الكويت

تهريب «زقاير» الكويت… من الشمال إلى الجنوب

يبدو أن قصة الكويت مع تهريب الدخان منها لم تنته، وكل ما في الأمر حديثا عن تغيرات الوجهة، فبعد أن كان التهريب خلال فترة السبعينات والثمانينات من القرن الماضي يتجه شمالا، بحمل كروزات السجائر إلى العراق بهدف الربح، أصبحت اليوم الوجهة جنوبا نحو السعودية التي رفعت أسعار التبغ عندها بنسبة 100 في المئة.
التهريب الذي كان سائدا نحو العراق، حقق لكثير من الكويتيين أرباحا كبيرة، وفق ما أفاد به الخبير الفلكي الدكتور صالح العجيري، ولاسيما أن ثمن التبغ في العراق أضعاف ما كان يباع في الكويت، ولاسيما في الماركات العالمية، باستخدام الحيوانات في عملية التهريب، فيما التهريب الذي يجري الآن ليس هدفه الربح بقدر ما هو تأمين حاجات المدخنين في الجانب السعودي، بسعر أقل مما هو موجود هناك بعد رفع أسعار السجائر هناك، فصارت الكويت أمل المدخنين السعوديين للحصول على الدخان بأنواعه منها وبأسعار تصل إلى نصف ما يباع عندهم، وهو امر انعكس سلبا على السوق الكويتي الذي بدأ يفقد السجائر بعدما جفف السعوديون أرفف محال بيعه، الأمر الذي دفع الادارة العامة للجمارك لتشديد الرقابة على منفذي النويصيب والسالمي، حيث صدرت التعليمات بمنع خروج اكثر من كروزين فقط مع كل سيارة.
ووفقاً للتعليمات الجمركية الأخيرة، ففي حال تم ضبط سجائر مع مسافرين يسمح بخروج كروزين من السجائر لكل مسافر، وفي حال تم ضبط كمية تزيد على العدد المسموح تصادر الكمية، ويعاد كروزان لكل مسافر، حيث توجب التعليمات على الموظف الذي يقوم بضبط مسافر معه كمية سجائر زيادة على العدد المسموح بتوقيع وتبصيم المسافر على نموذج المصادرة، وذلك منذ صدور القرار في 23 يناير الماضي.
ميدانيا، وبعد رفع اسعار السجائر في السعودية أواخر العام الماضي، شهدت اسواقها زيادة جديدة مطلع يناير مع تطبيق ضريبة الفئة المضافة بحيث زادت اسعار منتجات التبغ ومشتقاته، وهو الامر الذي دفع بالسعوديين للاتجاه إلى الكويت، لتسود حالة من الاستياء بين المدخنين في البلاد من التساهل بخروج كميات كبيرة من كروزات السجائر، وإفراغ السوق منه، ومن رسائل استيائهم المتواصل تساؤلات عن كيف يمكن السماح لكل مسافر بحمل كروزين، كاشفين عن أن هناك عددا كبيرا من المسافرين غير مدخنين فيقوم المهرب بإعطاء كل مسافر كروزين ليستطيع من خلاله النفاذ إلى السعودية، هذا عدا أن العقوبة لمن يضبط بكمية كبيرة لا تتجاوز التعهد الصوري في حين ان الدول تمنع التهريب بالسجن لمن يضبط.
وبالحديث عن تاريخ التهريب من الكويت لمادة السجائر، قال الخبير الفلكي الدكتور صالح العجيري لـ«الراي» ان التهريب كان بين الكويت والعراق منذ الاربعينات وحتى بداية السبعينات من القرن الماضي، ويشمل المواد الغذائية والسجائر بأنواعها المعروفة في ذلك الزمان.
وأوضح العجيري ان المهربين كانوا يستخدمون الوسائل البدائية في النقل كالابل والحمير، حتى وصلت الى السيارات وأشهرها «الفورت»، لافتا الى ان تهريب السجائر يشمل أنواعه التي كانت مشهورة، مثل الكريفن والبلاك وايت والروثمن، بالاضافة الى الدخان اللف وورق الشام وورق الرشيد.
وأشار الى ان باكيت الكريفن مثلا كان يباع بخمسين فلسا في الكويت، بينما يباع في العراق ب 150 فلسا في ذلك الوقت، لوجود ضرائب على الواردات للعراق في ايام الحكم الملكي.

 الراي
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى