قطر

قطر: استفزازات أبوظبي تزيد التوتر في المنطقة

أبلغت دولة قطر مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة عن خرق لسيادة دولة قطر قامت به دولة الإمارات العربية المتحدة. وذكرت سعادة السفيرة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني، المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، في رسالة وجهتها إلى سعادة السيد أنطونيو غوتيريش، أمين عام الأمم المتحدة، وإلى سعادة السفير كاريل فان اوستريم، رئيس مجلس الأمن الدولي لهذا الشهر، أن طائرة نقل عسكرية إماراتية من نوع 35 — CN اخترقت المجال الجوي لدولة قطر يوم الأحد الموافق 4 مارس الجاري.

ووصفت الرسالة هذه الحادثة بأنها خرق خطير يشكل انتهاكا خطيرا وصارخا للقانون الدولي. وأشارت الى استمرار انتهاكات دولة الإمارات العربية المتحدة المتكررة للسيادة القطرية ومحاولاتها لافتعال حوادث من شأنها زيادة التوتر في المنطقة ودون اعتبار لأمنها واستقرارها، مما ستكون له نتائج وخيمة على أمن واستقرار المنطقة.

وجددت حكومة دولة قطر مطالبتها للأمم المتحدة باتخاذ ما يلزم، بموجب الميثاق، لحفظ السلم والأمن الدوليين ووضع حد للانتهاكات الإماراتية المتكررة والمغرضة.

وفي الوقت الذي أبرزت فيه الرسالة أن دولة قطر قد واصلت سياسة ضبط النفس تجاه الممارسات غير المسؤولة والاستفزازية من قبل الإمارات العربية المتحدة، فقد أكدت أن دولة قطر تدين بشدة أي خرق لسيادتها وسلامتها الإقليمية، وأنها تحتفظ بالحق في الرد على أي انتهاكات، ولن تتردد في اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية سيادتها وللدفاع عن حدودها ومجالها الجوي والبحري وأمنها القومي، وفقاً للقوانين والضوابط الدولية.

انتهاكات وخروقات

وهذه هي الشكوى الخامسة التي تتقدم بها دولة قطر ضد 5 خروقات جوية إماراتية بدأت في ديسمبر 2017 وتكررت في يناير وفبراير ومارس 2018، بالإضافة إلى شكوى مماثلة عن خرق بحريني لأجوائها نهاية الشهر الفائت.

وتأتي الخطوات الإماراتية في ظل التصعيد المتواصل الذي تمارسه أبوظبي وحلفاؤها ضد دولة قطر بعدما فشل الحصار الذي فرضته هذه الدول عليها منذ الـ 5 من يونيو 2017.

1/ 21 من ديسمبر: اختراق طائرة عسكرية إماراتية المجال الجوي لقطر، الأولى في 21 من ديسمبر الماضي، حيث قامت بالتحليق فوق المنطقة الاقتصادية القطرية على ارتفاع 33.400 ألف قدم، وبسرعة 460 عقدة ولمدة دقيقة واحدة.

2/ 3 من يناير: قيام طائرة نقل جوي عسكرية إماراتية تحمل الرمز التعريفي (DHC — 6) قادمة من المجال الجوي لدولة الإمارات العربية المتحدة متجهة الى مملكة البحرين باختراق المجال الجوي لدولة قطر، يوم الأربعاء الموافق 3 يناير/كانون الثاني 2018 في الساعة 10:10، من خلال التحليق فوق المنطقة الاقتصادية الخاصة لدولة قطر، وبدون إذن مسبق من السلطات القطرية المختصة.

3/ 25 فبراير: اختراق طائرتين عسكريتين الاولى اماراتية والثانية بحرينية للأجواء القطرية.

4/ 4 مارس: طائرة نقل عسكرية إماراتية كانت متجهة من أبوظبي للكويت عندما دخلت المجال الجوي القطري دون تصريح من السلطات القطرية، حيث اعترضتها مقاتلات قطرية بعد أن حاولت التواصل معها دون رد من الطاقم.

ماذا تريد الإمارات؟

ومع استمرار الخروقات الاماراتية، حذر مراقبون من أن خروقات الامارات الاستفزازية للأجواء القطرية، هدفها دفع قطر إلى رد فعل عنيف مما يفتح الباب امام مواجهة مسلحة، خاصة بعد فشل الحصار والنجاح الذي حققته دولة قطر على كافة الاصعدة السياسية والدبلوماسية ووقوف دول العالم الى جانبها. ويرى المراقبون أن فشل نظام أبو ظبي في تحقيق مآربه من وراء الأزمة الخليجية ربما هو الدافع وراء محاولاته لإشعال المنطقة عسكريًا وتأليب القوى الإقليمية والدولية ضد قطر، التي حافظت على انتهاج سياسة ضبط النفس في تعاطيها مع تصعيد دول الحصار ضدها. ويرى البعض أن انتهاك المجال الجوي لقطر يأتي ضمن استفزازات إماراتية تستهدف إزعاج الدوحة لاتخاذ إجراءات غير مدروسة تبرر أي إجراءات تصعيدية، ولكن تلك الانتهاكات لا ترقى إلى مرحلة تصعيد عسكري، كونها تأتي في إطار مزيد من الإرهاق والضغط النفسي على أمل الرضوخ للمطالب المفروضة التي رفضتها الدوحة جملة وتفصيلاً وإن كانت أعلنت أكثر من مرة استعدادها للجلوس على مائدة الحوار لكن على أسس لا تمس السيادة الوطنية وهو ما لم يرق لدول الحصار. بينما ذهب فريق آخر إلى أن دبلوماسية قطر في تعاطيها مع التصرفات الإماراتية خاصة فيما يتعلق بخرق مجالها الجوي للمرة الأولى في نهاية ديسمبر الماضي، وتفضيلها لخيار اللجوء إلى الأمم المتحدة بدلاً من الرد على تلك الممارسات، أحرج النظام الإماراتي بصورة كبيرة. وفي هذا الصدد، قال الكاتب والإعلامي عبدالعزيز آل إسحاق لـ”الجزيرة”: إن الاستفزازات العسكرية والإعلامية من قبل الإمارات والسعودية بحق قطر ستتوالى، مشيرا إلى أنها تجددت منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نيّته الدعوة إلى عقد لقاء خليجي في كامب ديفيد. وأضاف أن الإمارات مصرة على انتهاك القوانين الدولية، وهي لا تريد للأزمة الخليجية أن تنتهي.

ويرى محللون أن دولة الإمارات تحاول، أيضا، لفت الأنظار بعيدا عن أزماتها في اليمن والقرن الافريقي، حيث تواجه في اليمن اتهامات بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية، بجانب موجة من الغضب الآخذ في التصاعد وسط اليمنيين بسبب احتلالها للجزر والموانيء والمنشآت النفطية، ودعمها لمليشيات انفصالية تعمل بعيدا عن اطار الحكومة الشرعية، فضلا عن طردها المهين من جيبوتي والصومال.

ويعد اختراق الطائرات الحربية الإماراتية للمجال الجوي القطري بمثابة محاولة جديدة للتصعيد وخرق السيادة، وذلك بعد أن تمكّنت قطر من تجاوز الحصار المفروض عليها بحنكة واقتدار وتعاملت مع الأزمة الخليجية بدبلوماسية عالية في الدفاع عن سيادتها وحماية أجوائها، ووفقاً للقوانين والمعاهدات الدولية — فإن لقطر حقّ الرد على مثل هذا الخرق الجوي، إلا أنها كانت أكثر حنكةً، وتعاملت مع القضية بحرفية عالية فوّتت من خلالها الفرصة على أبوظبي.

 الشرق
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى