العرب تريند

أزمة الكهرباء في غزة تهدد أطفالها المرضى

 تتوالى الأزمات التي تضرب القطاع الصحي في قطاع غزة، جرّاء تواصل انقطاع التيار الكهربائي لمدة تتراوح ما بين (18-20) ساعة يومياً، ونفاد كميات الوقود المشغّلة للمولدات الكهربائية البديلة.

فبعد مرور يومين على وقف تقديم الخدمات الصحية في مستشفى بيت حانون (تابع لوزارة الصحة)، شمالي قطاع غزة، أعلنت مستشفى محمد الدرة لـ”الأطفال” (حكومية)، عن تقليص الخدمات التي تقدّمها بنسبة 60%.

ويتهدد تواصل أزمة الكهرباء ونفاد كميات الوقود مستشفى “الدرّة” المختص برعاية الأطفال بـ”التوقف بشكل كامل”.

ويقول ماجد حمادة، مدير المستشفى:” منذ حوالي 10 أيام، أبلغنا بعدم توريد أي كميات من الوقود إلى المستشفى، بسبب نفاد الكميات لدى الوزارة، مما اضطرنا لإجراءات تقشفية داخل المستشفى”.

واعتمدت المستشفى، منذ 10 أيام، كما يقول حمادة، على مولد كهربائي واحد (صغير) لتشغيل الأجهزة الطبية، مع إيقاف المولد الآخر الذي تملكه المستشفى.

ويتابع:” أمس، وبعد مرور 10 أيام على خطة الطوارئ، ينفد لدينا آخر لتر من الوقود، وينطفئ المولد الكهربائي”.

وأعلن حمادة عن تقليص الخدمات الصحية التي تقدّمها المستشفى للأطفال بنحو (60)%، بسبب أزمة الوقود والكهرباء.

ويوضح حمادة أن المستشفى “اضطرت لإغلاق قسم العناية المركزّة بشكل كامل، وترحيل الأطفال المرضى، الذين كانوا يتعالجون فيها، إلى مستشفيات أخرى”.

ويستكمل قائلاً:” كان القسم يضم حوالي 3 أطفال، اثنين منهم موصولين على أجهزة التنفس الاصطناعي، نقلناهم عبر سيارات إسعاف مجهّزة كما غرف العناية المركزة”.

ويحتوي قسم العناية المركّزة في مستشفى “الدرة” على 5 أسرة مجهّزة بأجهزة تحتاج إلى الكهرباء على مدار الساعة.

ويقول حمادة”:” هذه الأجهزة، منها أجهزة تنفس اصطناعي، وأجهزة تنظيم الجرعات الدوائية التي تعطي بكميات محسوبة بدقة على مدار الساعة، فلم يعد من الممكن تشغيل تلك الأجهزة، وانقاذ حياة الأطفال، في ظل نفاد الوقود”.

ويتهدد توقف قسم العناية المركزة في مستشفى “الدرة”، حياة الأطفال المرضى، الذين يصلون المستشفى بسبب حالات وحوادث “طارئة”.

كما تسبب توقف المولّد الثاني في المستشفى –صباح أمس- إلى دمج قسميّ “المبيت” في قسم واحد، للتمكّن من تقديم الحد الأدنى للمرضى.

وفي إحدى غرف المبيت، تجلس الفلسطينية هيام مصبح على مقعد بجانب أحد الأسرّة، التي تستلقي عليه طفلتها.

وتتساءل مصبح عن موعد وصول التيار الكهربائي إلى المستشفى، كي تتمكن من إجراء التحليلات المخبرية الخاصة بطفلتها.

ويضم قسميّ المبيت 21 طفل وطفلة، يتلقون “أدنى الخدمات الطبية”، في ظل انقطاع التيار الكهربائي لمدة (18-20) ساعة يومياً.

ويخدم مستشفى “الدرة”، الواقع شرقي مدينة غزة، منطقة سكانية يصل تعدادها إلى 200 ألف نسمة؛ نصفهم من الأطفال، بحسب حمادة.

ويقدّم هذا المستشفى خدماته الطبية لحوالي 100 ألف طفل فلسطيني، وفق حمادة.

وفي ظل ضعف الإمكانيات، تساعد خلايا الطاقة الشمسية التابعة للمستشفى في توفير “الإنارة” فقط لبعض غرف “المبيت” فيها (تمد المستشفى بكميات قليلة جداً من الطاقة الكهربائية)، بحسب إدارة المشفى.

وتحوّلت المستشفى، بفعل أزمة الكهرباء ونفاد كميات الوقود المشغّلة للمولدات الكهربائية، إلى “مركز لتقديم الرعاية الصحية اليومية فقط”.

وتحتاج المستشفى إلى كميات من الوقود تقدّر بـ( 40) لتر، في الساعة الواحدة خلال انقطاع التيار الكهربائي.

وطالب مدير المستشفى المؤسسات الحقوقية المحلية والدولية بالتحرك العاجل لـ”إنقاذ حياة الأطفال في ظل هذه المعاناة التي يعيشها قطاع غزة”.

وبحسب وزارة الصحة، فإن نفاد الوقود في مخازنها تسبب في إيقاف مولدات الكهرباء البديلة في ثلاثة مستشفيات (بيت حانون، محمد الدرة، الطب النفسي)، وفي 7 مراكز صحية للرعاية الأولية بالقطاع.

والاثنين الماضي، أعلنت مستشفى “بيت حانون”، شمالي قطاع غزة، عن إيقاف تقديم خدماتها الصحية؛ بسبب نفاد الوقود الخاص بتشغيل المولدات الكهربائية في ظل تواصل “أزمة الكهرباء”.

وقال أشرف القدرة، المتحدث الإعلامي باسم وزارة الصحة:” وزارة الصحة تمر بأزمة غير مسبوقة، تشهد نفاد كميات الوقود المتوفرة لديها، في ظل استمرار انقطاع التيار الكهربائي (لمدة تتراوح ما بين 18-20 ساعة)”.

وأوضح القدرة أن كميات الوقود التي وصفها بـ”القليلة”، والمتبقية في مخازن وزارة الصحة لا “تفي إلا لأيام قليلة”.

وحذّر القدرة من نفاد كميات الوقود المتبقيّة مع نهاية شهر فبراير/ شباط المقبل.

ولفت إلى أن وزارة الصحة بغزة اتخذت “إجراءات أكثر صرامة وتقشفية، لاستخدام أمثل للوقود المتوفر لديها لأطول فترة ممكنة”.

وذكر أن توقف المولدات الكهربائية في المرافق الصحية التابعة للوزارة يعني “شلل في كامل الخدمات الصحية التي تقدّم لأكثر من2 مليون مواطن بغزة”.

ونفى القدرة وجود أي “أفق لحل الأزمة الحالية، أو وجود تطمينات لمعالجتها”.

وطالب بضرورة التدخل السريع لحل الوضع “المأزوم”، داعياً شركة الكهرباء إلى إيجاد حل يمكّن المستشفيات من الحصول على الكهرباء، على مدار اليوم.

ويضم قطاع غزة 13 مستشفى حكومي تابع لوزارة الصحة الفلسطينية، و54 مركزاً صحياً لتقديم الرعاية الأولية، تغطّي حوالي 95% من الخدمات المقدمة لأكثر من 2 مليون مواطن بغزة.

وبحسب بيانات سابقة لوزارة الصحة الفلسطينية، فإن مستشفيات غزة بحاجة إلى 450 ألف لتر من الوقود شهرياً، لتشغيل المولدات الكهربائية في حال انقطاع التيار الكهربائي لمدة تتراوح بين (8-12ساعة) يومياً، بينما تحتاج حوالي 950 ألف لتر (شهرياً) حال انقطاع الكهرباء لمدة 20 ساعة يومياً.

ويعاني قطاع غزة من نقص حاد في التيار الكهربائي، منذ 2006.

وتحتاج غزة إلى نحو 600 ميغاواط من الكهرباء على مدار الساعة، بينما لا يتوفر حالياً سوى 210 ميغاواط، توفر إسرائيل منها 120 ميغاواط، ومحطة توليد الطاقة 60 ميغاواط، إضافة إلى 30 ميغاواط من الجانب المصري.

 (الأناضول)

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى