العالم تريند

قصة رجل يحتج منذ 20 عاماً أمام سفارة الفاتيكان بواشنطن

يحتج رجل يدعى جون فوجنسكي منذ عقدين كاملين أمام مبنى سفارة الفاتيكان في واشنطن، وذلك لتعرضه للإساءة من قبل كاهن خلال درس اللغة اللاتينية قبل 60 عاماً.

لكن الرجل كأنه لا يحتج فهو لا يريد أن يقضي ثماني ساعات في اليوم أمام المبنى، حيث يظل أغلب يومه يطارد المواصلات العامة جيئة وذهاباً، كما أنه لا يريد أن يحمل لافتة الاحتجاج في ساعات البرد والأمطار والثلوج أو الطقس السيئ.

وقد بدأ الاحتجاج في القصة التي نشرتها “بي بي سي” الإنجليزية، وكان عمره 54 سنة، وهو الآن في طريقه إلى الـ 75 من عمره، في أبريل المقبل، وبهذا ظل ثلث عمره في الموقع نفسه يحمل لافتته وحيداً، ومن ثم يقضي أغلب الوقت في تتبع الحافلات والقطارات إلى أن يصل البيت أو يعود إليه.

البداية.. اليوم

قبل 20 سنة عندما بدأ الاحتجاج كان يحتج مرتين في اليوم، وكان يسكن على بعد ثمانية أميال من السفارة، ومن ثم سكن على بعد 35 ميلا، وكان وقتها يمتلك سيارة فيأتي ليحتج في الصباح وما بعد الذروة في الظهيرة.

ومنذ عشر سنوات لم تعد له سيارة بعد تعطلها، كما أن وضع ركبتيه قد ساء فاضطر إلى التعامل مع المواصلات العامة.

ومنذ حوالي سنة، غادر إلى مقاطعة بالتيمور ليسكن مع ابنه وصارت المسافة بعيدة كثيراً، ما جعله يقصر الاحتجاج إلى مرتين وعلى الأكثر ثلاث مرات في الأسبوع.

ويقول: “أحاول أن أبقى لساعتين على الأكثر. ويصعب ذلك خاصة في الظلام.. ولكن في الصيف أبقى لفترة أطول”.

وقبل أن ينتقل مع ابنه كان يأتي يومياً، ما عدا أنه في إحدى المرات أخذ إجازة للذهاب لرؤية ابنته بولاية كاليفورنيا وقضاء استراحة معها عن الاحتجاج المستمر.

وعندما كانت والدته التي تقيم في بولندا مريضة لم يقم بزيارتها، كما أنه لم يحضر جنازتها، لأنه لم يكن يريد أن يقطع الاحتجاج.

وقال: “لم أكن أريد أن أغادر لأعود إلى نقطة البداية مرة أخرى”.

ويقول عن احتجاجه إنه لا يشعر بالملل طوال هذه السنين بل التحدي.

القصة القديمة

ولد جون سنة 1943 في بولندا، وقد تدرب والده ليصبح كاهناً في روما، لكنه أصبح في نهاية المطاف دبلوماسياً لبلده بولندا.

وبعد الحرب العالمية الثانية، أرسلت حكومة بولندا والد جون للعمل في النيبال، ومن ثم ميلان في إيطاليا.

ويقول عنه ابنه: “لقد كان شيوعياً وذكياً، وكان يتحدث الإيطالية بطلاقة”.

ويتذكر جون أنه في الـ 15 من عمره، وفي إحدى القرى الإيطالية كوزاغو، كان يحضر درس اللغة اللاتينية مع كاهن عندما حاول الاعتداء عليه، وذلك بمكتبه.

شاهد على الاعتداء

ويقول إن تلك الحادثة لم تمح عن ذاكرته وكان أثرها عميقاً عليه، لاسيما بعد أن علم بعدها بسنوات أن أخاه الأصغر الذي جاء ليسأل الكاهن عن أمر ما، كان قد شاهد تعرض جون للاعتداء.

ويقول إنه ظل يتكتم على أمره لأربعين سنة، لكن الجرح لم يغادره وإن كان قد عمل على تغييره نفسياً.

وقد أخذه والده إلى الجامعة الكاثوليكية في إيطاليا لكنه لم يكملها لأسباب نفسية، وغادر إلى كندا في سن الـ 18 وفي الـ 20 من عمره وصل الولايات المتحدة.

وقد انضم لثلاث سنوات للجيش قبل أن يصبح مواطناً أميركياً ويتدرب كعامل في مجال صناعة الحديد والصلب، وتقاعد قبل بدء الاحتجاج.

انفصال.. ولا أصدقاء أو هوايات

وقد التقى زوجته أثناء زيارة لبولندا وأنجب ابنته عام 1971 وابنه في عام 1975 ولكنهما انفصلا منذ عشرين سنة.

ويقول إنه دمرها وقد عانت معه الكثير. رغم ذلك فهو يتكلم معها يومياً حيث تقيم في فلوريدا.

ليس لجون أصدقاء ولا هوايات، فقط يظل لاحتجاجه المتواصل بلا نتائج.. وهو يحمل لافتة التي كتب عليها: “أنا أحارب الشر والغباء والجهل”.

 العربية
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى