مصر

قبل حلول شهر رمضان… الأوقاف المصرية تجدد منع الصلاة في “الزوايا”

أكدت وزارة الأوقاف في مصر من جديد على ضرورة غلق الزوايا والمساجد الصغيرة المقامة أسفل العقارات السكنية، بزعم أن تلك الزوايا مصدر للعمليات الإرهابية، ووصل الأمر إلى إغلاقها بعضها بالكامل، وليس منْع صلاة الجمعة فقط كما كان الأمر خلال السنوات الماضية.

وطالبت الوزارة المحافظات بالتعاون معها من خلال قطع الكهرباء والمياه عن تلك الزوايا، والإبلاغ الفوري عن أي زوايا غير مصرح بها من قبل الوزارة، كما طالب الوزير، محمد مختار جمعة، مديري الأوقاف بالمحافظات بمتابعة تلك الزوايا، والإبلاغ عن المخالف منها فوراً، ومنع إقامة أي دروس دينية بها.
وكشف مسؤول بوزارة الأوقاف أن “الزوايا يزيد عددها على 25 ألفاً، وهي منتشرة في الأحياء والمدن بجميع المحافظات، ولا تكلف الوزارة أي مبالغ مالية، إذ يتم الإنفاق عليها من قبل الأهالي من خلال الصناديق الموجودة بها لجمع التبرعات، والتي يتم إنفاقها في سداد فواتير المياه والكهرباء وتجديد المبنى ودورات المياه وفرش المسجد، وغيرها”.

وأوضح المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه أن “الزوايا تساعد كثيرين على أداء الصلاة في جماعة لقُرْبها من مساكنهم، واتهام الزوايا بأنها مصدر للإرهاب والتطرف مزاعم لا دليل عليها، وهناك علماء دين مشهود لهم بالكفاءة والأمانة يقومون بشرح تعاليم الدين خلال ندوات عقب صلاة المغرب أو العشاء في كثير منها”.
وقال المسؤول إن “هناك تعليمات للحكومة بضبط من ينتمون إلى جماعة متشددة داخل المساجد، والوزارة اعتادت على تلك التشديدات قبل حلول شهر رمضان بهدف السيطرة على المساجد، وما يحدث جزء من حملة القمع على المساجد والزوايا التي ترى وزارة الأوقاف فيها مصدر قلق”، مشيرا إلى أن “وزارة الأوقاف لا تتولى إنشاء أية مساجد جديدة بالمحافظات، وهذا يدفع الأهالي إلى التبرع لإقامة المساجد والزوايا بالقرى والمدن على نفقتهم، ووصل الأمر إلى تجديد بعض المساجد الحكومية القديمة على نفقة الأهالي”.

وشدد على أن “ما يحدث للمساجد يعد تكميماً للأفواه، ووصل الأمر إلى منع عدد من الأئمة الكبار من خطب الجمعة بناء على تحريات أمنية، بحجة أنهم غير موالين للنظام الحالي، فتحولت المساجد إلى منصات نفاق للنظام، كما أن هناك كاميرات مراقبة تم زرعها داخل المساجد، وجهات رقابية وأمنية تحضر إلى المساجد بصفة مستمرة لمتابعة ما يحدث”.

وعبر عدد من المصريين عن استيائهم من تجديد وزارة الأوقاف قرار غلق الزوايا، وأكد المحامي حسام أحمد أن “وزارة الأوقاف اعتادت على مخالفة القانون بغلق الزوايا والمساجد الصغيرة التي تخدم كثيراً من المصلين، وخاصة كبار السن، ورغم أن الأوقاف لديها عجز شديد في عدد الأئمة والدعاة، وما يقوم به الأهالي من خدمات في الزوايا يعوض غياب دور الحكومة”.
واعتبر المهندس عبد الصبور سعيد أن “قرار وزارة الأوقاف بغلق الزوايا صدر بضوء أخضر من النظام من أجل محاولة السيطرة على المنابر وغلق الأبواب أمام المعارضين بعد أن أصبحت المساجد بعبعاً للنظام خلال السنوات الأخيرة”.

المصدر
العربي الجديد
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى