العرب تريند

موقف لبنانيّ موحد ضد التهديدات الإسرائيلية

فيما لا تزال الأنظار مشدودة إلى التهديدات الإسرائيلية للثروة النفطية في لبنان، وكذلك إلى الحدود اللبنانية مع إسرائيل التي واصلت أعمال بناء الجدار الإسمنتي مقابل رأس الناقورة، بدأ التفاهم الرئاسي أكثر قدرة وترسّخاً في مواجهة التحديات الداخلية وتلك المتعلقة بالاعتداء الإسرائيلي براً وبحراً من خلال بناء الجدار الإسمنتي واعتبار «البلوك رقم 9» لا يملكه لبنان، في حين شكّل عنوان التوحّد ضدّ اعتداءات إسرائيل حافزاً إضافياً للترفّع عن السجالات الضيّقة.

وإذا كان مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ساترفيلد، الخبير في شؤون لبنان منذ 30 سنة، أمضى بعضاً من يومه، أول من أمس، برفقة المدير العام للأمن العام عباس إبراهيم، بمعاينة الوضع الميداني، والاعتداء الإسرائيلي على الخط الأزرق والقرار 1701 في رأس الناقورة، فإنّ ما جاء على لسان الرئيس ميشال عون في جلسة مجلس الوزراء، لجهة أن لبنان يجري الاتصالات مع المراجع الدولية لمواجهة الأطماع الإسرائيلية في البرّ والبحر، ومن زاوية تكليف مجلس الدفاع الأعلى مواجهة أيّ اعتداء بحزم وتصميم على الدفاع عن السيادة والكرامة الوطنية، أعطى للمسألة بعدها العملي في مواجهة الاعتداءات، وكذلك مع تأكيد رئيس الوزراء سعد الحريري أن القوى السياسية، مهما اختلفت، لكنها تتوحّد لمواجهة التحدّي الإسرائيلي المتمثل بالجدار الإسمنتي وادعاء ملكية البلوك رقم 9.

وهذا الملف سيكون على طاولة البحث بين كبار المسؤولين ووزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون الذي سيزور بيروت الخميس في 15 الجاري، ضمن جولة في الشرق الأوسط، تشمل العراق ومصر والأردن ولبنان.

وتعهد وزير الطاقة اللبناني سيزار أبي خليل أمس بأنه سيكون هناك تنقيب كامل في منطقة الامتياز البحرية رقم 9.

تحرّك ساترفيلد

وكانت تهديدات إسرائيل والجدار حضرت في لقاءات ساترفيلد، أول من أمس، مع كلّ من عون وقائد الجيش العماد جوزف عون، وكذلك في زيارته مع عباس إبراهيم إلى الناقورة، حيث اجتمع مع القائد العام لـ«اليونفيل» مايكل بيري، وقام الجميع بجولة ميدانية لمعاينة الأوضاع عن كثب على طول الخطّ الأزرق.

وفي هذا السياق، علِم أن تحرّك ساترفيلد أتى في إطار الوساطة بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي، في ما خصّ الرقعة رقم 9 في المياه الاقتصادية الخالصة، وأنه حمل معه سلسلة مقترحات بهذا الخصوص، بقيت طيّ الكتمان حفاظاً على مهمة ساترفيلد.

وأبلغ عون ساترفيلد موقف لبنان، الذي تمّ التأكيد عليه في جلسة مجلس الوزراء وفي المجلس الأعلى للدفاع، وتطرّق البحث إلى الجهود الأميركية لمعالجة الوضع الناشئ، في حين قدّم ساترفيلد اقتراحات تهدف إلى المحافظة على الاستقرار والهدوء في المنطقة الحدودية، وأكّد عون دعم بلاده لمؤسّسات الدولة اللبنانية، وبصورة خاصة للجيش والقوى العسكرية والأمنية. وأكد رئيس مجلس النواب نبيه برّي أن موقف لبنان موحّد من مسألة الجدار، لافتاً إلى أن الأميركي يسعى إلى تبريد الأجواء.

من جهته، عرض قائد الجيش لساترفيلد خروقات إسرائيل لسيادة لبنان، والتطوّرات على الحدود الجنوبية، وشدّد على موقف لبنان الرافض لمحاولة هذا العدوّ إنشاء جدارٍ فاصل يمرّ في أراضٍ متحفَّظ عليها لبنانياً.

وساطة تيلرسون

وفي انتظار وصول وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، الذي سيزور بيروت الخميس المقبل، كما تردّد، ضمن جولة في الشرق الأوسط، تشمل العراق ومصر والأردن ولبنان، أشارت المعلومات التي توافرت لـ«البيان» إلى أن تيلرسون، الخبير بشؤون النفط والغاز، سيحيي اقتراحاً بالتوسّط في موضوع الخلاف مع إسرائيل حول البلوكات النفطية والنقاط 13 التي يتحفّظ عليها لبنان على طول «الخط الأزرق».

وفي المعلومات أيضاً، فإن الشرط الأميركي الأوّل للتوسّط يتعلّق بمتابعة الإجراءات المتخذة دولياً ضدّ حزب الله، واستعداد الدولة لتقليص أيّ دور له في مواجهة التعديات الإسرائيلية، من زاوية القدرة الصاروخية للحزب، في ما خصّ استهداف المنصّات البحرية النفطية.

دحض مزاعم إسرائيل

علمت «البيان» أن وزارة الخارجية اللبنانية تقوم بخطوات لدحض مزاعم إسرائيل ملكيتها البلوك رقم 9، تحتكم فيها للقانون الدولي ولاتفاقية الأمم المتحدة (قانون البحار). ذلك أن لبنان، بحسب مصادر الخارجية، ضدّ الجدار الفاصل بين لبنان وفلسطين المحتلة، خصوصاً أنّ إسرائيل تبنيه ضمن النقاط الخلافية، في انتظار ترسيم الحدود النهائية من قبل الأمم المتحدة، وهو يتمسّك بكلّ حقوقه في البرّ والبحر.

 البيان
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى