المغرب العربي

المغرب..الحكومة تفشل في احتواء احتجاجات جرادة

إجراءات الحكومة المغربية لفائدة مدينة #جرادة التي أعلن عنها اليوم السبت رئيس الحكومة سعدالدين العثماني، لم تجد لها صدى على الأرض، بعد أن استمرت #الاحتجاجات الغاضبة بالمنطقة المطالبة، بتقديم حلول سريعة لمشاكلها الحقيقية وتوفير أنشطة اقتصادية لسكانها.

وخرجت مسيرات حاشدة مساء اليوم السبت في مدينة جرادة مباشرة بعد إعلان #رئيس_الحكومة المغربية سعد الدين#العثماني عن قراراته ومقترحاته لتنمية الجهة، تحت شعار “مسيرة الأكفان”، شارك فيها العديد من النساء اللاتي ارتدين اللباس الأبيض، في إشارة إلى أزواجهن الذين قتلوا داخل آبار الفحم، فيما شارك فيها رجال بلباس عمال المناجم، رافعين شعارات منددة بنتائج زيارة العثماني.

وكان رئيس الحكومة المغربي أعلن، السبت، خلال زيارته رفقة وفد حكومي لمدينة وجدة شرقي المغرب، عن عدة قرارات من أجل تهدئة واحتواء الأوضاع في مدينة جرادة، التي تعيش حالة احتقان اجتماعي منذ حوالي شهرين، بعد مقتل عاملين داخل مناجم فحم عشوائية.

وفي هذا السياق، أكد العثماني أنه سيتم السحب الفوري لجميع رخص استغلال المعادن التي تخالف المقتضيات القانونية، مقابل فسح المجال أمام استغلال قانوني لقطاع المعادن التي تزخر بها مدينة جرادة، على غرار الرصاص والزنك والنحاس.

وبشأن عمال شركة مفاحم المغرب بجرادة، أكد رئيس الحكومة قرب إتمام عملية تسليم المساكن لمستغليها من عمال هذه الشركة، مشيرا إلى أنه تم تخصيص حوالي 2.5 مليون درهم للجنة القانونية المكلفة بالتنسيق مع صندوق التقاعد والتأمين من أجل معالجة ملفات الأمراض المهنية لمستخدمي شركة مفاحم المغرب.

كما قال العثماني إن الحكومة ستقوم “بتوفير 3000 هكتار للاستغلال الفلاحي، ألف منها لذوي الحقوق، إلى جانب ألفي هكتار للشباب”، إضافة إلى  تشييد منطقة صناعية ستوفر الإمكانية للشباب المقاول من أجل إقامة مشاريع صغرى ومتوسطة، بتشجيعهم وتوفير لهم العقار المناسب.

لكن هذه الوعود والإجراءات الحكومية، لم تفلح في إخماد لهيب الاحتجاجات في مدينة جرادة، وقوبلت برفض شديد من قبل الأهالي، الذين اعتبروا أنها بعيدة عن مطالبهم الحقيقية بتوفير بدائل اقتصادية تنتشل شباب المدينة من البطالة، فضلا عن محاسبة المتورطين على تهميش المنطقة.

وتعليقا على التدخل الحكومي، قال الناشط من المدينة خالد بوحميدة، إنها فقط “مجرد إجراءات لن يعلن حتى عن تاريخ محدد للبدء فيها، والهدف من ورائها امتصاص الغضب الشعبي، وستبقى حبرا على ورق ولن تخرج إلى النور”، مشيرا إلى أن “السلطات لم تفهم أنّ جرادة في حاجة إلى تدخل عاجل لانتشالها من الوضع المزري الذي تعيش فيه وإنقاذ أبنائها من الفقر والموت وتوفير العيش الكريم لهم”.

وأضاف أن الأهالي “انتظروا من الحكومة الكشف عن الأسماء المتورطة في استغلال شباب الجهة بأبشع الطرق للعمل في أسوأ الظروف أمام أعين المسؤولين، والإعلان عن محاسبة كل الفاسدين خاصة بعد أن تم فتح تحقيق لمعرفة الجهات المتواطئة فيما يحدث”.

لكن الناشط ميلود الزروالي أشار إلى وجود نيّة من السلطات للاستجابة إلى مطالب المنطقة، داعيا إلى الهدوء ووقف الاحتجاجات لمنح الوقت للحكومة لتنفيذ المشاريع التي تعهّدت بها ، حتى “لا تدخل المدينة في مزيد من الفوضى قد تعود عليها بالوبال”.

 العربية
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى