.

وأوضح أن “ميتافورا” التي تتبع للشركة الأم “فضاءات ميديا”، هي شركة عربية خاصة تسعى إلى إنتاج أعمال تلفزيونية وسينمائية، روائية ووثائقية، وتطمح إلى المشاركة في التعبير عن طموح المبدعين العرب، سواء على الصعيد الفني أو على صعيد تجسيد قيم الحرية والجمال، بما يعكس تطلعات الروح العربية إلى عالم جديد خالٍ من التطرف والتعصب.

يذكر أن فيلم “واجب” حصد العديد من الجوائز الدولية، منها جائزة أفضل فيلم في مار ديل بلاتا (الأرجنتين)، بالإضافة إلى تسع جوائز دولية أخرى، وكان فيلم واجب سبب دخول فلسطين الأوسكار لعام 2018، وكان الفيلم العربي الوحيد بين الأفلام المتنافسة على جائزة مسابقة مهرجان لندن السينمائي في دورته 61.

وشارك في التمثيل إلى جانب محمد وصالح بكري، ماريا زريق ورنا علم الدين وغيرهما، كما حصل الفنان محمد بكري على جائزة أفضل ممثل في المهرجان مناصفة مع ابنه صالح.

وضمن عروض “الآباء في عيون السينما”، عرض، أمس الجمعة، فيلم “الرحلة الكبرى” (فرنسا، المغرب، بلغاريا، تركيا / 2004) للمخرج إسماعيل فروخي، الفائز بجائزة أسد المستقبل في النسخة الحادية والستين من مهرجان البندقية عام 2004، وهي جائزةٌ تُمنح للمخرجين الذين يشاركون بأول أعمالهم الإخراجية.

أما فيلم “السيد فوكس الرائع” (الولايات المتحدة/ 2009) للمخرج ويس أندرسن، فيعرض يوم السبت المقبل الساعة الرابعة عصراً، وهو مستوحى من قصة شهيرة للروائي روالد داهل، يليه عند الساعة السابعة من مساء اليوم نفسه السبت، عرض فيلم “الابن سرّ أبيه” (اليابان/ 2013)، من إخراج هيروكازو كوري، والفائز بجائزة الحكام الكبرى في مهرجان كان السينمائي 2013.

ويعرض يوم الأحد المقبل الساعة 7 مساءً فيلم “العودة” للمخرج الروسي أندري زفياجينتسيف، وهو خبير مهرجان قمرة السينمائي، وقد فاز بجائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية السينمائي.

المصدر
العربي الجديد
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى