بعد الجدل.. “ذي بوست” لستيفن سبيلبرغ في صالات لبنان
يبدأ الخميس في صالات السينما اللبنانية عرض فيلم “ذي بوست” للأميركي ستيفن سبيلبرغ بعدما وقع وزير الداخلية اللبناني قرار السماح بالعرض، لأن مضمون هذا العمل “لا يتعلق بلبنان أو بالنزاع مع العدو الإسرائيلي”، وذلك على رغم المطالبات بمنع الفيلم بسبب دعم مخرجه المعلن لإسرائيل.
وأشارت وزارة الداخلية اللبنانية في بيان مساء الأربعاء إلى أن وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق وقّع قرار السماح بعرض فيلم “ذي بوست” بعد اطّلاعه على قرار “لجنة مراقبة أشرطة الأفلام المعدّة للعرض” التي أوصت بمنعه.
وفي حيثيات القرار الذي وجهه الوزير إلى مديرية الأمن العام، أنّ المشنوق “لا يرى أيّ مانع يحول دون عرض الفيلم لأنّ مضمون أحداثه يتعلق حصراً بالحرب في فيتنام خلال الستينيات ولا علاقة له أبدا بلبنان أو بالنزاع مع العدو الإسرائيلي”.
ويأتي قرار وزير الداخلية لينقض توصية كان قد أصدرها الأمن العام اللبناني بمنع عرض هذا الفيلم الذي يؤدي بطولته توم هانكس وميريل ستريب.
ويأخذ المطالبون بمنع عرض الفيلم على المخرج ستيفن سبيلبرغ صاحب المسيرة السينمائية الطويلة الزاخرة بالمكافآت بينها خصوصا نيله جائزتي أوسكار كأفضل مخرج عن فيلمي “سايفينغ برايفت راين” (1999) و”شيندلرز ليست” (1994)، دعمه المعلن لإسرائيل إذ تبرع لها بمبلغ مليون دولار أثناء حرب العام 2006 مع لبنان وصوّر مشاهد من اعماله في القدس.
وقد أكدت رندا الفخري المسؤولة عن البرمجة السينمائية في شركة “ايطاليا فيلم انترناشونال” الموزعة لـ “ذي بوست” في لبنان في اتصال مع وكالة فرانس برس أن الفيلم سيعرض في الصالات السينمائية اعتبارا من الخميس كما كان مقررا.
ويروي الفيلم مسار نشر صحيفة “واشنطن بوست” العام 1971 لما عُرف بـ”أوراق البنتاغون” وهي وثائق كشفت أكاذيب الإدارة الأميركية حول تدخل الولايات المتحدة في فيتنام.
واحتلّ هذا العمل المرتبة الثانية في قائمة الأفلام الأكثر درا للإيرادات في أميركا الشمالية، محققا أكثر من 23 مليون دولار في عطلة نهاية الأسبوع الأخير.
ونال الفيلم أيضا استحسانا لدى النقاد، كما حصد ستة ترشيحات ضمن المنافسة لنيل جوائز “غولدن غلوب” التي وزعت في وقت سابق خلال الشهر الحالي بينها جائزة أفضل مخرج لستيفن سبيلبرغ، من دون الفوز بأي منها.
منع جنغل
في المقابل، سُحب الاثنين الترخيص الممنوح بعرض فيلم “جنغل” للمخرج الأسترالي غريغ ماكلين والذي يروي قصة المغامر الإسرائيلي يوسي غينسبيرغ الذي تاه في غابات الأمازون في بوليفيا العام 1981، بعد أسبوعين على خروجه إلى الصالات اللبنانية، لأسباب متصلة أيضا بالتزام لبنان سياسة مقاطعة اسرائيل.
ومع أن لبنان يتمتع بحرية واسعة في استخدام الانترنت التي تنتشر عليها نسخ غير قانونية من الأفلام والأعمال الفنية والثقافية الصادرة في مختلف أنحاء العالم، فإن السلطات تلتزم بالقائمة السوداء التي يعدها مكتب مقاطعة إسرائيل.
وتنشط في الآونة الأخيرة مجموعات ضغط في لبنان ترصد الأعمال التي يشارك في إنتاجها إسرائيليون لمنع عرضها في الصالات اللبنانية، وقد مُنعت في الأشهر الماضية أفلام عدة على هذه الخلفية.
ويمنع لبنان إجمالا الأعمال التي يرى فيها إثارة للحساسية الطائفية أو نيلا من المقدسات الدينية أو انتهاكا للآداب العامة أو ترويجا للتطبيع مع اسرائيل.
العربية