قطر

7 أسباب وراء عزوف الشباب القطري عن مهنة التدريس

حدد عدد من الخبراء والمختصون، 7 أسباب لعزوف الشباب القطري، عن الدراسة في كليات التربية، وممارسة مهنة التدريس، خاصة أن 90 % من طلاب كلية التربية جامعة قطر من الفتيات، وأشاروا في لقاءات مع “الشرق” إلى أن ضعف التشجيع والتحفيز لهذا المجال، أو التخصص من أهم الأسباب، ثم طبيعة مهنة التدريس الذي يعتبرها الكثيرون مهنة شاقة، وبالتالي يتخوف العديد من الشباب للالتحاق بها، وهنا يفضل الكثير الأعمال الإدارية داخل الوزارات المختلفة الأخرى.

أما السبب الثالث، فقد أرجعه الخبراء إلى الاعتقاد السائد، بأن الإناث هم الأنسب في هذا المجال، خاصة أنه بعيد عن الاختلاط، فضلا عن قدراتهم في التعامل مع الطلبة خاصة بالمرحلتين الابتدائية والإعدادية، أما السبب الرابع فيرجع إلى تفضيل 80% من الشباب للالتحاق بكليات الشرطة والقوات المسلحة، بالإضافة إلى قطاع البترول، ويأتي السبب الخامس والخاص بزيادة الفرص، والمسارات البديلة للتوظيف مثل الشركات والبنوك والوزارات، والهيئات على العكس من الفرص المتوافرة للفتيات، وطبيعة العمل، والمواعيد التي تكون عائقا أحيانا أمام العنصر النسائي، وبالتالي يفضلن مهنة التدريس، وحول السبب السادس أوضح المختصون أنه يرجع أحياناً إلى عدم احترام الطلبة للمعلم، ومكانته داخل الفصول، وأخيراً عدم وجود إرشاد اكاديمي للطلاب، في المرحلة الثانوية لتوعيتهم وتشجيعهم وتحفيزهم على الاتجاه لدراسة التربية.

وتطرقوا إلى أهمية التفكير في وسائل وطرق جديدة، تؤدي إلى رفع مكانة المعلم وشأنه في المجتمع، مع زيادة المنح والمزايا المقدمة للطلاب الدراسين في كلية التربية، الأمر الذي من شأنه تحفيز وتشجيع واستقطاب الشباب للاتجاه للتدريس، لافتين إلى الدولة بحاجة ماسة إلى الاعتماد على سواعد أبنائها، ووجود مدرسين قطريين لتعليم النشء الثقافة والتراث وحب الوطن والانتماء، خاصة أنه بانضمام القطريين إلى سلك التعليم، سيساهمون في نهضة بلدهم.
شدد على زيادة بدل المنحة المقدمة للطلاب.. د. أحمد العمادي:
ضرورة العمل على رفع مكانة المعلم

قدم الدكتور أحمد العمادي عميد كلية التربية بجامعة قطر، عددا من المقترحات التي تشمل الجانبين المادي والمعنوي لتشجيع الشباب القطري، على الالتحاق بمهنة التدريس، لافتا إلى أهمية زيادة بدل المنحة للطلاب، حيث يتقاضى الطالب القطري، والذي يدرس في كلية التربية حاليا منحة (طموح) بقيمة 7 آلاف ريال قطري شهريا من قبل وزارة التعليم والتعليم العالي، لذلك يجب زيادة المنح وخاصة للتخصصات العلمية التي تشمل الرياضيات والفيزياء والكيمياء، وغيرها من التخصصات العلمية؛ لأن الإقبال ضعيف جدا على هذه التخصصات حتى من قبل البنات، وتابع قائلا:

أيضا يمكن تقديم، بعض المزايا الأخرى للمعلم القطري كالتفرغ العلمي، على سبيل المثال المدرس، الذي حصل لمدة 3 سنوات على تقدير امتياز، يمكن له أن يحصل على تفرغ علمي مدة فصل دراسي واحد، يمكن الالتحاق بدورة تدريسية بإحدى الدول المتقدمة في هذا المجال، كما يمكن للمعلم أن يشارك في التدريس مع مدرس آخر، ويكتسب خبرات إضافية، ويمكن كذلك منحهم بدل تذاكر سنويا، وبدل تأمين صحي شامل لهم ولأسرهم، ومنحهم ميزة التقاعد المبكر لأن مهنة التدريس مهنة شاقة وممتدة.

وأشار عميد كلية التربية، إلي أنه هناك البعض من الصعوبات التي تشكل عائقا لإقبال الشباب على مهنة التدريس، وهي النظرة المجتمعية الدونية لمهنة التدريس، والتي لا تزال سائدة في المجتمع، مؤكدا على ضرورة التفكير في وسائل وطرق جديدة تؤدي إلى رفع مكانة المعلم وشأنه في المجتمع كما كان في السابق، والتي كانت للمعلم مكانة عظيمة جدا وكانت له قدسية، وهذه تعتبر من أبرز التحديات التي تواجهنا في الاستقطاب.

ودعا الدكتور العمادي الشباب القطري، للانضمام إلى سلك التعليم، وخاصة في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها، قطر من الحصار الجائر فنحن بحاجة ماسة الى الاعتماد على سواعد أبنائنا، ووجود مدرسين قطريين هي ضرورة ملحة لقطر، معتبرا أنها من ضمن الأولويات الاستراتيجية الوطنية للدولة، خاصة أنه وبانضمام القطريين إلى سلك التعليم لا شك أنهم سوف يساهمون في نهضة بلدهم، وقطر تنتظر الكثير من أبنائها، وعن أبرز أسباب عزوف الطلبة القطريين، من الذكور عن الالتحاق بكلية التربية والانخراط في مهنة التدريس عموما، قال الدكتور العمادي إن وجود بعض المسارات البديلة، مثل الالتحاق بالسلك العسكري أو الشرطي، مناشدا المسؤولين الاهتمام بوضع المعلم وبمكانته الاجتماعية، ومحاولة رفع شأنه.

دعت إلى تكثيف التوعية.. د. نوال الشيخ:
التركيز على التحفيز النفسي والمادي

قالت الدكتور نوال الشيخ الخبيرة التربوية، أنه يوجد الكثير من الأسباب التي تقف وراء عزوف الشباب عن الاتجاه لدراسة التربية، مشيرة إلى أن هذا العزوف يعد مشكلة أزلية، وأسبابها معروفة لذلك يجب محاولة حلها ومعالجتها بالشكل المطلوب، وتابعت قائلة: لا شك أن مهنة المعلم مهنة شاقة، وأيضا أنه في فترة معينة كانت تخصصات التربية مغلقة داخل الجامعة، الأمر الذي أدى إلى قلة عدد المدرسين القطريين من الشباب، إلا أن التشجيع والتحفيز وزيادة الحوافز واحترام المعلم في المجتمع، من شأنه استقطاب الشباب للمهنة مرة أخرى، لذلك لا بد من تعزيز نظرة المجتمع للمعلم، إرجاع مكانته واحترامه مرة أخرى.

وأشارت إلى أنه يجب التركيز على التحفيز النفسي والمادي، من خلال التوعية بالمدارس، ووسائل الإعلام التي لها دور كبير أيضا، من خلال تشجيع الشباب على الاتجاه للدراسة في كليات التربية، منوهه إلى أهمية الاهتمام بالتحفيز المادي، وزيادة الرواتب بحيث توازي الرواتب الموجودة في قطاع البترول، خاصة أنه في الدول المتقدمة قد يصل راتب المعلم إلى أعلى الفئات؛ لأنه مسؤول عن تخريج أجيال، واستطردت قائلة: المجتمع أيضا عليه دور من خلال التوعية بأهمية وجود معلمين قطريين، لخدمة الوطن وتعرف النشء الثقافة والتراث والانتماء، وإدراكهم بأهمية الرسالة السامية ودروها الهام في المجتمع، وأيضا المدرسة يقع على عاتقها دور كبير، متمثلا في أهمية أن يرى الطالب، المعلم قدوة له من خلال شخصيته القوية وثقته بنفسه، خاصة أن ثقة المعلم بنفسه تنعكس على أدائه، لذلك يجب تكاتف الجهود للتوعية بأهمية وجود معلمين قطريين.

د فوزية أشكناني:
تحسين الصورة الإعلامية للمعلم وإبراز دوره

قالت الدكتورة فوزية اشكناني، إن مهنة التدريس تحتاج إلى مهارات عالية، لتوصيل المعلومة، وبحاجة إلى مهارة إدارة الفصل، وكيف يتعامل مع الطلاب، لذلك يعزف الكثير من الشباب عنها، كل هذا بالإضافة إلى عدم تقدير المعلم كما كان سابقا، وفقدان المعلم لمكانته في المجتمع وضياع هيبته داخل المدرسة، لذلك يجب على الجهات المختصة بذل كل الجهود في وضع سياسات واضحة، وبمعايير عالمية لحماية حقوق المعلمين، ونشر تلك السياسات لتوعية المجتمع.

وقدمت مجموعة من الحلول التي من شأنها المساعدة على إقبال الشباب القطري على المهنة، لافتة إلى أن أهمها زيادة الحوافز التي تقدم للمعلم ويتم توفير التقدير المادي، مع توفير المناخ المناسب للمعلمين الذي يتيح لهم استثمار قدراتهم ويشجعهم على الإبداع، وأيضا مشاركته في اتخاذ القرار في المؤسسة التربوية وإبداء الرأي، وتعميق الإحساس بالانتماء المهني للمعلمين وتعزيز الروح المعنوية بينهم، ومعالجة مشكلات المعلمين، بما يراعي ظروفهم ويشعرهم بالأمن والاستقرار الوظيفي.

وأشارت إلى أهمية الارتقاء بمكانة المعلم وشموله بنظرة مميزة، من خلال توعية العاملين في المؤسسات الأخرى بأهمية المدرسة ودور العاملين فيها في النهوض بالمجتمع، مع تحسين الصورة الإعلامية للمعلم والعمل على إظهار دوره المؤثر في المجتمع، مؤكدة على ضرورة إعادة النظر في تغيير أساليب الرقابة والتوجيه، سواء من قبل الإدارة أو المسؤولين في الوزارة، فالمعلم في حاجة للعمل بدون ضغوط، ليستطيع أن يربي جيلا مبدعا واثقا.

محمد الجميلي:
التدريس مهنة شاقة مقارنة بالمهن الأخرى

قال الطالب محمد الجميلي، إنه لا يوجد حافز لتشجيع الشباب على الانخراط في مهنة التدريس، لافتا إلى أنه رغم ارتفاع رواتب المعلمين، مقارنة بالرواتب بعض المهن الأخرى، إلا أن الراتب لا يقارن بالعمل المقدم، خاصة أن التدريس يعد مهنة شاقة ومرهقة، ويحتاج إلى بذل المزيد من الجهود، سواء في أوقات الدوام أو بعد انتهائه، يحتاج إلى عمل يومي داخل المدرسة والمبيت مثل تحضير الدروس والتصحيح وغيره من الأعمال المطلوب من المعلم إنجازها، على عكس من بعض المهن الأخرى، وأشار إلى ضرورة زيادة الحوافز والمكافآت والمميزات الأخرى التي من شأنها استقطاب الشباب لمهنة التدريس، فضلا عن ضرورة زيادة التوعية داخل المدارس بأهمية الدراسة في كلية التربية، ليصبحوا معلمين، مع تعريفهم أهمية مميزات هذه المهنة.

حمد اليافعي:
الكثير من الطلاب يفضلون المسارات العسكرية

يري الطالب حمد اليافعي، أن الخوف من الجهد المبذول من المعلم، وطبيعة مهنة التدريس الشاقة، هو أبرز أسباب العزوف عن الاتجاه لهذه المهنة، مشيرا إلى أن رؤية الطالب لمعاناة المدرس داخل الفصل مع زملائه من الطلاب، أدت إلى عدم الرغبة في رؤية نفسه في هذه المكانة والتقليل من شأنه، وتابع قائلا: رواتب المعلمين بالدولة ممتازة، ومعروف لدى الجميع أنها أعلى من رواتب الكثير من المهن والوظائف الأخرى، إلا أن الأمر بحاجة إلى مزيد من التوعية وتفعيل دور الإرشاد الأكاديمي للطلاب، لتعريفهم المميزات التي سيحصلون عليها، في حالة اتجاههم لمهنة التدريس، مع ضرورة زيادة هذه الحوافز والمميزات، خاصة أن الكثير من الطلاب يفضلون المسارات العسكرية، سواء كان الجيش أو الشرطة، لأنها أكثر سهولة من مهنة التدريس، مع توافر رواتب بمعدلات جيدة أيضا، لذلك يجب تقديم المزيد من التشجيع لدعم هذه المهنة واستقطاب الشباب إليها.

عبدالله القحطاني:
عدم احترام الطالب للمعلم السبب الرئيسي

قال الطالب عبدالله القحطاني، أن السبب الرئيسي وراء عزوف الشباب عن الاتجاه لمهنة التدريس، هو تراجع مكانة المعلم، والنظرة الدنيوية التي تنظر إليه ، وعدم احترام الطلاب بالشكل المطلوب له داخل الفصل الدراسي، مشيرا إلى أن المعلم في السنوات الماضية، كان له مكانة واحترام وسلطة، كل هذا الاحترام لم يعد موجودا بالشكل المطلوب في الوقت الحالي، وبالتالي لم يعد المعلم قدوة للطالب.

ويرى القحطاني أنه يجب رفع الوعي في المجتمع بأهمية هذه المعلم، سواء في المدرسة أو عبر وسائل الإعلام المختلفة، مشيرا إلى أن الاستقرار النفسي يقع عليه عامل كبير في استقطاب الطلاب لمهنة التدريس مرة أخرى، بحيث يجب زيادة التوعية بأهمية هذه المهنة في تخريج أجيال من الطلاب، التي تبني الوطن ، كل هذا بالإضافة إلي زيادة الحوافز المادية، وإخراج المعلم من حالة التهميش لدوره في المجتمع، وإعطائه سلطة أكبر داخل المدرسة، بحيث لا يستطيع الطالب النيل من شخصيته واحترامه بالشكل المطلوب.

محمد المحمدي:
زيادة التوعية بأهمية وجود معلمين قطريين

قال الطالب محمد عبدالله المحمدي، إن الكثير من الطلاب يفضلون المسارات العسكرية والشرطة، أو الاتجاه لدراسة التخصصات المتعلقة بالتكنولوجيا والتقنيات المختلفة، خاصة أنها أصبحت لغة العصر، وأيضا نظرا لحاجة سوق العمل، مشيرا إلى أنه مازال هناك بعض النظرة الدنيوية لمهنة التدريس في المجتمع، الأمر الذي يعد السبب الرئيسي، في عدم رغبة الكثير من الطلاب في دراسة التربية أو رغبتهم في أن يكونوا معلمين، كما أن البعض منهم لا يعرفون الكثير عن مميزات المهنة، الأمر الذي يدفع أعدادا أكبر للاتجاه والانخراط في هذه المهنة، ونوه إلى أهمية زيادة التوعية في المدرسة بأهمية وجود معلمين قطريين، أو قيام المرشد الأكاديمي بشرح مميزاتها وتوعية الطلاب في مراحل التعليم المختلفة بفوائدها، لاستقطاب أكبر عدد من الطلاب.

خالد السليطي:
الفتيات يفضلن مهنة التدريس أكثر من الذكور

يرى الطالب خالد السليطي، أن مسار التدريس للقطريين، لا يوجد به التطوير الذي يطمح إليه الشباب، من حيث الرقي الوظيفي، مشيرا إلى أن رواتب المعلمين مقارنة بالمجهود المبذول من قبلهم، يعتبر أقل من رواتب بعض الوظائف الأخرى في القطاع الحكومي بصفة عامة، وتابع قائلا: الكثير من الفتيات والأمهات يفضلن قطاع التدريس، حيث إنه أكثر ملاءمة من حيث البيئة وعدم الاختلاط، والالتزام بموعد دوام صباحي، على عكس من وظائف أخرى، قد يكون الدوام فترتين ويمتد حتى فترة المساء.

وقال إنه يمكن استقطاب وجذب الطلاب خلال المرحلة الثانوية، من خلال توجيههم وتوعيتهم بمميزات مهنة التدريس، وتوضيح الامتيازات التي سيحصلون عليها في حالة الدراسة في كلية التربية، وإظهار المستقبل المشرق أمامهم، من خلال زيادة الحوافز التشجيعية لمهنة التدريس، الأمر الذي سيساهم في اتجاه الكثيرين إليها.

الشرق
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى