قطر

سرعة العمل في مشروعات المونديال تدحض التشكيك

أكد مختصون وخبراء أن الحصار الجائر المفروض على الدولة لن يؤثر في مسيرة البناء والتنمية التي خطتها الدولة وفق رؤية 2030 وان التشكيك في قدرة قطاع المقاولات المحلي على استكمال مشروعات مونديال 2022 إنما هو رهان خاسر بكل المقاييس.

وذلك ردا على وسائل إعلام دول الحصار التي دأبت على نشر وبث الأكاذيب التي تشكك في قدرة قطر على تجاوز الحصار واستكمال خططها التنموية بما في ذلك منشآت مونديال 2022 .
” الشرق ” التقت مختصين في قطاع الإنشاءات ومواد البناء والذين أكدوا بدورهم أن المشروعات المرتبطة بالمونديال وغيرها من المشاريع الإعمارية تسير على قدم وساق ، وإن تأثرت بالحصار فإنه تأثر إيجابي دفع كل مؤسسات الدولة والقطاع الخاص إلى قبول التحدي وبذل أقصى جهد لمواصلة مسيرة البناء والتنمية ، رغم إقرارهم بتضرر قطاع المقاولات الوطني بنسب متفاوتة من الحصار ، تم رصدها من قبل لجنة المطالبة بالتعويضات.

قلل من تأثير انسحاب شركات دول الحصار.. نواف بن محمد:
الأزمة أظهرت قدرات شركاتنا الوطنية في كافة التخصصات

قلل سعادة الشيخ نواف بن محمد آل ثاني ( صاحب شركة مقاولات ) من تأثير الحصار على قطاع المقاولات المحلي وعلى مجمل المشاريع الإنشائية للدولة بما فيها المشروعات المتعلقة بمونديال 2022 موضحا أن الدولة استعدت لهذه المشروعات بتأسيس شركة للمواد الأولية وبدورها أمنت مخزونا استراتيجيا من مواد البناء الأساسية ومنذ اليوم الأول للحصار تحركت الدولة لتأمين مصادر توريد بديلة لمواد البناء الأولية وتم الحصول على تعاقدات بأسعار أفضل من السابق فعلى سبيل المثال تم عمل تعاقدات لاستيراد الجابرو من سلطنة عمان والهند .
وأكد الشيخ نواف أن انسحاب شركات المقاولات التابعة لدول الحصار من مشروعات قطرية لم يؤثر أيضا على سير مشروعات الدولة نظرا لوجود بدائل عديدة تم اختيار الأفضل من بينها لإكمال المشاريع في الوقت المحدد موضحا أن قطر لم تبادر باستبعاد شركات دول الحصار وإنما الانسحاب من المشاريع كان خيار الشركات نفسها تماشيا مع مواقف دولهم وهذا شيء راجع لهم .
وحول مدى استعداد قطاع المقاولات المحلي لمواجهة هذا التحدي قال : في السابق كان الناس يشككون في قدرة الشركات الوطنية على إنجاز مشروعات إنشائية كبيرة ولكن ثبت العكس حيث أظهرت شركات المقاولات القطرية بجميع فئاتها الصغيرة والمتوسطة والكبيرة أنها قدر المسؤولية وتستطيع الاضطلاع بدورها في البناء والتعمير وكما قال حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى ” رب ضارة نافعة ” وهذه إحدى محاسن الحصار الذي أظهر قدرات شركاتنا الوطنية ليس في مجال المقاولات فحسب وإنما في كل القطاعات الغذائية والصناعية والخدمية .
ولابد من الإشارة إلى وجود شركات مقاولات قطرية كبرى بحكم خبرتها المكتسبة خلال العشر سنين الأخيرة .
وأشار الشيخ نواف إلى أن تأثير الحصار على قطاع المقاولات اقتصر في بداياته على توفير مخزون استراتيجي من أهم مادتين أساسيتين هما الجابرو والبوتومين وهذه المواد متوافرة بكثرة من مصادر أخرى غير دول الحصار مشيرا في هذا الصدد إلى انه تملك محجرا في سلطنة عمان لاستخراج الجابرو والكثير من شركات المقاولات القطرية تملك محاجر في السلطنة بالإضافة إلى توفر موانئ التصدير وبالنسبة للبوتومين كان يجلب في السابق من ” بامكو ” في البحرين والآن مصادر توريده توسعت وبأسعار تفضيلية .
وقال إن أسعار الشحن بين ميناء الفجيرة الإماراتي وصحار العماني فرق بسيط ولا يذكر كما أن ميناء صحار تغلب على مشكلة القدرة الاستيعابية بعد إجراء عمليات توسعة .

البدائل الجديدة توفر 50% من تكلفة الاستيراد.. د. الكواري:
تدوير المخلفات الإنشائية يؤمن احتياجاتنا من المواد الأساسية

أكد د. محمد بن سيف الكواري مدير مركز الدراسات والبحوث البيئية والبلدية بوزارة البلدية والبيئة قدرة شركات المقاولات الوطنية على تجاوز تحدي إكمال منشآت مونديال 2022 بما فيها مشروعات البنى التحتية والطرق نظرا لتمتع هذه الشركات بالخبرة والقدرة الفنية والمالية الكافية لإنجاز مهامها على أكمل وجه ، وأي حديث عن ارتفاع تكلفة المشروعات بدرجة تفوق إمكانيات الدولة إنما هو مجرد تخرصات لا أساس لها من الصحة .
وأشار د.الكواري إلى أن تأثير الحصار على قطاع المقاولات المحلي انحصر أساسا في المواد الأولية للبناء والتي تم تأمين بدائل لها من سلطنة عمان ودول أخرى ومستقبلا يمكن الاعتماد على الداخل في إنتاج هذه المواد وتقليص تكلفة الإنتاج بنحو 50 % تقريبا مؤكدا أن قطر تتمتع بثروات هائلة من المواد الأولية ، والتي تم إجراء بحوث وفق مرجعية علمية خلال السنوات الثماني الماضية كشفت عن إمكانية تحقيق الاكتفاء الذاتي من المواد الأساسية من خلال تدوير المخلفات الإنشائية الموجودة في مكب نفايات روضة راشد المقدر حجمها بنحو 45 مليون طن، فضلا عن موقعين آخرين احدهما في مسيعيد والآخر في منطقة الخور والذخيرة ويمكن معالجتها ومن ثم تحويلها إلى أحجار ومواد صالحة للبناء تقدر ما بين 25 إلى 30 مليون طن بما يكفي احتياجات قطر من الحصى والأحجار والمواد الصالحة للبناء والطرق وتأمين المواد الأساسية من طابوق وانترلوك .
وأشار د.الكواري إلى إمكانية استغلال أحجار الوديان الملساء في منطقة مكينس ومعالجتها أو تكسيرها لإنتاج أحجار ومواد أولية تقدر بنحو 4.5 مليون طن ، وهي قريبة من قوة أحجار الجابرو وتم عمل أبحاث على رمل النخل الخام أثبتت نجاحا هائلا ، كما يمكن الاستفادة من النفايات الناتجة عن صهر الحديد ( الخبث ) وخلطها مع الأحجار بنسبة 50 % لاستخدامها في الأساسات والطرق والبنى التحتية في المنهولات وخلافه ، والفائض من مخلفات مصنع الحديد يمكن تقديرها بما بين 300 إلى 500 ألف طن وتمت تجربة هذا البديل وأثبت نجاحه أيضا .
وأكد د.الكواري أن هذه البدائل يمكن أن تخفض فاتورة استيراد المواد الأولية من الخارج بنحو 40 % تقريبا ، إلى جانب العائد البيئي المتمثل في خفض نسبة الكربون في الجو مشيرا في هذا الصدد إلى أن تكلفة الطن المعاد تدويره محليا تتراوح بين 40 إلى 45 ريالا، فيما تبلغ كلفة الطن المستورد من 70 إلى 73 ريالا ويتطلب الأمر فقط تأهيل مقاولين وجعلهم ينتجون المواد الأساسية من البدائل المتاحة التي سبقت الإشارة إليها .

اعتبر تضامن القطاع الخاص الخيار الأفضل.. الجولو:
انسحاب شركات خليجية من مشاريعنا لم يترك أي فراغ

قال المهندس أحمد الجولو رئيس جمعية المهندسين القطريين إن انسحاب شركات مقاولات دول الحصار من مشاريع قطرية لم يترك أي فراغ ، لأن الشركات الوطنية بما اكتسبته من خبرات استطاعت أن تضطلع بدورها في إكمال المشاريع وتسليمها في مواعيدها المحددة ، كما دخلت السوق شركات عالمية من ايطاليا وتركيا وغيرها من البلدان ، وهذا يعني أن الحصار أفاد قطاع المقاولات القطري في اخذ زمام المبادرة .
وأضاف الجولو : هناك شركات مقاولات قطرية كبيرة وتتمتع بالخبرات المطلوبة وعددها يتراوح ما بين 15 إلى 20 شركة لا تقل عن الشركات العالمية في شيء ، كما يوجد عدد كبير من الشركات المتوسطة والصغيرة كل يقوم بدوره في الأعمال التي تناسب حجمه وقدرته على انجاز الأعمال المطلوبة ، مشيرا في هذا الصدد إلى وجود تصنيف دقيق وصارم لشركات المقاولات حسب اشتراطات معينة فنية وإدارية ومالية ، نظرا لوجود مشروعات بمليارات الريالات ولا يمكن إسنادها إلا للشركات الكبيرة القادرة على التنفيذ بما تملكه من معدات وعمالة مدربة ، منوها إلى وجود تحالفات أو تضامن بين شركات وطنية على انجاز المشروعات الكبرى ، مثل مشاريع البنى التحتية والطرق وليس بالضرورة أن تكون هناك اندماجات لتحقيق أهداف مشتركة .
وأكد الجولو أن تأثير الحصار على قطاع المقاولات كان في بداية الأزمة فقط نظرا لاعتماد الشركات المحلية على تأمين هذه المواد من أسواق أخرى بعضها في محيطنا الإقليمي وبعضها من خارجه .

المصدر
الشرق
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى