قطر

قطر مستعدة للمشاركة في قمة كامب ديفيد

أكد سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أن قطر والولايات المتحدة حلفاء منذ 45 عاماً، وهناك عشرات الاتفاقيات التي تعزز من التزام الجانبين، مشيراً إلى أنه تم عقد الحوار الإستراتيجي بين الدولتين، كما تم التوقيع على 5 اتفاقيات، بما في ذلك حماية البنية التحتية الحيوية للطاقة، وتعزيز الاستثمار والتكنولوجيا والتجارة وتطوير منظومة إنفاذ القوانين، ونوه بأن الجانب الأمريكي قد رحب بالوفد القطري ترحيباً مميزاً.

وأضاف وزير الخارجية خلال محاضرة بمعهد إنتربرايز في واشنطن أمس: إن البلدين لديهما شراكة فريدة في نوعها، حيث سعت الولايات المتحدة لأن يكون لها موطئ قدم في الشرق الأوسط، وقد رحبت بها قطر، حيث إنها تحتضن القاعدة الجوية الأكبر للولايات المتحدة الأمريكية في العالم وبها 11 ألف جندي، وآلاف من المعلمين في قطر، وأطقم وشركات عديدة تلعب دوراً أساسياً في قطر، وأوضح أن قطر والولايات المتحدة الأمريكية موقعهما إستراتيجي، فنحن محاطون بقوى مهمة في الشرق الأوسط وبعضها تريد الترويع والأعمال العدائية ، وتدق طبول الحرب، علاوة على أنها تريد السيطرة والهيمنة، وهذا هو مسعاها، فالمعاناة المرتبطة بهذا الطموح لم تعكس فقط الآثار السلبية على اليمن وسوريا والصومال، ولكن أيضا على الشعوب في تلك الدول.

وقال: إن الحصار غير الشرعي المفروض على قطر، هو إحدى الأدوات التخريبية لإخضاع قطر، مشيراً إلى أن العالم اكتشف أن الدول المحاصرة لم يردعها رادع، حيث إن هناك أشكالاً مختلفة من العدوانية واعتداءات وتكميماً للأفواه وحرباً دعائية، وتقويضاً للحرب العالمية ضد الإرهاب، وهذه الأدوات الترويعية تهدد نجاح جميع الاتفاقيات التي تربطنا بالولايات المتحدة الأمريكية.

وشدد على أن قطر صمدت في الحصار، على خلاف بعض الدول الأخرى في الشرق الأوسط التي قد لا تكون قادرة على الصمود كما فعلت قطر في مواجهة تلك المساعي التخريبية، وأوضح أن قطر انضمت إلى الولايات المتحدة الامريكية وشغفها باسترداد الأمن والسلام في المنطقة، مشيرا إلى أن خطورة العدوان تتكشف أمام الأعين، وهناك خطورة طويلة الأمد يمكن أن تصل إلى بلدان في كافة أرجاء العالم، وهؤلاء لم يردعهم رادع ، في ظل وجود محاولات لخلق استقرار في الأسواق المالية والطاقة، وهناك تمديد لأن يطل الإرهاب برأسه مرة أخرى. وهناك أيضا منظومات غير منفتحة حيث لا يتم الإيفاء بحقوق مواطني تلك الدول، وهناك بطبيعة الحال أدوات قمعية تستخدم، أما قطر ودول أخرى في الشرق الأوسط فهي معنية بدفع عجلة التنمية لكي تحل العدالة وتفي بحاجات مواطنيها.

وأكد أن قطر ترى الولايات المتحدة الأمريكية كجزء حاسم من هذه الرؤية الإيجابية، فإنهاء الفوضى في الشرق الأوسط يتطلب زعامة وقيادة وتضافر جهود جميع الدول في الشرق الأوسط للوصول إلى سلام دائم في المنطقة، مشيرا إلى أن قطر والولايات المتحدة الأمريكية تكافحان الإرهاب لسنوات عديدة، ونحن نتفق على أن الإرهاب لا يتعين أن يقطع دابره من خلال الجهود العسكرية فقط، ولكن أيضا من خلال إبعاد الظلم وإحلال العدالة وسعة الأفق والتحول المجتمعي الدائم. وقلنا إن فرض القمع على حساب الإصلاح والقانون سوف يلحق أضرارا بجهود مكافحة الإرهاب.

وتابع سعادة الوزير بقوله: ” يحدوني الأمل أن نعيد بناء مجلس التعاون الخليجي، والشعب القطري قادر على التعافي من الانتكاسات، لقد صمد، ويمكنه أن يغفر للجيران، ولا يمكن أن ننسى الروابط مع جيراننا، فثقافتنا واحدة وهناك روابط أسرية، ونحن يحدونا الأمل لأن نعزز من الخليج لكي تكون قدمه راسخة، وهذه الاستعادة يتعين أن تفضي إلى تسوية الاختلافات. ويجب أن نمتثل إلى ما يخص اتخاذ قرارات وطنية تطلب الحكمة والعقلانية، بما يصب في مصلحة جميع دول مجلس التعاون الخليجي”.

وتطرق سعادته إلى قضايا منطقة الشرق الأوسط، بقوله: “لا يمكننا بناء المناطق المنكوبة إلا إذا كانت هناك ضغوط دبلوماسية تمارس على القوى الكبرى، وأي خطة أمنية يجب أن تعزز من خلال آلية تحديد توفر للدول الكبيرة والصغيرة على قدر من المساواة مع بعضها البعض، وأن تحاسب الذين يزعزعون الاستقرار ونحن يحدونا الأمل أن تضم الأسرة الدولية صوتها إلى صوتنا لتعزيز إستراتيجية حوار تفضي إلى التعايش وتعزز من مبادئه كأساس ومنصة من أجل الوصول إلى الازدهار في المنطقة”.

وزير الخارجية:
تدخل واشنطن يحدث فرقاً كبيراً في الأزمة
قطر مستمرة في الدعوة للحوار وأظهرت ما يكفي من حسن النية
الاتفاق على مبدأ أن جميع الدول متساوية هو المدخل للحل
الحوار لن يفضي إلى نتائج إيجابية إن لم تكن دول الحصار مقتنعة به
قادة دول الحصار ألغوا حضورهم بقمة الكويت في اللحظات الأخيرة

أكد سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، ردا على سؤال حول وجود أي مؤشرات وبوادر لحل الأزمة الخليجية، أن قطر مستمرة في دعوتها للحوار ودعمها لمبادرة سمو أمير الكويت عندما تطوع للتوسط بين أطراف النزاع، وكذلك نحن قبلنا الدعوة التي أبداها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لجمع زعماء دول منطقة الخليج في كامب ديفيد لمحاولة التوصل إلى حل. ولكن عندما يكون هناك نزاع ويبدي أحد الأطراف عدم استعداده للانخراط في الحوار والبحث عن حل، فإن هذا الحوار وإن أفضى إلى حل، فإنه لن يفضي إلى نتائج إيجابية، لأن هناك نوايا سيئة وراء هذه الرغبات وهذا الاستعداد.

وأضاف سعادته خلال محاضرة بمعهد إنتربرايز في واشنطن أمس أن قمة مجلس التعاون الخليجي في الكويت في ديسمبر الماضي، مثلت فرصة. وكنا نؤمن في قطر بأن هذه المناسبة هي المرة الأولى التي يلتقي فيها زعماء دول مجلس التعاون، ولكن تفاجأنا في اللحظات الأخيرة أنهم ألغوا حضورهم وخفضوا مستوى التمثيل في تلك القمة، لذلك بالنسبة إلينا نحن قمنا بما في وسعنا وإظهار حسن النية تجاه التوصل إلى حل ولكن لم نر استجابة من الطرف الآخر”.

وتابع بقوله: “نحن نعتبر أن لقاء القادة بعضهم ببعض خطوة نحو النجاح على الأقل، ولكن ينبغي أن يكون ذلك مدفوعا من رغبتهم وليس مفروضا عليهم. نحن أبدينا حسن النية. ونريد منهم أن يحددوا أولويات هذه الأزمة التي لا داعي لها. ووزير الخارجية الأمريكي قال إن هذه الأزمة لا ضرورة لها لأنها جاءت من فراغ وأثرت على استقرار المنطقة. وأي ضوء في نهاية النفق يمكن أن يتجلى إذا اتفقنا على مبدأ أن جميع الدول متساوية ولا فرق بين دولة كبيرة وأخرى صغيرة. فجميع الدول تتمتع بنفس الحقوق، وتلتزم بنفس المسؤوليات والواجبات، وهذه الأسس هي التي ينبغي أن تحكم العلاقات بين دول الخليج. ولا يمكن أن نعود إلى ما قبل الخامس من يونيو. لقد فقد قدر كبير جدا من الثقة بين الأطراف ونأمل أن تعود هذه الثقة في المستقبل، لكن ذلك سيتطلب وقتا طويلا”.

وعن لعب واشنطن دورا في حلحلة الأزمة الخليجية في الفترات المقبلة، أوضح سعادة وزير الخارجية أن تدخل الولايات المتحدة يمكن أن يحدث فرقا كبيرا، خصوصا عندما يأتي من أعلى هرم السلطة في الولايات المتحدة، ولطالما دعا الرئيس ترامب رؤساء وقادة دول الحصار، وعندما كان يلتقي بقادة دول الخليج يؤكد على أهمية عودة دول الخليج إلى الوحدة. ولكن علينا أن نبدأ عملية منصفة، كما قدم وزير الخارجية تيلرسون عندما زار المنطقة مقترحات محمودة وجيدة يمكن أن تشكل أرضية للحوار والمباحثات، وقد أبدت قطر استعدادا إيجابيا لذلك وقدمنا مقترحاتنا على هذه المبادرات، ولكن إن كان الطرف الآخر سيتجاهل هذه المقترحات، فإنه لا يمكن أن نحقق انفراجة في هذه الأزمة”.

الانتشار العسكري التركي لا علاقة له بالوضع في المنطقة
وزير الخارجية: أنقرة وقفت إلى جانب قطر

أكد سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أن تركيا بلد مهم في المنطقة ولديها موقع إستراتيجي بشكل كبير، وهي إحدى الدول الفاعلة في حلف الناتو، وهي من بين حلفاء قطر، ولو نظرنا إلى العلاقات الثنائية فلدينا مصالح مشتركة ومصالح إستراتيجية، وقفت تركيا إلى جانب قطر فيما يتعلق بالتزويد والتموين بالمواد المختلفة، كما إن لدينا علاقات ممتازة فيما يتعلق بالدفاع والاقتصاد، وحيث كان هناك إعلان عن انتشار عسكري تركي في قطر، فذلك لا علاقة له مباشرة بالوضع الأمني في المنطقة، لكنه اتفاق تعاون عسكري بين البلدين وقد وقعناه في نهاية 2014، والاتفاق نفسه يسمح للقوات المسلحة القطرية بأن تشارك في قاعدة أنجرليك في تدريبات مشتركة، والمشاركة في التحالف الدولي، أضف إلى ذلك العلاقات الثنائية المختلفة بين البلدين.

وحول العلاقات مع موسكو، ووجود بعض التعقيدات بالنسبة للولايات المتحدة، وهل هناك إجراءات دفاعية خاصة في ظل الظروف التي تعيشها المنطقة. قال سعادته: ليس هناك شيء ثابت، ولكن ما أؤكده أن قطر تلتزم بالقانون الدولي وبنظام العقوبات في الولايات المتحدة، نحن نأخذ كل شيء بعين الاعتبار ولدينا علاقات متينة مع الولايات المتحدة وأيضا علاقات مع بلدان أخرى، ولكن لا شيء يتعلق بتوقيع اتفاق أم لا، وردا على سؤال حول وجود بعض القلق في واشنطن حول نوايا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في المنطقة والخلاف في سوريا، وهذا ما يثير مخاوف الولايات المتحدة فكيف يمكن إيجاد بيئة مناسبة، قال سعادته: ما دامت الخلافات مستمرة فإن الأمر سيظل متشعبا لذلك لابد أن يكون هناك حوار حقيقي في المنطقة من أجل التوصل إلى حلول وينبغي أن نترك المصالح الثانوية، والأولى أن نسعى لتحقيق الاستقرار في المنطقة.

نهجنا الشفافية والأهداف الواضحة.. وزير الخارجية:
اعتراف أمريكي بتقدم قطر في مكافحة الإرهاب
مذكرة التفاهم عملية مستمرة بالشراكة والشفافية
الشعوب تدفع الثمن ويجب وقف الحروب بالوكالة
لسنا الأقرب إلى إيران ونختلف مع سياساتها

أكد سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية، أن مذكرة التفاهم التي تم توقيعها بين قطر والولايات المتحدة تأتي جزءا من جهود زيارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب إلى منطقة الخليج، مشيرا إلى أن قطر كانت الدولة الأولى التي وقعت على اتفاق كهذا، وتهدف المذكرة إلى بناء القدرات على صعيد منطقة دول الخليج وإيجاد الآليات التي من شأنها مكافحة الإرهاب والتصدي له، وكذلك وضع إطار تنظيمي ينظم العمل الخيري والأعمال الخيرية في دولة قطر، وانتهجنا خطة تقوم على الشفافية وترتكز على جدول زمني، ولها أهداف واضحة.
شريكان قويان

وقال سعادته خلال محاضرة ألقاها بمعهد “انتربرايز” في واشنطن أمس: بعض أعضاء الكونجرس يعرفون ما تحقق على صعيد هذه المذكرة، وهناك اعتراف واضح ومباشر من قبل وزارة الخارجية ووزارات أخرى بشأن التقدم المحرز على صعيد مكافحة الإرهاب، وهناك فهم جيد مفاده بأن قطر والولايات المتحدة هما شريكان قويان في المعركة ضد الإرهاب في كافة المجالات العسكرية وغيرها.

وردا على سؤال حول التحقق مما أنجز على صعيد مذكرة التفاهم بعد ستة أشهر وأن الخطوات التي نفذت من قبل البلدين تتصدى إلى هذه القضايا التي أثيرت، هل هذا الإطار يشكل نقطة البداية؟

قال سعادته: طبعا مذكرة التفاهم عملية مستمرة، ولا تعني أنه بعد الانتهاء من تنفيذ مضامينها سيتوقف التعاون، بعض الأهداف يمكن أن تتحقق، لكن هناك قضايا أخرى تأتي ضمن عملية تعاون مستمر وهي موجودة في الأساس بين البلدين، وهناك مراجعة مشتركة مرحلية كل ثلاثة أشهر على ما أعتقد بذلك، وفريقا العمل المشترك يعملان معا في مراجعة التقدم المحرز، وأعتقد أن الأمور تسير بشكل جيد وربما تجاوزت مواعيدها.

زمام المبادرة
وردا على سؤال حول: هل تحذو بقية دول الخليج حذو قطر للتوقيع على مذكرة تفاهم مشابهة؟

قال سعادة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية: قضايا تمويل الارهاب لا تمثل تحديا مختصرا على كل دولة بحد ذاتها، بل هي قضية اقليمية، إذن هذا تحد يواجهنا في المنطقة بعمومها، ولكن ايضا هذه تمثل ظاهرة عالمية تسارعت وتيرتها خلال السنوات القليلة الماضية ومعظم التشريعات والقدرات في هذه الدول عليها ان تواكب هذه الثورة، أما فيما يتعلق باطار مجلس التعاون وعلاقته بمذكرة التفاهم هذا كان جزءا من تفاهمنا واتفاقنا بين دول الخليج كلها والولايات المتحدة إزاء تعزيز قدراتنا في مجال مكافحة الإرهاب وتمويل الارهاب، بالشراكة مع الولايات المتحدة وأن تقوم كل دولة بتنفيذ هذا بشكل منفرد، فدولة قطر هي من اتخذت زمام المبادرة، والدول الأخرى كان يتعين عليها أن تلحق بذلك ولا أدري ماذا حدث بعد ذلك.

العلاقة مع إيران
وردا على سؤال حول العلاقة مع إيران، قال سعادة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية: علينا أن نفهم جغرافية المنطقة وطبيعتها، لو تأملت خريطة قطر، ستعرف ان هناك منفذا بريا واحدا لقطر عبر حدود السعودية وتم اغلاقه منذ الخامس من يونيو دون أن يعلمونا بذلك، وكان ذلك المنفذ هو الطريق الوحيد لتوفير الواردات من الغذاء والأدوية وغيرها، إلى الجهة الشرقية هناك الإمارات والمياه الاقليمية التي نشترك فيها معها، وكذلك الأجواء، وإلى الجانب الآخر هناك البحرين، وإيران هي الوجهة الوحيدة المتاحة في الشمال، ونحن نشترك معها في حدود بحرية وكذلك في أكبر حقل غاز، ولكن بعد الحصار كانت الوسيلة الوحيدة لاستيراد الموارد لشعبنا جوا وبحرا من جهة إيران، لا منفذ ولا طريق آخر لذلك، لكن هذا لا يعني بالضرورة أننا أكثر قربا إلى إيران وسياساتها، الأمر لم يكن كذلك أبدا، نحن نفرق بين العلاقات الاقتصادية والعلاقات السياسية، نحن نلتزم بالقوانين الدولية على صعيد السياسة، ونحن نختلف مع السياسات الايرانية في جوانب عدة كثيرة، فيما يتعلق بسياسة قطر تجاه سوريا نحن على الجانب الآخر، وفيما يتعلق بسياستنا بشأن العراق نحن على الجانب الآخر، ونختلف معهم فيما يتعلق باليمن، لكن تجاوز هذه التحديات لا يكون في ساحات المعارك ولا من خلال الصراع، نحن موجودون في منطقة واحدة، وعلينا أن نفهم جميعا بانه يتعين على كل طرف أن يحترم سيادة الآخر، وأن نتفق على المبادئ المشتركة المتعلقة بالأمن والتعايش بحيث لا يتدخل طرف في شؤون طرف آخر، ولا نعتقد بان هذه الحروب بالوكالة يجب ان تستمر، بالطبع من يدفع الثمن هي الشعوب في مناطق الصراع. وأي حوار يجب أن يكون منفتحا.

وردا على سؤال حول زيارة الرئيس الأمريكي للرياض العام الماضي وهل هناك خطوات ملموسة أو فرص على صعيد كبح جماح إيران وكف يدها في المنطقة؟ قال سعادة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية: الحل الوحيد هو حل سياسي ولا حل عسكريا لصراعات المنطقة، وعندما ترى ما يحدث في مناطق الصراع، مثلا اليمن الثمن الباهظ الذي يدفعه الشعب اليمني هنالك أكثر من 22 مليون يمني في أمس الحاجة الى موارد المعيشة ويعانون المجاعة، مئات الآلاف قتلوا في سوريا والعراق، وأخيرا عاد الاستقرار اليها بعد نزوح وتشرد مئات الآلاف من العراقيين ولجوئهم الى الخارج، نحن لسنا من يدفع ثمن هذه الصراعات بالوكالة، السوريون والعراقيون واليمنيون هم من يتحملون العبء، هل يستحقون أن يستمر الضغط عليهم، حتى نعيد إيران إلى طاولة المفاوضات للتوصل لحل، لا.. هم لا يستحقون ذلك علينا ان نوقف كل شيء الآن، ونتفق على مبادئ يلتزم بها الجميع، في نهاية المطاف سنلجأ الى الحوار، فلماذا لا نختصر الطريق وننخرط في حوار بشكل مباشر، هل ترون مجالا للحوار السياسي، نعم هناك دائما مكان للحوار، وذلك ما تعتقده قطر، على الجميع أن يشاركوا في المفاوضات وفي الحوار، وعلينا أن نتجنب إشعال النزاعات لان نتائجها وخيمة على المنطقة ومنطقتنا غنية ولديها كثير من الموارد، مشكلتنا الكبرى هي الأمن، الشعوب لدينا تخشى من هذه المشاكل الأمنية، ومع هذه الحروب المتعددة، لا نرى أي تقدم محسوس وملموس وهناك مزيد من الفوضى والإرهابيين والناس الذين يعانون، وتلك البلدان التي فيها نزاعات تحتاج الى وقت طويل لتعود بلدانا من جديد.

الجميع خاسرون في أزمة الخليج وشعوبنا فقدت الكثير
— نسعى إلى تعزيز علاقاتنا مع واشنطن
— استمرار الخلافات بالمنطقة يحتاج إلى حوار حقيقي للتوصل إلى حلول
— لا نتدخل في السياسة التحريرية لقناة الجزيرة ومن له شكاوى فليقدمها للجهات الدولية المعنية
— جميع المؤسسات الأمريكية توحد جهودها معنا من أجل تعزيز محاربة تمويل ومكافحة الإرهاب
— سياستنا في العراق تشجيع كل الأطراف على اتخاذ مواقف وطنية بعيدا عن الطائفية

وردا على سؤال حول وجود إجراءات دفاعية في ضوء الظروف التى تشهدها المنطقة.. قال ليس هناك شيء ثابت، ولكن ما نؤكده هو أن قطر تلتزم بالقانون الدولى؛ وبنظام العقوبات فى الولايات المتحدة، نحن نأخذ كل شيء فى الاعتبار. وبالتالى لنا علاقات متينة مع الولايات المتحدة وأيضا مع بلدان أخرى؛ ولكن لا شيء حتى الآن فيما يتعلق بتوقيع اتفاق أم لا. واضاف بان هناك بعض القلق فى واشنطن حول نوايا الرئيس بوتين فى المنطقة، الأمر الذى يثير مخاوف واشنطن مع الحلفاء فى المنطقة من أجل بناء تحالف؛ وهناك خلافات بين قطر ودمشق؛ وقال انه ما دامت الخلافات مستمرة فى المنطقة فان الأمر سيظل متشعبا، لذلك نحتاج الى حوار حقيقى للتوصل الى حلول؛ وينبغى ترك الحلول الثانوية الأخرى؛ ونسعى لتحقيق الأمن والاستقرار فى المنطقة.

وحول اللقاءات الأخيرة مع المسؤولين الأمريكيين ونجاح الدبلوماسية القطرية فى أزمة الخليج الأخيرة؛ قال إن العلاقات مع واشنطن كانت دائما قوية واستراتيجية؛ ولا نعتبر ما حققناه مع الولايات المتحدة شيئا موجها لجيراننا فى منطقة الخليج؛ فنحن نرى أن الجميع خاسرون وليس هناك فائز وشعوبنا فى الخليج خسرت وفقدت الكثير من هذا الخلاف الذى نسميه “أزمة لا داعى لها”. وقال إننا كنا حلفاء موثوقين لواشنطن وما زلنا؛ ونسعى الى تعزيز تلك العلاقات.
استثماراتنا فى عُمان

** وردا على سؤال حول موقف عُمان المحايد في الأزمة؛ وعما إذا كانت هناك خطة لتوسيع الاستثمارات فى السلطنة لمساعدتها فى مشاكلها الاقتصادية؛ قال: توجد لدينا علاقات متينة مع عُمان؛ ولدينا هناك استثمارات منذ وقت طويل وهى فى تزايد فى مجال البنية التحتية والصناعة، فضلا عن استثمار مشترك مع ايطاليا فى عُمان، كما أن مخططاتنا أن نتوسع فى المستقبل فى تلك الاستثمارات.

مكافحة قطر للإرهاب
وردا على سؤال لصحيفة “واشنطن بوست” حول اتصالات الرئيس ترامب بحضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى وإشادة ترامب بتعاون قطر وجهودها فى مكافحة الارهاب؛ قال إن مذكرة التفاهم والتعاون الموقعة بين الدوحة وواشنطن فى مكافحة الارهاب جاءت نتيجة العلاقات والتواصل بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون وليس قطر فقط؛ حيث يمكن للدول الأخرى توقيع مثل هذه المذكرات؛ مشيرا إلى أن جميع المؤسسات الأمريكية توحد جهودها وتعمل مع قطر من أجل تعزيز محاربة تمويل الارهاب؛ رغم الدعاية التى تطلقها بلدان مختلفة لإشعال النيران لأسباب إقليمية؛ وهى دعاية تمولها بلدان ترى أن قطر عدو لها؛ وبالتالى تسعى لخلق صورة سلبية عن قطر.

أداء قناة الجزيرة

وحول سؤال عن سياسات قناة “الجزيرة” التحريرية فى تغطية الأخبار المتعلقة باسرائيل والمنطقة، وعما اذا كانت هناك نية لتغيير ذلك؛ قال إن دستور قطر واضح والحكومة لا تتدخل فى عمل الإعلام؛ ولكن الجزيرة ينبغى أن تلتزم أيضا بالمعايير الدولية؛ وقال ان هناك آليات واضحة فى حالة وجود شكوى ضد تغطية الجزيرة بالتشجيع على الكراهية مثلا يمكن تقديم شكاوى إلى الهيئات المعنية للحصول على حقوقهم إذا كانت هناك مخالفات أو تجاوزات؛ وأضاف باننا نقيم احترافية الجزيرة من خلال آليات مختلفة.
عمليات تركيا في سوريا

وردا على سؤال حول العمليات التركية ضد الأكراد فى شمال سوريا، قال إن قوات البشمركة لعبت دورا مهما فى الحرب على تنظيم الدولة ونرى أن لديهم جنودا قادرين على محاربة الإرهاب وهم ملتزمون بأمن بلدهم؛ ولكن ينبغى أيضا أن ننظر الى أمن تركيا الذى تأثر كثيرا ببعض التحركات حولها؛ ونحن فى قطر ندعم أى دولة تهتم بحماية أمنها الوطنى؛ وما يحدث حاليا فى عفرين يتم بالتنسيق مع قوات أخرى وحلفاء آخرين.
الحصار على قطر

وردا على سؤال حول آثار الحصار على الاقتصاد القطري وخاصة فى مجال النفط؛ قال الوزير: فيما يتعلق بقدرة اقتصادنا على التعافى فنحن قادرون على التعامل مع الأوضاع على ضوء الموارد المتوفرة والمستقبلية؛ والحصار عندما يؤثر على الاوضاع الاقتصادية يأخذ شكل الصدمة خلال الأسابيع الاولى من فرضه؛ لكن المشكلة لا تكمن هنا، ولكن فى محاولات دول الحصار التلاعب فى الأسواق وبث وخلق أخبار كاذبة بشأن الأوضاع الاقتصادية؛ تلك التلفيقات غير مقبولة من الأسرة الدولية لأنها تضر بالاقتصاد العالمى؛ ولذلك فاننا نقاوم تلك التحركات ونقف فى وجهها ولكنها بالتأكيد تشكل منبع قلق.
من هم القراصنة؟

وفى سؤال من قناة “الجزيرة” حول عدم إعلان قطر حتى الآن اسم الجهة التى كانت وراء قرصنة موقع وكالة الأنباء القطرية الذى تسبب فى إثارة الأزمة الخليجية قال الوزير: إن هذه عملية قانونية؛ ولا أعلم إلى أين وصلت الأمور؛ ولكن إلى الآن لا نستطيع أن نكشف عن تلك الجهة التى كانت وراء ذلك ولا يجب أن نضر بالتحقيقات الجارية بهذا الخصوص.

وردا على سؤال حول ما اذا كانت هناك جهود لتشكيل قيادة سنية موحدة فى العراق لديها رؤية مستقبلية لتحقيق الاستقرار فى العراق وتجاوز أزمته، قال: نحن دائما نشجع العراقيين على اتخاذ مواقفهم السياسية وفقا لانتماءاتهم الوطنية رغم التعدد الطائفى؛ ونحن لا نسعى الى التدخل لدعم طرف على حساب آخر؛ فهذه ليست سياسات قطر، ولكن ندعو الجميع إلى الالتزام بالأجندة الوطنية.

الشرق

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى