سيارات تريندقطر

السيارات الخضراء تتلمس طريقها في الدوحة

ليس من المألوف رؤية سيارات كهربائية أو هجينة في قطر، لكن الأمر سيبدو مألوفا قريبا، حيث وضع القائمون على المجال في الدولة خطة طموحة لجعل 10% من السيارات في البلاد صديقة للبيئة بحلول 2022.

ولتحقيق الهدف المنشود، نظم في حديقة المؤسسة القطرية العامة للكهرباء والماء بالعاصمة القطرية الدوحة -بالتعاون مع شركة الفردان- معرض يقدم لزواره نماذج من السيارات الخضراء، حيث يستمع الحاضرون لشرح واف عن مميزاتها وما تختزنه من مواصفات خاصة لا تتوفر في ملايين السيارات المنتشرة على طرقات الدوحة.

وينظر زوار المعرض بإعجاب لأصحاب هذه السيارات التي تقف أمام المحطة الجديدة للتزود بالكهرباء في إحدى جنبات المعرض، وتزداد غرابة الزائر عندما يعرف أن العشرات من السائقين يستخدمون هذه السيارات منذ سنتين تقريبا في ظل حديث متزايد عن أن المستقبل سيكون لها.

وفي سياق الترويج للسيارات الخضراء، دشنت خمس محطات في مناطق مختلفة من قطر لتزويد السيارات الهجينة بالكهرباء وتقليص الانبعاثات الكبيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون الضار في البيئة.

وتوجد محطات التزود بالوقود في كل من برج الفردان وفندق كوبنيسكي وفندق سانت ريجس وحديقة كهرماء وبرج كهرماء، بالتعاون مع مجموعة الفردان وشركة سيمنز قطر، علما بأن أربع محطات ستدخل الخدمة بعد شهرين.

محطة التزود بالكهرباء في مقر شركة كهرماء بالدوحة (الجزيرة)

خطة طموحة
وانطلقت مبادرة السيارات الصديقة للبيئة -بحسب رئيس قسم تكنولوجيا الترشيد بمؤسسة كهرماء صالح محمد السادة- في شهر مايو/أيار 2017، بالتعاون بين المؤسسة ووزارات الطاقة والبيئة والمواصلات لتعزيز البرنامج الوطني لترشيد الطاقة.

وبين السادة أن أهم التحديات المطروحة لتنفيذ الخطة المبرمجة تكمن في قلة محطات التزود بالكهرباء، وجهل المستهلكين بخصائص هذه السيارات، بالإضافة إلى غلاء أسعار المتوفر منها حتى الآن.

لكن ذلك لن يستمر طويلا “فمع مرور الوقت وزيادة الوعي ودخول مختلف وكالات السيارات على خط الاستيراد، سيكون الجميع قادرا على امتلاك هذه السيارات”، بحسب ما قال السادة.

ويضيف أنه بينما تتسبب السيارة العادية في انبعاثات كربونية بنسبة 1.8 طن كل 24 ألف كيلومتر، فإن النسبة في السيارة الهجينة لا تتجاوز 1.3 طن، في حين لا تتسبب السيارة الكهربائية الخالصة في أي نسبة انبعاث كربوني، “لذا نحن نعمل على أن نشهد انتشارا واسعا للسيارات الكهربائية”.

إقبال لافت
وبحسب مدير مبيعات “بي أم دبليو” أيمن برجاوي، فإن الإقبال على السيارات الهجينة لافت حيث باعت مجموعة الفردان وحدها خمسين سيارة هجينة خلال السنة الماضية 2016، مع وجود طلبات لتوريد المزيد منها.

ولدى إجابته عن الأسباب التي أدت إلى عدم استيراد السيارات الكهربائية الخالصة، قال أيمن إن السيارات الهجينة قد تكون الأكثر ملاءمة للسوق القطري على المدى المتوسط، ذلك لأنها تجمع بين الكهرباء والبنزين، نظرا لقلة محطات التزود بالكهرباء.

فالسيارة الهجينة -يضيف أيمن- تعمل بمولدين، كهربائي بقوة 130 حصانا، ومولد بترول يولد طاقة بقوة 231 حصانا، وهذا ما يعطيها ميزة الحد من استهلاك الوقود حيث يمكنها قطع مئة كيلومتر بما لا يزيد على 2.1 لتر في حال اعتمادها على الكهرباء والوقود معا، أما عند تشغيل المولد الكهربائي، فإن معدل استهلاك الوقود يكون 0%.

سيارة رياضية هجينة في المعرض (الجزيرة)

خفض الانبعاثات
وتأتي مجهودات الترويج للسيارات الخضراء انسجاما مع تعهد دولة قطر في مؤتمر التغير المناخي بخفض انبعاثات الكربون بنسبة 17% بحلول 2030، حيث تأمل الجهات المعنية بالبيئة والطاقة والمواصلات في أن تسهم المرحلة الأولى التي انطلقت الآن في خفض الانبعاثات الكربونية بنسبة 7%.

وضمن هذا الإطار، لفت رئيس قسم تكنولوجيا الترشيد بمؤسسة كهرماء إلى أن قطر تعمل منذ فترة على تحقيق هذا الهدف.

وذكر أن العديد من طائرات الخطوط الجوية القطرية والسيارات والحافلات، تعمل بالغاز الذي تقل نسبة الانبعاث الكربوني فيه عن البترول والديزل، لكن مشروع السيارات الكهربائية هو العمود الفقري للمشروع.

الجزيرة

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى