قطر

الأمم المتحدة تشكر قطر على دورها في دعم اللاجئين

أكد سعادة الدكتور أحمد بن محمد المريخي مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أن اهمية الاجتماع الثاني عشر لمجموعة المانحين الكبار في بيروت اتاح الفرصة للمشاركين للقيام بجولة ميدانية للاطلاع على اوضاع النازحين السوريين في لبنان. وقال لمسنا معاناة النازحين السوريين صحيا وتعليميا واجتماعيا ومكانيا. مشيرا الى ان الاجتماع ناقش موضوع التعليم واهميته واهمية التجسير بين العمل الإنساني والتنمية، مؤكدا طرح موضوع تعليم الاطفال السوريين مع منظمة اليونيسف.

وقال لـ الشرق: إن الأمم المتحدة تشكر قطر على دورها وجهودها في دعم اللاجئين، مشيرا الى ان قطر وقعت اتفاقية مع اليونيسيف بخصوص معالجة الكوليرا، لافتا إلى أن الدعم القطري ليس من الحكومة وحدها، بل يشمل مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات الخيرية. وأكد المريخي أن مبادرة صاحبة السمو الشيخة موزا “علم طفلا” أعادت ما يقارب المليون طفل سوري إلى المدارس.
وأعلن ممثل قطر في الاجتماع السفير طارق الأنصاري أن حجم المساعدات التي قدمتها قطر للنازحين في لبنان منذ عام 2011 بلغت 2 مليار و150مليون دولار.

مشاركة عالمية في الاجتماع
وحول انعقاد الاجتماع في بيروت قال المريخي لـ الشرق: كان الاجتماع الحادي عشر في الدوحة وخلال اجتماع الدوحة قررنا ان يكون هناك اجتماع في بيروت. ولماذا بيروت؟  على أساس ان يكون هناك اطلاع ميداني على أوضاع النازحين السوريين الى لبنان من خلال زيارة النازحين في مخيماتهم وأماكن نزوحهم وان يطلع المانحون على أوضاع النازحين على ارض الواقع، لذا كان القرار باختيار بيروت لكي نقوم بالزيارة.

هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية وهي الناحية الاقتصادية لدعم لبنان ونعتبر الاجتماع دعما من الدول المانحة للحكومة اللبنانية على ما تقوم به مشكورة من استضافة إخواننا السوريين. طبعا هذا الاجتماع هو رقم 12 أي الاجتماع الثاني عشر لكبار المانحين وكذلك بمشاركة وفود من 14 دولة حاضرة في هذا الاجتماع ومن ضمنهم قطر وامريكا واليابان وألمانيا وبريطانيا وروسيا والكويت والاتحاد الأوروبي والدانمارك والنرويج والسويد وكذلك المنظمات الدولية وغيرها إضافة الى انه في هذا الاجتماع يناقش موضوع التعليم واهميته واهمية التجسير بين العمل الإنساني والتنمية الذي يجري الحديث عليه في كيفية العمل على التقريب بين العمل التنموي والإنساني وذلك نظرا الى ان الازمات ممتدة وخلال الازمات الممتدة لا يمكننا ان نكون في عملنا فقط على الجانب الإنساني ونسيان الجانب التنموي.

الزيارة الميدانية للاجئين:
وقال خلال زيارتنا الميدانية امس الى أماكن النازحين السوريين في البقاع اللبناني التقيت عشرة أطفال كانوا يشاركون في احد النشاطات التي تقوم بها منظمات غير حكومية. انا سألت كل واحد من الأطفال بنفسي باي صف هو؟ للأسف لا احد من الأطفال أجاب انه يذهب للمدرسة!! هذا الامر يشدنا الى أهمية التعليم. لان التعليم هو الذي يسلح الانسان بالمعرفة بالتالي ان يكون قادرا على ان يكون انسانا منتجا في المجتمع. ولذلك من احد الأمور التي سوف نناقشها هو موضوع التعليم وكيفية توفير التعليم بالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة العاملة وخاصة اليونيسف.
وعما اذا كانت الدول المانحة تستطيع تأمين المساعدات لهم وللدول المضيفة، قال المريخي: طبعا لمسنا المعاناة التي يرزح تحتها النازحون السوريون من خلال زياراتنا الميدانية لهم في المخيمات التي توجد في لبنان، لمسنا معاناتهم من الناحية الصحية والنفسية والمكانية، كذلك لمسنا خوفهم على أطفالهم فيقولون لك مثلا “نحن لا نخاف على انفسنا بل نخاف على مستقبل أطفالنا” فبالتالي دائما وأبدا كمنظمات أمم متحدة وكذلك كمانحين دائما نركز على كيفية توقير المساعدات لهؤلاء النازحين.

المساعدات القطرية
وحول دور دور قطر في مساعدة النازحين وحجم هذه المساعدة، قال المريخي: بداية أشكر دولة قطر على دعمها لهذا الاجتماع، ودولة قطر إحدى الدول المشاركة هذا اليوم معنا في هذا الاجتماع ودولة قطر قدمت الكثير من المساعدات لمنظمات الأمم المتحدة سواء الـ unhcr مؤخرا كان هناك توقيع اتفاقية بين قطر واليونيسف فيما يتعلق بالكوليرا، وكانت هناك اتفاقيات تعاون ليس فقط من خلال حكومة قطر، ولكن أيضا من خلال منظمات وجمعيات المجتمع المدني القطري. كذلك لديها نشاطات وشراكة مع منظمات الأمم المتحدة وفي سوريا لديهم أحد أهم المشاريع القطرية الكبرى لتعليم اللاجئين السوريين، لدى قطر مبادرة كبيرة من صاحبة السمو الشيخة موزا بما يتعلق بمبادرة (علم طفلا) وهذه المبادرة استطاعت أن تدخل ما يقارب المليون طفل من السوريين وعودتهم إلى المدارس، مثل هذه المبادرات والنشاطات يكون لها دور في تخفيف المعاناة عن إخواننا السوريين المحتاجين.

وحول أهمية زيارته الثانية الى لبنان منذ توليه منصبه الدولي قال: أنا دائما أقول إن الثقافة تلعب دورا في مواجهة المواقف، كذلك وجود شخص عربي كمبعوث إنساني للأمين العام للأمم المتحدة يسهم في فهم ونقل الثقافة والاحساس الذي يشعر به النازح إلى كافة المانحين الكبار، وخير دليل على ذلك أن وفد دول المانحين وافق خلال هذا الاجتماع على ان تكون هناك زيارات ميدانية للاطلاع على أوضاع النازحين على الأرض (وعادة كانت تعقد هذه الاجتماعات في غرف مغلقة وفنادق خمسة نجوم) للاطلاع على أحوال اللاجئين عن قرب وتلمس الاحتياجات على ارض الواقع. وأنهم كوفد رسمي “جالوا على كافة مخيّمات اللاجئين السوريين في لبنان واطلعوا على احتياجاتهم المادية والمعنوية وسيتم العمل جدّياً على تقديم كافة المساعدات”.

مؤتمرات كبار المانحين:
من جهته قال ممثل قطر في الاجتماع السفير طارق الانصاري لـ الشرق:
المطلوب من المؤاتمرت لكبار المانحين أن تعطي دفعة سياسية وأيضا عمل جرد للتعهدات المقطوعة وما تم سداده ووضع المانحين للتصور العام للوضع المالي لتدفق المساعدات الإنسانية لوكالات الأمم المتحدة العاملة في اغاثة الشعب السوري.

طبعا هناك عدة مؤتمرات استضافتها الدوحة إضافة الى الدول الشقيقة والصديقة التي استضافت هذه المؤتمرات كان آخرها مؤتمر المانحين في شهر أكتوبر في الدوحة وكانت هناك مؤتمرات في الصيف في شهر يوليو أيضا، كانت هناك مؤتمرات تم عقدها بين وكالات الأمم المتحدة والوكالات الاغاثية القطرية المانحة في الدوحة وشاركت قطر في رئاسة ورعاية وتنظيم مؤتمر بروكسل حول سوريا في أبريل 2017.

وأضاف: طبعا منذ بداية اندلاع الأزمة السورية وحتى الآن قطر تساهم بفعالية سواء من خلال مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية والأمم المتحدة لدعم كل الجهود التي أيضا يفترض أنها تؤدي الى حل جذري. ما نتعامل معه الآن نتائج للصراع الدائر في سوريا. وهناك مساران، مسار المساعدات الإنسانية الذي يقضي بأهمية مساعدة المدنيين والنازحين في مسألة اللجوء والإقامة والصحة والتعليم وما إلى ذلك والأمور الحياتية اليومية. وهناك أيضا المسار السياسي. قطر تدعم المسار السياسي لحل جذري للازمة السورية لما فيه مصلحة الشعب السوري وخير واستقرار المنطقة.

وحول احتياجات الشعب السوري، قال السفير الأنصاري: إن المؤتمرات المعنية لكبار المانحين والمؤتمرات الدولية منها لندن 2016 وبروكسل 2017 التي شاركت فيها دولة قطر ورعتها، كانت هناك إعلانات خاصة ضمن الوثيقة الختامية لدعم الدول المضيفة للنازحين السوريين ومنها لبنان وهناك بالفعل إعلانات خاصة لتخفيف الضغط على الدول المضيفة ونحن نقدر كثيرا الدور الذي يقوم به لبنان الشقيق المضياف في رعاية واستضافة الأخوة السوريين في محنتهم، وبالأمس زرنا مخيمات الللاجئين واطلعنا على الوضع وتفهمنا أيضا من لقائنا مع رؤساء البلديات كل الجهود اللبنانية في مجال التعليم، الصحة، الايواء، والإغاثة التي يقوم بها لبنان كحكومة وكشعب مضياف.

أكثر من ملياري دولار للاجئين:
وحول حجم المساعدات القطرية للاجئين، قال السفير الأنصاري: إن المساعدات القطرية للاجئين السوريين ولدعم الشعب السوري منذ بداية الأزمة عام 2011 بلغت مليارين ومائة وخمسين مليون دولار أميركي، حيث كانت هناك عشرات الملايين التي صرفت لدعم اللاجئين السوريين في لبنان، بالتنسيق مع مفوضية شؤون اللاجئين مكتب بيروت ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية واليو ان دي بي واليونيسف وغيرها لان استقرار لبنان مهم لقطر.

وحول نتائج الاجتماع قال: اليوم الأول كان لزيارة ميدانية لمخيمات اللاجئين واليوم الثاني الاجتماع المعني لحوكمة التدفقات النقدية وما تم سداده والاستماع الى الخطط المستقبلية والمبالغ العالقة ولكن معظم المانحين يشعرون بماسأة اللاجئين السوريين ويبذلون جهودا كبيرة لدعمهم واستضافتهم حتى في بلدانهم.

الشرق

اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى