المغرب العربي

ما هي الجماعات المسلحة التي تسيطر على العاصمة طرابلس؟

ألقى الهجوم المباغت على أهم معاقل قوات #حكومة_الوفاق، أمس الاثنين، الضوء مجددا على سؤال يبدو أن الإجابة عنه لا تزال بعيدة في ظل تحولات المشهد السياسي والأمني في ليبيا.

وأثار هجوم الكتيبة 33 الشهيرة باسم كتيبة رحبة الدروع والمتمركزة بتاجوراء، السؤال حول عدد التشكيلات المسلحة في العاصمة #طرابلس وانتماءاتها وقدرة حكومة الوفاق على السيطرة فعليا على العاصمة.

ويرصد هذا التقرير أبزر هذه المجموعات المسلحة وانتماءاتها، فمنذ تمكن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق في مارس من العام الماضي لطرابلس، أعلنت الكثير من ميليشيات العاصمة عن ترحيبها بالاتفاق السياسي، وبالتالي حكومة الوفاق ومجلسها الرئاسي، لكن وجود حكومة الإنقاذ والمؤتمر الوطني وقتها حدا بالكثير من مجموعاته المسلحة إلى الإعلان عن رفض الاتفاق مع الحكومة، لتدخل الأخيرة حربا ضروسا لمدة ثلاثة أيام في مارس الماضي تمكنت بعدها من إخراج مسلحي حكومة الإنقاذ.

وإثر هذا الانتصار ظن الكثير أن العاصمة #طرابلس باتت تحت سيطرة الحكومة، لكن بمضي الوقت تبين أن تلك المجموعات المطرودة تنحدر من #مصراتة، وعاد بعضها لتلك المدينة، بينما تمركز بعضها الآخر حوالي العاصمة وتحديدا في ترهونة، لتبقى مجموعات مسلحة أخرى قوية هي الأخرى في تاجوراء وجنزور، ولم تخرج من كونها تنتمي لهذه المناطق لتظل على ولائها السابق للمؤتمر وداعمه الرئيس المتمثل في المفتي المعزول الصادق الغرياني الذي يعتبر الأب الروحي للتنظيمات المتشددة الموزعة بين بنغازي ومصراتة ودرنة يجمعها الانتماء إلى تنظيمات متطرفة يعتبرها الكثير من المراقيين أنها فرع #القاعدة في ليبيا.

حكومة الوفاق

– قوة الردع الخاصة التي يقودها الإسلامي المنتمي للتيار السلفي المدخلي عبد الرؤوف كاره، وتتألف هذه القوة من عناصر مسلحة قوية التدريب والتسليح، وتعمل في المجالات الأمنية لا سيما في مداهمة أوكار المخدرات وملاحقة العناصر الإرهابية، حتى بدا سجن قاعدة امعتيقة الذي تتخذه مقرا لها يضم أكثر من 2500 إرهابي، بينهم عناصر خطرة من تنظيم داعش وآخرون فارون من بنغازي ينتمون لسرايا الدفاع عن بنغازي.

– قوة الأمن المركزي، ويقودها القيادي السابق في حلف #فجر_ليبيا عبد الغني الككلي، وتتركز في حي ابوسليم متخذة من مزرعة حديقة الحيوانات معسكرا لها، وتعتبر القوة الضاربة الثانية في العاصمة طرابلس.

– كتيبة ثوار طرابلس، ويقودها الملازم هيثم التاجوري وهو الآخر كان قياديا في حلف فجر ليبيا، ويعرف عنه دروه الكبير في طرد ميليشيات حكومة المؤتمر الوطني، كما أن قوته الموزعة شرق العاصمة تعتبر من أهم خطوط الدفاع عن حكومة الوفاق ضد أي تدخل قادم من مصراتة، كما أنها تحتفظ بنقاط تماس مع بقايا قوات المؤتمر في تاجوراء.

ميليشيات مجهولة الولاء

– أبرزها كتيبة الرحبة وسرايا، يزيد عددها عن الخمسة في تاجوراء يؤكد هجومها أمس على قاعدة امعيتيقة ولاءها للمؤتمر الوطني والمفتي المعزول وعلاقتها الوطيدة بسرايا الدفاع عن بنغازي الذين يقبع عدد كبير منهم في سجون القاعدة.

– ميليشيات أخرى أبرزها كتيبة الفرسان وكتيبة القوة المتحركة يعتقد أنها الأخرى على اتصال بالمؤتمر والمفتي المعزول، تتمركز في جنزور غرب طرابلس لكنها تتبع اسميا حكومة الوفاق، وهي على اتصال بمجموعات المؤتمر الوطني بمدينة الزاوية غرب #طرابلس المعروفة بـ”غرفة ثوار ليبيا”، ولها علاقات بتجارة البشر وتهريب الوقود التي اشتهرت بها ميليشيات بغرفة ثوار ليبيا.

فعليا يبدو أن المجموعات المسلحة بالعاصمة هي نتاج تفكك حلف فجر ليبيا السابق وتأثير وجود حكومة الوفاق التي تحظى بدعم دولي لا محدود، لكن في ذات الوقت لا يبدو أن حكومة الوفاق تمتلك السيطرة المطلقة عليها، فكثيرا ما جرى الحديث عن وجود روابط واتصالات بين أبرز هذه المجموعات، وهي قوة الردع الخاصة وبين قوات الجيش الوطني، لا سيما أن أغلب أفراد هذه القوة من المنتمين للتيار المدخلي السلفي الذي يعتبر من أبرز التيارات الدينية الداعمة لقوات الجيش شرق البلاد، وقد يشير إلى هذه العلاقة بيان حكومة #مجلس_النواب الموالية للجيش الوطني شرق البلاد، يوم أمس الاثنين، التي اعتبرت فيه الهجوم على قاعدة امعيتيقة مقر قوة الردع “عملا إرهابيا” مطالبة بــ”ضرورة حماية سجن امعيتيقة الذي يؤوي إرهابيين فارين”.

كما تناقلت وسائل إعلام فرنسية قبل شهرين سعي زعيم كتيبة ثوار طرابلس الملازم هيثم التاجوري للقاء خليفة حفتر القائد العام للجيش في فرنسا وأنباء أخرى حول وجود لقاءات حقيقية تجمعه بقيادات في الجيش، وهو ما قد يشير فعليا إلى عدم خضوع هذه المجموعات المسلحة لسلطة المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق.

 العربية
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى