المغرب العربي

لاحتواء الاحتجاجات.. السبسي يغازل أكبر الأحياء الشعبية

اختار الرئيس التونسي، الباجي قائد #السبسي، الاحتفال بالذكرى السابعة للثورة التونسية، داخل واحد من أكبر أحياء العاصمة التونسية شعبية وأكثرها فقرا، حيث زار يوم الأحد “حي التضامن”، في محاولة لاحتواء هذه الجهة الساخنة المعروفة بحراكها الاجتماعي، عبر إقرار جملة من الإجراءات لفائدة ساكنيها.

وأعطى السبسي اليوم موافقته بإسناد #قروض لفائدة مجموعة من شباب الجهة، من أجل تمويل مشاريع والنهوض بالحي الذي ترتفع فيه نسبة البطالة والفقر وتطغى عليه مظاهر التهميش، كما أكد أن رئيس الحكومة يوسف الشاهد سيعطي في الساعات القليلة القادمة، إشارة انطلاق تفعيل “صندوق الكرامة” لتحسين وضعية العائلات المعوزة.

ودائما ما يتصدّر “حي التضامن” دائرة الضوء في مختلف #الاحتجاجات التي عاشتها تونس منذ أحداث #الثورة_التونسية، حيث لعب دورا كبيرا بقاعدته الشعبية العريضة في الإطاحة بنظام زين العابدين بن علي قبل سبع سنوات، كما شهد خلال الأيام الماضية مظاهرات غاضبة ضد قرارات حكومية بالترفيع في أسعار بعض المواد الاستهلاكية وفرض ضرائب جديدة، سرعان ما تحولت إلى صدامات مع قوات الأمن وأعمال عنف، تخللتها عمليات نهب وتخريب لمقرات حكومية ومحلات تجارية.

وخلال زيارته اليوم، أبدى السبسي تفهما لمطالب ساكني هذا الحي ولمشاعر الاستياء المرتفعة في صفوف الشباب التونسي، وأعلن أن “سنة 2018 ستكون سنة الاهتمام بالشباب”، مشدّدا في نفس الوقت على أن “الوضع في تونس لا يزال إيجابيا رغم البطء في إنجاز بعض المشاريع وتحقيق المطالب الاجتماعية”، مشيرا إلى “أن الإجراءات التي اتخذتها الدولة خاصة لفائدة محدودي الدخل، تبقى أفضل من لا شيء مقارنة بالإمكانيات المتواضعة للدولة”.

وقام السبسي كذلك بتدشين المركب الشبابي والثقافي لفائدة “حي التضامن”، الذي لم ينشط منذ أحداث الثورة في يناير 2011، وذلك بعد أن تعرض للحرق والإتلاف، واعتبر أنه “سيكون مشروعا لاستقطاب شباب الحي”..

و”حي التضامن” هو أكبر حي شعبي في تونس وربما في إفريقيا، وقد تأسس منذ خمسينيات القرن الماضي، ويتميز بكثافته السكانية المرتفعة، حيث لا يقل عدد سكانه اليوم عن 100 ألف ساكن أغلبهم من الشباب، ويقع الحي على بعد بضعة كيلومترات من قلب العاصمة، وتكاد تنعدم فيه المرافق الأساسية، وهو ما جعله يتحول في بعض الفترات إلى معقل للخلايا الجهادية التي استطاعت استغلال الأوضاع الاجتماعية لساكنيه من أجل استقطاب الشباب وتسفيرهم للجهاد إلى بؤر التوتر في سوريا وليبيا.

وتأتي هذه الإجراءات الجديدة المعلن عليها اليوم لفائدة هذا الحي المضطرب، بعد 4 أيام من زيارة رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد لبلدة “طبربة” ضواحي العاصمة تونس، التي شهدت أعنف الاحتجاجات وقتل فيها محتج خلال المواجهات مع الشرطة الاثنين الماضي، كخطوة تهدف إلى تهدئة الأوضاع واحتواء غضب سكان الأحياء الشعبية.

وتعي السلطات التونسية جيدا تداعيات انفجار الأوضاع الاجتماعية في الأحياء الشعبية، وتستشعر خطورة ذلك على استقرار البلاد، بعد أن تحولت هذه الأحياء خلال السنوات الماضية إلى معاقل للمتطرفين لا تزال السلطات تلاحق عددا منهم.

العربية
اظهر المزيد

اترك تعليقك

زر الذهاب إلى الأعلى